responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تذكرة الخواص المؤلف : سبط بن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 136

ما من يوم يمضي عنا، إلا أوهى منا ركنا، ان الموتى قد أخبرنا انا نرحل فاستوطنا.

و أما الظاعن فطور سيناء لما عصت بنوا اسرائيل و كان بينه و بين الارض المقدسة أيام فقلع اللّه منه قطعة و جعل لها جناحين من نور فنتقه عليهم فذلك قوله‌وَ إِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَ ظَنُّوا أَنَّهُ واقِعٌ بِهِمْ‌و قال لبني اسرائيل إن لم تؤمنوا و إلا أوقعته عليكم فلما تابوا رده الى مكانه. و أما المكان الذي لم تطلع عليه الشمس إلا مرة واحدة فارض البحر لما فلقه اللّه لموسى (ع) و قام الماء أمثال الجبال و يبست الارض بطلوع الشمس عليها ثم عاد ماء البحر الى مكانه و أما الشجرة التي يسير الراكب في ظلها مائة عام فشجرة طوبى و هي سدرة المنتهى في السماء السابعة اليها ينتهي أعمال بني آدم و هي من أشجار الجنة ليس في الجنة قصر و لا بيت إلا و فيه غصن من أغصانها و مثلها في الدنيا الشمس أصلها واحد و ضوئها في كل مكان. و أما الشجرة التي نبتت من غير ماء فشجرة يونس و كان ذلك معجزة له لقوله تعالى‌وَ أَنْبَتْنا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ‌.

و أما غذاء أهل الجنة فمثلهم في الدنيا الجنين في بطن أمه فانه يتغذى من سرتها و لا يبول و لا يتغوط. و أما الالوان في القصعة الواحدة فمثله في الدنيا البيضة فيها لونان أبيض و اصفر و لا يختلطان. و أما الجارية التي تخرج من التفاحة فمثلها في الدنيا الدودة تخرج من التفاحة و لا تتغير و أما الجارية التي تكون بين اثنين فالنخلة التي تكون في الدنيا لمؤمن مثلي و لكافر مثلك و هي لي في الآخرة دونك لانها في الجنة و أنت لا تدخلها. و أما مفاتيح الجنة فلا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه.

قال ابن المسيب: فلما قرأ قيصر الكتاب قال ما خرج هذا الكلام إلا من بيت النبوة ثم سأل عن المجيب فقيل له هذا جواب ابن عم محمد (ص) فكتب اليه سلام عليك أما بعد فقد وقفت على جوابك و علمت انك من أهل بيت النبوة و معدن الرسالة و أنت موصوف بالشجاعة و العلم و أوثر أن تكشف لي عن مذهبكم و الروح التي ذكرها اللّه في كتابكم في قوله‌وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي‌فكتب اليه أمير المؤمنين أما بعد فالروح نكتة لطيفة و لمعة شريفة من صنعة باريها و قدرة منشئها، أخرجها من خزائن ملكه و أسكنها في ملكه فهي عنده لك سبب و له عندك وديعة فاذا اخذت مالك عنده اخذ ما له عندك و السلام.

و من هاهنا اخذ ابن سينا فقال:

اسم الکتاب : تذكرة الخواص المؤلف : سبط بن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 136
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست