الفصل الرابع في كرم أبي محمد الحسن السّبط (عليه السّلام)
قال الإمام عبد القادر محيي الدين الطّبري (رحمه اللّه) في حسن السيرة [في] [3] أحسن السريرة:
روى أن الحسن (عليه السّلام) سمع رجلا يسأل اللّه تعالى أن يرزقه عشرة الآف درهما، فانصرف إلى منزله و بعث بها إليه [4].
و روى أن رجلا من البرهني [5] شكى إليه الفقر، قال: يا هذا حق سؤالك يعظم لدي، و معرفتي بما يجب لك يكثر علي، و يدي الآن معجزة عن [نيلك] بما أنت أهله، و الكثير في ذات اللّه قليل، و ما في ملكي وفاء لشكرك، فإن قبلت الميسور و تركت المعسور رفعت عني مؤنة الافتقار و الاهتمام فما أتكلفه من واجبك فعلته.
فقال: يا ابن رسول اللّه أقبل القليل، و أشكر العظيم، و أعذر على المنع، فحاسب الحسن غلامه فوجد الفاضل عنده خمسين الف درهم و خمسمائة دينار، ثمّ قال له ادفع الجميع إلى هذا الرجل و التمس لنا منه الاعتذار [6].
و روى المدائني أن الحسن و الحسين (عليهما السّلام) و عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب توجهوا إلى الحج، فلمّا قطعوا بعض الطّريق جاعوا و عطشوا فوفدوا على عجوز فأناخوا عند خبائها، فحلبت لهم شاة
[1]. في ب: (و لا ياب رجل أن يرجى نواله و تركته، أو يصل رحمه أو يخاف يده).