اسم الکتاب : تعريب منتهى الآمال في تواريخ النبي و الآل المؤلف : الميلاني، السيد هاشم الجزء : 1 صفحة : 164
و قد أصدقتها أربعمائة دينار».
(1) ثم سكب الدنانير بين يدي القوم، فتكلم خالد بن سعيد فقال: «الحمد للّه أحمده و أستعينه و استغفره و أشهد أن لا إله الّا اللّه و انّ محمّدا عبده و رسوله، أرسله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون، أما بعد فقد أجبت الى ما دعا إليه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و زوّجته أمّ حبيبة بنت أبي سفيان فبارك اللّه لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)» [1].
فقبض خالد الدنانير ثم أمر النجاشي بالطعام، فأكل الجمع ثم تفرّقوا.
(2)
«حوادث السنة الثامنة للهجرة»
«غزوة مؤتة»
و كانت في هذه السنة وقعة مؤتة، و هي قرية من قرى البلقاء في اراضي الشام، و ذلك انّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) بعث حارث بن عمير الازدي الى ملك بصرى بكتاب- و هي قصبة من قصبات الشام- فلمّا نزل مؤتة عرض له شرحبيل بن عمرو الغساني و كان من المقربين لقيصر، فأوثقه و قتله.
(3) فلمّا بلغ ذلك رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) أمر الجيش بالاستعداد للحرب و أن يخرجوا الى أرض الجرف و ذهب (صلّى اللّه عليه و آله) معهم الى هناك و كانوا ثلاثة آلاف مقاتل، ثم عقد الراية البيضاء و أعطاها لجعفر بن ابي طالب و جعله أمير الناس فان قتل جعفر فزيد بن حارثة، فان أصيب زيد فعبد اللّه بن رواحة فان أصيب ابن رواحة فليرتض المسلمون بينهم رجلا فليجعلوه عليهم.
فقال نفر من اليهود: يا أبا القاسم ان كنت نبيا، فسيصاب من سمّيت، انّ الأنبياء من بني اسرائيل لو عدّوا مائة كذلك قتلوا أجمع.
(4) ثم أمرهم (صلّى اللّه عليه و آله) بالذهاب الى مقتل حارث و ان يدعوا الكفار الى الاسلام فان أبوا حاربوهم ... فانطلق الجيش حتى وصل مؤتة، فلمّا وصل الخبر الى شرحبيل بعث الى قيصر