responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تحقيق الحلقة الثانية المؤلف : الحائري، السيد علي أكبر    الجزء : 1  صفحة : 233

الوجوب الغيريّ لمقدّماتِ الواجب‌

لا شكّ في أنّ المكلّف مسئول عقلًا عن توفير المقدّمات العقليّة و الشرعيّة للواجب، إذ لا يمكنه الامتثال بدون ذلك، و لكن وقع البحث في أنّ هذه المقدّمات هل تتّصف بالوجوب الشرعيّ تبعاً لوجوب ذيها؟ بمعنى أنّه هل يترشّح عليها في نفس المولى إرادة من إرادته للواجب الأصيل و وجوب من إيجابه لذلك الواجب؟

فهناك من ذهب إلى أنّ إرادة شي‌ء و إيجابه يستلزمان إرادة مقدّماته و إيجابها، و تسمّى الإرادة المترشّحة بالإرادة الغيريّة، و الوجوب المترشّح بالوجوب الغيريّ، في مقابل الإرادة النفسيّة و الوجوب النفسيّ، و هناك من أنكر ذلك.

و قد يقال بالتفصيل بين الإرادة و الإيجاب، فبالنسبة إلى الإرادة و ما تعبّر عنه من حبّ يقال بالملازمة و الترشّح، فحبّ الشي‌ء يكون علّةً لحبّ مقدّمته، و بالنسبة إلى الإيجاب و الجعل يقال بعدم الملازمة.

و القائلون بالملازمة يتّفقون على أنّ الوجوب الغيريّ معلول للوجوب النفسي، و على هذا الأساس لا يمكن أن يسبقه في الحدوث، كما لا يمكن أن يتعلّق بقيود الوجوب، لأنّ الوجوب النفسيّ لا يوجد إلّا بعد افتراض وجودها، و الوجوب الغيريّ لا يوجد إلّا بعد افتراض الوجوب النفسي، و هذا يعني أنّ الوجوب الغيريّ مسبوق دائماً بوجود قيود الوجوب فكيف يعقل أن يتعلّق بها و إنّما يتعلّق بقيود الواجب‌

اسم الکتاب : تحقيق الحلقة الثانية المؤلف : الحائري، السيد علي أكبر    الجزء : 1  صفحة : 233
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست