اسم الکتاب : تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة - ط مؤسسة النشر الإسلامي المؤلف : شرف الدين الأسترآبادي، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 581
زرعوه زرعه لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ و هذا مثل ضربه
الله سبحانه لمحمد ص و للمؤمنين الذين معه فقيل الزرع كناية عن النبي ص و شطأه
كناية عن المؤمنين حيث كانوا في ضعف و قلة كما يكون أول الزرع دقيقا ثم يغلظ و
يقوى و يتلاحق بعضه ببعض و كذلك المؤمنون قوى بعضهم بعضا حتى استغلظوا و استووا لِيَغِيظَ بِهِمُ
الْكُفَّارَ أي إنما كثرهم الله و قواهم ليكونوا غيظا للكافرين[1].
فإذا عرفت ذلك فاعلم أن
المعنى بقوله وَ الَّذِينَ مَعَهُ هو أمير المؤمنين ع لأن هذه الصفات
المذكورة لا توجد إلا فيه و إن قيل إنه ذكر الَّذِينَ و هو جمع فقد جاء في
القرآن كثير في معناه خصوصا مثل قوله إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ
الَّذِينَ آمَنُوا[2] و مثل قوله هُوَ الَّذِي
أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِينَ[3] و إنما يذكر الجمع و
يراد به الإفراد و قد ورد من طريق العامة أن بعض هذه الصفات فيه و ذكر البعض
يستلزم ذكر الكل لأن الآيات بعضها مرتبط ببعض و هي ختام السورة.