اسم الکتاب : تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : الطبري، ابن جرير الجزء : 3 صفحة : 612
على أيدي بنى القاذر سبا و ودان، فما امسوا حتى ما بقي منه شيء.
و عن ربيعه الشامي بمثله، و زاد: أتاك الفاروق في جندى المطيع، و يدركون لأهلك بثارك في الروم و قال في قسطنطينيه: أدعك جلحاء بارزه للشمس، لا يأوي إليك احد، و لا تظلينه.
و عن انس بن مالك، قال: شهدت إيلياء مع عمر، فبينا هو يطعم الناس يوما بها أتاه راهبها و هو لا يشعر ان الخمر محرمه، فقال: هل لك في شراب نجده في كتبنا حلالا إذا حرمت الخمر! فدعاه به فقال: من اى شيء هذا؟ فاخبره انه طبخه عصيرا، حتى صار الى ثلثه، فغرف بإصبعه، ثم حركه في الإناء فشطره، فقال: هذا طلاء، فشبهه بالقطران، و شرب منه، و امر أمراء الأجناد بالشام به، و كتب في الأمصار: انى اتيت بشراب مما قد طبخ من العصير حتى ذهب ثلثاه و بقي ثلثه كالطلاء، فاطبخوه و ارزقوه المسلمين.
و عن ابى عثمان و ابى حارثة، قالا: و لحق ارطبون بمصر مقدم عمر الجابية، و لحق به من أحب ممن ابى الصلح، ثم لحق عند صلح اهل مصر، و غلبهم بالروم في البحر، و بقي بعد ذلك، فكان يكون على صوائف الروم، و التقى هو و صاحب صائفه المسلمين فيختلف هو و رجل من قيس يقال له ضريس، فقطع يد القيسى، و قتله القيسى، فقال:
فان يكن ارطبون الروم أفسدها* * * فان فيها بحمد الله منتفعا
بنانتان و جرموز اقيم به* * * صدر القناه إذا ما آنسوا فزعا
و ان يكن ارطبون الروم قطعها* * * فقد تركت بها اوصاله قطعا
و قال زياد بن حنظله:
تذكرت حرب الروم لما تطاولت* * * و إذ نحن في عام كثير نزائله
و إذ نحن في ارض الحجاز و بيننا* * * مسيره شهر بينهن بلابله
و إذ ارطبون الروم يحمى بلاده* * * يحاوله قرم هناك يساجله
اسم الکتاب : تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : الطبري، ابن جرير الجزء : 3 صفحة : 612