اسم الکتاب : تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة - ط مؤسسة النشر الإسلامي المؤلف : شرف الدين الأسترآبادي، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 7
المسلمين و أمير المؤمنين، فقال- و الملأ أمامه-: «من كنت
مولاه فعليّ مولاه»[1]، و قال:
«أنا مدينة العلم و عليّ
بابها»[2]. ثمّ بعده على
كواهل أوصيائه البررة فقال في غير موضع و غير مرّة: «إنّي تارك فيكم الثّقلين كتاب
اللّه و عترتي» و قال: «لا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم»[3].
و كان مولانا أمير
المؤمنين عليه السّلام يعرب عن بعض ما أوتي به أهل بيته الطاهر و لم يؤت به أحد من
العالمين بقوله: «آل محمّد هم عيش العلم و موت الجهل ...» و بقوله:
«نحن شجرة النّبوّة و
محطّ الرّسالة و مختلف الملائكة و معادن العلم و ينابيع الحكم ...».
و بقوله: «فيهم كرائم
القرآن و هم كنوز الرّحمن، إن نطقوا صدقوا، و إن صمتوا لم يسبقوا ...».
و بقوله: «هم موضع سرّه
و لجأ أمره و عيبة علمه و موئل حكمه و كهوف كتبه و جبال دينه ...».
و بقوله: «لا يقاس بآل
محمّد صلّى اللّه عليه و آله من هذه الامّة أحد، و لا يسوّى بهم من جرت نعمتهم
عليه أبدا، هم أساس الدّين و عماد اليقين ...».
و بقوله: «فأين يتاه بكم
و كيف تعمهون؟ و بينكم عترة نبيّكم، و هم أزمّة الحقّ و أعلام الدّين و ألسنة
الصّدق ...»[4] إلى غير ذلك
من الأقوال الشّافية و النصوص الظاهرة.
و هذا و نظائره ينبئ عن
أنّ الواجب على الامّة الاسلاميّة الحنيفة الأخذ بأقوالهم و ترك آراء أنفسهم، و
هذا هو الطريق الوحيد إلى السّعادة الأبديّة و المهيع الواسع إلى الحياة الخالدة.
ثمّ إنّ إفاداتهم عليهم
السّلام في بيان الآيات تكون كالدّرر المنثورة في مثاوي الكتب مبثوثة، و قد قيّض
اللّه عزّ و جلّ رجالا أولي النّهى و الهمّة، و ذوي العلم و الدّقّة