سورة الممتحنة و فيها آيتان
الأولى
قوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَ عَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ ....
التأويل و سبب النزول
ذَكَرَ أَبُو عَلِيٍّ الطَّبْرِسِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ مَا مختصره أَنَّ حَاطِبَ بْنَ أَبِي بَلْتَعَةَ أَنْفَذَ جَارِيَةً يُقَالُ لَهَا سَارَةُ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ تُخْبِرُهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص يَأْتِيهِمْ فِي هَذَا الْعَامِ فَنَزَلَ جَبْرَئِيلُ ع عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ فَأَرْسَلَ عَلِيّاً ع وَ مَعَهُ عَمَّاراً وَ عُمَرَ وَ طَلْحَةَ وَ الزُّبَيْرَ وَ الْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ وَ أَبَا مَرْثَدٍ وَ كَانُوا كُلُّهُمْ فُرْسَاناً وَ قَالَ لَهُمْ انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ فَإِنَّ بِهَا ظَعِينَةً[1] مَعَهَا كِتَابٌ مِنْ حَاطِبٍ إِلَى الْمُشْرِكِينَ فَخُذُوهُ مِنْهَا فَخَرَجُوا حَتَّى أَدْرَكُوهَا فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ فَقَالُوا أَيْنَ الْكِتَابُ فَحَلَفَتْ بِاللَّهِ مَا مَعَهَا مِنْ كِتَابٍ فَنَحَّوْهَا وَ فَتَّشُوا مَتَاعَهَا فَلَمْ يَجِدُوا مَعَهَا كِتَاباً فَهَمُّوا بِالرُّجُوعِ فَقَالَ عَلِيٌّ ع وَ اللَّهِ مَا كَذَبْنَا وَ لَا كُذِبْنَا وَ قَالَ لَهَا أَخْرِجِي الْكِتَابَ وَ إِلَّا وَ اللَّهِ لَأَضْرِبَنَّ عُنُقَكِ فَلَمَّا رَأَتِ الْجِدَّ أَخْرَجَتْهُ مِنْ ذُؤَابَتِهَا[2] فَرَجَعُوا بِالْكِتَابِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص[3].
و في هذه
[1] الظعينة: المرأة ما دامت في الهودج.
[2] الذؤابة: الناصية و هي شعر في مقدّم الرأس.
[3] مجمع البيان: ج 9 ص 269.