اسم الکتاب : تعريب منتهى الآمال في تواريخ النبي و الآل المؤلف : الميلاني، السيد هاشم الجزء : 1 صفحة : 176
مضيق لم يمكنهم العبور منه بأجمعهم، فتفرقوا بسببه و أخذ كل فوج منهم طريقا.
(1) فهجمت هوازن بغتة و خرجت من كمينها لمّا رأت تمزّق جيش المسلمين و أخذت تضربهم بالسهام فأول من انهزم من المسلمين فوج خالد بن وليد و معه قبيلة بني سليم و انهزم بعدهم مشركوا قريش الذين أسلموا حديثا ثم انهزم بعدهم أصحاب الرسول (صلّى اللّه عليه و آله) بعد ما أصابهم الضعف.
(2) و كان النبي (صلّى اللّه عليه و آله) جالسا على بغلة بيضاء، و قيل كان جالسا على (الدلدل) فلمّا رأى انهزام الجيش أخذ يناديهم و يقول: الى أين أيها الناس.
فانهزم جميع الجيش و لم يبق مع النبي (صلّى اللّه عليه و آله) الا عشرة نفر، تسعة من بني هاشم و عاشرهم أيمن ابن أم ايمن الذي قتل على يد مالك، و بقي هؤلاء التسعة، منهم العباس بن عبد المطلب و كان على يمين الرسول (صلّى اللّه عليه و آله)، و الفضل بن العباس على يساره.
(3) و كان أمير المؤمنين عليه السّلام يقاتل بين يديه و يدفع عنه المشركين، و كان أبو سفيان بن الحارث و ربيعة بن الحارث و عبد اللّه بن الزبير بن عبد المطلب و عتبة و معتب ابنا ابي لهب، حول النبي (صلّى اللّه عليه و آله).
فلمّا رأى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) ذلك أخذ يقاتل القوم و هو على بغلته و يرتجز:
أنا النبي لا كذب * * * أنا بن عبد المطّلب
و لم يقاتل (صلّى اللّه عليه و آله) في حرب قط الّا في هذه الغزوة، «في رواية عن الفضل بن العباس انّه قال:
ضرب عليّ عليه السّلام يومئذ أربعين مبارزا كلّهم يقدّه حتى أنفه و ذكره (أي ينشق أنفه و ذكره الى شقين)، قال: و كانت ضرباته مبتكرة» [1] أي يقتلهم بالضربة الاولى و لا يحتاج الى الثانية.
(4) و كان رجل من هوازن يقال له: أبو جرول أمام القوم على جمل أحمر و بيده راية سوداء في رأس رمح طويل، اذا ادرك ظفرا من المسلمين أكبّ عليهم ثم يرفع رايته فيتبعه المشركون و كان يرتجز و يقول: