responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : الطبري، ابن جرير    الجزء : 3  صفحة : 379

فإنكم لا تقدرون لهم على مثلها، ففعلوا و كان سبب نجاتهم يومئذ وصيه عاصم بنى تميم بهم، و اقبل خالد على الذين ارزوا الى الحصن فقتلهم حتى سد بهم باب الحصن، و دعا خالد بالجودي فضرب عنقه، و دعا بالأسرى فضرب أعناقهم الا أسارى كلب، فان عاصما و الأقرع و بنى تميم قالوا: قد آمناهم، فاطلقهم لهم خالد، و قال: ما لي و لكم! ا تحفظون امر الجاهلية و تضيعون امر الاسلام! فقال له عاصم: لا تحسدهم العافيه، و لا يحوزهم الشيطان ثم اطاف خالد بالباب، فلم يزل عنه حتى اقتلعه، و اقتحموا عليهم، فقتلوا المقاتله، و سبوا الشرخ، فاقاموهم فيمن يزيد، فاشترى خالد ابنه الجودي و كانت موصوفه، و اقام خالد بدومه ورد الأقرع الى الأنبار.

و لما رجع خالد الى الحيرة- و كان منها قريبا حيث يصبحها- أخذ القعقاع اهل الحيرة بالتقليس، فخرجوا يتلقونه و هم يقلسون، و جعل بعضهم يقول لبعض: مروا بنا فهذا فرج الشر! كتب الى السرى، عن شعيب عن سيف، عن محمد و طلحه و المهلب، قالوا: و قد كان خالد اقام بدومه، فظن الأعاجم به، و كاتبهم عرب الجزيرة غضبا لعقه، فخرج، زرمهر من بغداد و معه روزبه يريدان الأنبار، و اتعدا حصيدا و الخنافس، فكتب الزبرقان و هو على الأنبار الى القعقاع بن عمرو و هو يومئذ خليفه خالد على الحيرة، فبعث القعقاع اعبد بن فدكي السعدي و امره بالحصيد، و بعث عروه بن الجعد البارقى و امره بالخنافس، و قال لهما: ان رأيتما مقدما فاقدما فخرجا فحالا بينهما و بين الريف، و اغلقاهما، و انتظر روزبه و زرمهر بالمسلمين اجتماع من كاتبهما من ربيعه، و قد كانوا تكاتبوا و اتعدوا، فلما رجع خالد من دومه الى الحيرة على الظهر و بلغه ذلك و قد عزم على مصادمه اهل المدائن، كره خلاف ابى بكر، و ان يتعلق عليه بشي‌ء، فعجل القعقاع‌

اسم الکتاب : تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : الطبري، ابن جرير    الجزء : 3  صفحة : 379
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست