responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : الطبري، ابن جرير    الجزء : 3  صفحة : 143

ابن زيد بكراع ربه بظهر الحره على بئر هنالك من حره ليلى، فقال له حسان بن مله: انك لجالس تحلب المعزى و نساء جذام يجررن أسارى قد غرها كتابك الذى جئت به! فدعا رفاعة بن زيد بجمل له، فجعل يشكل عليه رحله، و هو يقول:

هل أنت حي او تنادى حيا

ثم غدا و هم معه باميه بن ضفاره أخي الخصيبى المقتول مبكرين من ظهر الحره، فساروا الى جوف المدينة ثلاث ليال، فلما دخلوا انتهوا الى المسجد، و نظر اليه رجل من الناس، فقال لهم: لا تنيخوا ابلكم فتقطع ايديهن، فنزلوا عنها و هن قيام، فلما دخلوا على رسول الله(ص)و رآهم، الاح اليهم بيده: ان تعالوا من وراء الناس، فلما استفتح رفاعة بن زيد المنطق قام رجل من الناس، فقال: ان هؤلاء يا نبى الله قوم سحره، فرددها مرتين، فقال رفاعة: رحم الله من لم يجزنا في يومنا هذا الا خيرا! ثم دفع رفاعة كتابه الى رسول الله الذى كان كتبه له، فقال: دونك يا رسول الله قديما كتابه، حديثا غدره فقال رسول الله ص: اقرا يا غلام و اعلن، فلما قرأ كتابهم و استخبرهم فاخبروه الخبر، قال رسول الله: كيف اصنع بالقتلى؟ ثلاث مرات، فقال رفاعة: أنت يا رسول الله اعلم، لانحرم عليك حلالا، و لا نحل لك حراما، فقال ابو زيد بن عمرو: اطلق لنا يا رسول الله من كان حيا، و من كان قد قتل فهو تحت قدمي هاتين.

فقال رسول الله: صدق ابو زيد، اركب معهم يا على، فقال على: يا رسول الله، ان زيدا لن يطيعني، قال: خذ سيفي، فاعطاه سيفه، فقال على:

ليس لي راحله يا رسول الله اركبها، فحمله رسول الله على جمل لثعلبة بن عمرو، يقال له المكحال، فخرجوا، فإذا رسول لزيد بن حارثة على ناقه من ابل ابى وبر، يقال لها الشمر، فانزلوه عنها، فقال: يا على ما شأني؟ فقال له على:

ما لهم عرفوه فاخذوه ثم ساروا حتى لقوا الجيش بفيفاء الفحلتين، فأخذوا ما في ايديهم من أموالهم، حتى كانوا ينزعون لبد المرأة من تحت الرحل‌

اسم الکتاب : تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : الطبري، ابن جرير    الجزء : 3  صفحة : 143
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست