responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : الطبري، ابن جرير    الجزء : 1  صفحة : 539

و يعلمهم ان الله مسلط عليهم من يقتل مقاتلتهم، و يسبى ذراريهم، ان لم يتوبوا و ينزعوا عن سيئ اعمالهم فقال له بختنصر: ما خطبك؟ فاخبره ان الله بعثه الى قومه ليحذرهم الذى حل بهم، فكذبوه و حبسوه فقال بختنصر:

بئس القوم قوم عصوا رسول ربهم! و خلى سبيله، و احسن اليه فاجتمع اليه من بقي من ضعفاء بنى إسرائيل، فقالوا: انا قد أسأنا و ظلمنا، و نحن نتوب الى الله مما صنعنا، فادع الله ان يقبل توبتنا فدعا ربه فاوحى اليه انهم غير فاعلين، فان كانوا صادقين فليقيموا معك بهذه البلده، فاخبرهم بما امرهم الله به، فقالوا: كيف نقيم ببلده قد خربت و غضب الله على أهلها! فأبوا ان يقيموا، فكتب بختنصر الى ملك مصر: ان عبيدا لي هربوا منى إليك، فسرحهم الى، و الا غزوتك و أوطأت بلادك الخيل فكتب اليه ملك مصر: ما هم بعبيدك، و لكنهم الأحرار أبناء الأحرار، فغزاه بختنصر فقتله، و سبى اهل مصر، ثم سار في ارض المغرب، حتى بلغ اقصى تلك الناحية، ثم انطلق بسبي كثير من اهل فلسطين و الأردن، فيهم دانيال و غيره من الأنبياء.

قال: و في ذلك الزمان تفرقت بنو إسرائيل، و نزل بعضهم ارض الحجاز بيثرب و وادي القرى، و غيرها.

قال: ثم اوحى الله الى ارميا- فيما بلغنا: انى عامر بيت المقدس فاخرج إليها، فانزلها فخرج إليها حتى قدمها و هي خراب، فقال في نفسه: سبحان الله! أمرني الله ان انزل هذه البلده، و أخبرني انه عامرها، فمتى يعمر هذه، و متى يحييها الله بعد موتها! ثم وضع راسه فنام و معه حماره و سله فيها طعام، فمكث في نومه سبعين سنه، حتى هلك بختنصر و الملك الذى فوقه،

اسم الکتاب : تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : الطبري، ابن جرير    الجزء : 1  صفحة : 539
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست