اسم الکتاب : تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة - ط مؤسسة النشر الإسلامي المؤلف : شرف الدين الأسترآبادي، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 202
بيان ذلك أن الله سبحانه لما أمر نبيه ص بالقتال وجب عليه و
أوجب على كل واحد من أصحابه قتال عشرة فقال إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ
عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ[1] و علم سبحانه تخاذل
أصحابه و عجزهم عن ذلك قال له إعلاما أولا فإن حَسْبُكَ اللَّهُ و إنه هُوَ الَّذِي
أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِينَ و يعني به[2] أمير المؤمنين ع و قال هاهنا يا أَيُّهَا
النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أي و الذي
اتبعك من بعض المؤمنين و هو أمير المؤمنين ع أي لا تحزن على ما يفوتك[3] من نصر
أصحابك فإن الله يكفيك القتال و ينصرك و يؤيدك بأمير المؤمنين ع لأن الله سبحانه
لم يجعل النصر و الفتح إلا على يديه في جميع المواطن و هذا لا يحتاج إلى بيان و
هذه فضيلة لم ينلها أحد غيره حيث إن الله سبحانه هو الكافي نبيه القتال و الدافع
عنه و الناصر له و المؤيد و جعل لأمير المؤمنين خاصة أن يكون بهذه المنازل[4] عن نبيه ص
فقد تضمنت هاتان الآيتان فضائل جمة لا يحتاج وضوحها إلى بيان[5] و صلى الله على نبيه و عليه و على
الطيبين من ذريتهما في كل أوان ما لاح الجديدان و اطرد الخافقان