responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : الطبري، ابن جرير    الجزء : 3  صفحة : 449

خفان، لئلا يؤتى من خلفه بشي‌ء يكرهه، و اقام حتى قدم عليه ابو عبيده، فكان ابو عبيد على الناس، فأقام بخفان أياما ليستجم اصحابه، و قد اجتمع الى جابان بشر كثير، و خرج ابو عبيد بعد ما جم الناس و ظهرهم، و تعبى، فجعل المثنى على الخيل، و على ميمنته والق بن جيداره، و على ميسرته عمرو بن الهيثم بن الصلت بن حبيب السلمى و على مجنبتى جابان جشنس ماه و مردان شاه فنزلوا على جابان بالنمارق، فاقتتلوا قتالا شديدا فهزم الله اهل فارس، و اسر جابان، اسره مطر بن فضه التيمى، و اسر مردان شاه، اسره اكتل بن شماخ العكلي، فاما اكتل فانه ضرب عنق مردان شاه، و اما مطر بن فضه فان جابان خدعه، حتى تفلت منه بشي‌ء فخلى عنه، فأخذه المسلمون، فاتوا به أبا عبيد و اخبروه انه الملك، و أشاروا عليه بقتله، فقال: انى اخاف الله ان اقتله، و قد آمنه رجل مسلم، و المسلمون في التواد و التناصر كالجسد، ما لزم بعضهم فقد لزمهم كلهم.

فقالوا له: انه الملك، قال: و ان كان لا اغدر، فتركه كتب الى السرى بن يحيى، عن شعيب، عن سيف، عن الصلت بن بهرام، عن ابى عمران الجعفى، قال: ولت حربها فارس رستم عشر سنين، و ملكوه، و كان منجما عالما بالنجوم، فقال له قائل: ما دعاك الى هذا الأمر و أنت ترى ما ترى! قال: الطمع و حب الشرف فكاتب اهل السواد، و دس اليهم الرؤساء، فثاروا بالمسلمين، و قد كان عهد الى القوم ان الأمير عليكم أول من ثار، فثار جابان في فرات بادقلى، و ثار الناس بعده، و أرز المسلمون الى المثنى بالحيرة، فصمد لخفان، و نزل خفان حتى قدم عليه ابو عبيد و هو الأمير على المثنى و غيره، و نزل جابان النمارق، فسار اليه ابو عبيد من خفان، فالتقوا بالنمارق، فهزم الله اهل فارس، و أصابوا منهم ما شاءوا و بصر مطر بن فضه- و كان ينسب الى أمه- و ابى برجل عليه حلى، فشدا عليه فأخذاه أسيرا، فوجداه شيخا كبيرا

اسم الکتاب : تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : الطبري، ابن جرير    الجزء : 3  صفحة : 449
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست