اسم الکتاب : تعريب منتهى الآمال في تواريخ النبي و الآل المؤلف : الميلاني، السيد هاشم الجزء : 1 صفحة : 163
ألف مثقال، ففرقها على مساكين المدينة و لم يدع عنده شيئا منها.
(1) ثم كانت في السنة السابعة عمرة القضاء، و ذلك انّ النبي (صلّى اللّه عليه و آله) لما رجع من خيبر عزم على زيارة بيت اللّه الحرام، فأمر أصحابه في شهر ذي القعدة بالتهيؤ للسفر لقضاء عمرة الحديبية.
فخرج معه الذين شهدوا الحديبية و غيرهم و حملوا السلاح خفية، حذرا من غدر المشركين بهم و كانت معهم سبعون بدنة.
فركب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) على ناقته القصوى و أصحابه معه فرسانا و راجلين حاملي السيوف في أغمادها فوصلوا الى الجحون و خرجوا منها الى مكّة ملبين.
(2) و كان خطام البعير بيد عبد اللّه بن رواحة فدخل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) البيت على تلك الهيئة و بيده محجن [1] يستلم به الحجر الاسود و أمر أصحابه بالاضطباع [2] في الطواف و اظهار التجلد و الشدّة كي لا يرى المشركون فيهم ضعفا و رخاوة فصارت الهرولة و الاسراع في الطواف سنّة، ثم مكث (صلّى اللّه عليه و آله) في مكّة ثلاثة ايّام و رجع الى المدينة.
(3) و تزوج رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) بامّ حبيبة بنت أبي سفيان و كان زفافها في هذه السنة، و كانت قبل ذلك زوجة عبد اللّه بن جحش فأسلمت معه و هاجرا سويّة الى الحبشة فارتدّ زوجها هناك و مات على دين النصارى و لكنها بقيت على اسلامها حتى وصلت رسالة الى النجاشي من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) أن يزوجه ايّاها، فجمع النجاشي المسلمين و فيهم جعفر بن ابي طالب فعقدها النجاشي وكالة عن النبي (صلّى اللّه عليه و آله) و كان وكيلها خالد بن سعيد بن العاص.
(4) فقال النجاشي: «الحمد للّه الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار، أشهد أنّ لا إله الّا اللّه، و أنّ محمّدا عبده و رسوله، و انّه الذي بشر به عيسى بن مريم، أما بعد فانّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) كتب إليّ أن أزوجه أم حبيبة بنت أبي سفيان، فأجبت الى ما دعا إليه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)