responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : الطبري، ابن جرير    الجزء : 3  صفحة : 393

فإنكم اعوان الله، و الله ناصر من نصره، و خاذل من كفره، و لن يؤتى مثلكم من قله، و انما يؤتى العشرة آلاف و الزيادة على العشرة آلاف إذا أتوا من تلقاء الذنوب، فاحترسوا من الذنوب، و اجتمعوا باليرموك متساندين و ليصل كل رجل منكم باصحابه.

و بلغ ذلك هرقل، فكتب الى بطارقته: ان اجتمعوا لهم، و انزلوا بالروم منزلا واسع العطن، واسع المطرد، ضيق المهرب، و على الناس التذارق و على المقدمه جرجه، و على مجنبتيه باهان و الدراقص، و على الحرب الفيقار، و أبشروا فان باهان في الاثر مدد لكم ففعلوا فنزلوا الواقوصة و هي على ضفة اليرموك، و صار الوادى خندقا لهم، و هو لهب لا يدرك، و انما اراد باهان و اصحابه ان تستفيق الروم و يأنسوا بالمسلمين، و ترجع اليهم أفئدتهم عن طيرتها.

و انتقل المسلمون عن عسكرهم الذى اجتمعوا به، فنزل عليهم بحذائهم على طريقهم، و ليس للروم طريق الا عليهم فقال عمرو: ايها الناس، أبشروا، حصرت و الله الروم، و قلما جاء محصور بخير! فأقاموا بازائهم و على طريقهم، و مخرجهم صفر من سنه ثلاث عشره و شهرى ربيع، لا يقدرون من الروم على شي‌ء، و لا يخلصون اليهم، اللهب- و هو الواقوصة- من ورائهم، و الخندق من امامهم، و لا يخرجون خرجه الا اديل المسلمون منهم، حتى إذا سلخوا شهر ربيع الاول، و قد استمدوا أبا بكر و اعلموه الشان في صفر، فكتب الى خالد ليلحق بهم، و امره ان يخلف على العراق المثنى، فوافاهم في ربيع.

كتب الى السرى، عن شعيب، عن سيف، عن محمد و طلحه و عمرو و المهلب، قالوا: و لما نزل المسلمون اليرموك، و استمدوا أبا بكر، قال: خالد لها فبعث اليه و هو بالعراق، و عزم عليه و استحثه في السير، فنفذ خالد لذلك، فطلع عليهم خالد، و طلع باهان على الروم، و قد قدم قدامه الشمامسه و الرهبان و القسيسين، يغرونهم و يحضضونهم على القتال، و وافق قدوم خالد

اسم الکتاب : تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : الطبري، ابن جرير    الجزء : 3  صفحة : 393
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست