وَ أَمَّا مَنْ بَخِلَ وَ اسْتَغْنى يَعْنِي بِنَفْسِهِ عَنِ الْحَقِ[1] وَ اسْتَغْنَى بِالْبَاطِلِ عَنِ الْحَقِ وَ كَذَّبَ بِالْحُسْنى بِوَلَايَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ الْأَئِمَّةِ ع مِنْ بَعْدِهِ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى يَعْنِي النَّارَ وَ أَمَّا قَوْلُهُ إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى يَعْنِي أَنَّ عَلِيّاً هُوَ الْهُدَى وَ إِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَ الْأُولى فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى قَالَ هُوَ الْقَائِمُ إِذَا قَامَ بِالْغَضَبِ[2] وَ يَقْتُلُ مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَ مِائَةٍ وَ تِسْعَةً وَ تِسْعِينَ لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى قَالَ هُوَ عَدُوُّ آلِ مُحَمَّدٍ ع وَ سَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى قَالَ ذَاكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ شِيعَتُهُ.
وَ رُوِيَ بِإِسْنَادٍ مُتَّصِلٍ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ سَمَاعَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَ النَّهارِ إِذا تَجَلَّى اللَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَ الْأُنْثَى وَ لِعَلِيٍّ الْآخِرَةُ وَ الْأُولَى.
وَ رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْبَرْقِيُّ عَنْ يُونُسَ بْنِ ظَبْيَانَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ فَيْضِ بْنِ مُخْتَارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ قَرَأَ إِنَّ عَلِيّاً لَلْهُدَى وَ إِنَّ لَهُ الْآخِرَةَ وَ الْأُولَى وَ ذَلِكَ حَيْثُ سُئِلَ عَنِ الْقُرْآنِ قَالَ فِيهِ الْأَعَاجِيبُ فِيهِ وَ كَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ[3] بِعَلِيٍّ وَ فِيهِ إِنَّ عَلِيّاً لَلْهُدَى وَ إِنَّ لَهُ الْآخِرَةَ وَ الْأُولَى.
و يؤيده
مَا رَوَاهُ مَرْفُوعاً بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ بَكْرٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ ظَبْيَانَ قَالَ: قَرَأَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع وَ اللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَ النَّهارِ إِذا تَجَلَّى اللَّهُ خَالِقُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرِ وَ الْأُنْثَى وَ لِعَلِيٍّ الْآخِرَةُ وَ الْأُولَى.
وَ يَعْضُدُهُ مَا رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مِهْرَانَ عَنْ أَيْمَنَ بْنِ مُحْرِزٍ عَنْ سَمَاعَةَ[4] عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ هَكَذَا وَ اللَّهِ اللَّهُ خَالِقُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرِ وَ الْأُنْثَى وَ لِعَلِيٍّ الْآخِرَةُ وَ الْأُولَى.
و يدل على ذلك ما جاء في الدعاء
سُبْحَانَ مَنْ خَلَقَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةَ وَ ما
[1] عنى بالأمر- بناء للمفعول-: اشتغل و اهتم به.
[2] في د:« بالسيف» و في م:« بالقضيب».
[3] الأحزاب: 25.
[4] في الخبر الآتي:« عن سماعة، عن أبي بصير».