(1) فأمر أن يبيّت عليا عليه السّلام، مكانه و يخرج هو الى المدينة، فقال (صلّى اللّه عليه و آله) لعلي عليه السّلام:
«انّ الروح هبط عليّ يخبرني أنّ قريشا اجتمعت على قتلي و أمرني ربّي أن أهجر دار قومي، و أن أنطلق الى غار ثور، و انّه أمرني ان آمرك بالمبيت على مضجعي لتخفي بمبيتك عليه أثري، فما أنت قائل و صانع؟» فقال عليّ عليه السّلام: أو تسلمن بمبيتي هناك يا نبيّ اللّه؟ قال: نعم، فتبسّم علي عليه السّلام ضاحكا و أهوى الى الارض ساجدا شكرا، فكان أول من سجد للّه شكرا، فلما رفع رأسه قال: امض لما أمرت، فداك نفسي، و مرني بما شئت أكن فيه بمشيّتك و ما توفيقي الّا باللّه، ثم ضمّه النبي (صلّى اللّه عليه و آله) الى صدره و بكيا معا، فأخذ جبرئيل يد النبي (صلّى اللّه عليه و آله) و أخرجه من الدار و قرأ النبي (صلّى اللّه عليه و آله):
(2) و نثر التراب على وجوههم و قال: شاهت الوجوه، و ذهب الى غار ثور، و في رواية انّه ذهب الى بيت أمّ هاني و في الصباح ذهب الى الغار.
اما أمير المؤمنين عليه السّلام فانّه بات تلك الليلة على فراش النبي (صلّى اللّه عليه و آله) و تغشّى ببرده الأخضر الخضرمي، فأراد المشركون الهجوم في الليل، فمنعهم أبو لهب و قال: انّ في البيت نساء و أطفالا، فنحرسه الليلة و نهجم عليه صباحا، فعند ما أصبح الصباح دخلوا الدار، فوثب عليّ عليه السّلام في وجوههم، فقالوا له: أين محمّد؟ قال: أ جعلتموني عليه رقيبا، أ لستم قلتم نخرجه من بلادنا؟ فقد خرج عنكم، فنزلت هذه الآية في حق عليّ عليه السّلام: