اسم الکتاب : تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة - ط مؤسسة النشر الإسلامي المؤلف : شرف الدين الأسترآبادي، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 8
بجمع شتاتها، و جعلها ذيل الآيات المتعلّقة بها. و قد حصلت من
تلك النّهضة جوامع روائيّة كبرى مشحونة بغرر الأخبار و درر الآثار.
غير أنّ جلّ تلكم
الأخبار تؤوّل كثيرا من الآيات في شأنهم عليهم السّلام و تجعلها ذات تعلّق
بولايتهم، و هذا ما أوجب أن يؤخذ بنا و أباح الطّعن فينا، حتّى أنّ غير المتدبّر
في الأمور، القليل الممارسة لمجاري كلام العرب قد نسبنا إلى الغباوة و الجهل، و
ضحك من تمسّكنا في إثبات أصل عظيم في اعتقادنا- و هو الإمامة و الولاية الّتي هي
الحجر الأساسيّ لمذهبنا- بأدلّة واهية و احتمالات غير مسلّمة عند مخالفينا ممّا
ظاهره مخالف لأسباب النّزول، غير منطبق على شأن الورود.
و قد غاب عنه: أنّ
القرآن حيّ لا يموت، و أنّه يجري كما يجري اللّيل و النّهار، و كما تجري الشّمس و
القمر، و أنّ الآية جارية في الباقين كما جرت في الماضين[1]، و لم يشعر بأنّ التّفسير مفهوميّ و
مصداقيّ، و أنّ جلّ ما ورد في أمثال هذه الأخبار من قبيل بيان المصداق، فهي إمّا
تطبيق الكلّيّ على أظهر الأفراد، و إمّا من قبيل التّمثيل لبيان المراد.
و بهذا يندفع ما قدح به
علينا و شنّعنا به. مع أنّا لسنا بصدد الذّبّ عن كلّ ما اشتملت عليه تلكم الأخبار،
و إنّما شأنها كشأن سايرها، فهي بين صحاح و ضعاف، و موثّق و حسان، و غيرها من
أقسام الحديث المصطلح عليها عند أهل الدّراية. هذا؛ و التّفصيل موكول إلى محلّه و
من أراد البسط فليراجع إلى مظانّه[2].
موضوع الكتاب:
أمّا الكتاب الّذي نحن
على التحدّث عنه فكما يظهر من تسميته أنّ المؤلّف بصدد البحث عن الآي الّتي أنزلت
أو اوّلت في شأن الائمّة عليهم السّلام. و ليس هو بأوّل ما الّف في هذا الفنّ، و
قد الّف قبله و بعده في ذلك ما يناهز العشرات بعناوين مختلفة، و إليك ذكر جملة
منها ملخّصا- على ما أورده العلّامة الطهرانيّ (ره) في الذّريعة- إذ لا