responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : الطبري، ابن جرير    الجزء : 1  صفحة : 492

فراى رهجا قريبا منه، فقال: ما هذا؟ قالوا: بلقيس يا رسول الله، قال: و قد نزلت منا بهذا المكان! قال مجاهد: فوصف لنا ذلك ابن عباس فحزرته ما بين الكوفه و الحيرة قدر فرسخ، قال: فاقبل على جنوده فقال:

«أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِها قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ‌» الذى أنت فيه الى الحين الذى تقوم الى غدائك قال: قال سليمان: من يأتيني به قبل ذلك؟

«قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ‌»، فنظر اليه سليمان، فلما قطع كلامه رد سليمان بصره على العرش، فراى سريرها قد خرج و نبع من تحت كرسيه، «فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قالَ هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَ أَشْكُرُ» إذ أتاني به قبل ان يرتد الى طرفي «أَمْ أَكْفُرُ» إذ جعل من تحت يدي اقدر على المجي‌ء به منى قال:

فوضعوا لها عرشها، قال: فلما جاءت قعدت الى سليمان، قيل لها:

«أَ هكَذا عَرْشُكِ‌»؟ فنظرت اليه فقالت: «كَأَنَّهُ هُوَ»! ثم قالت:

لقد تركته في حصونى، و تركت الجنود محيطة به، فكيف جي‌ء بهذا يا سليمان! انى اريد ان اسالك عن شي‌ء فاخبرنيه، قال: سلى، قالت: أخبرني عن ماء رواء، لا من سماء و لا من ارض- قال: و كان إذا جاء سليمان شي‌ء لا يعلمه بدا فسال الانس عنه، فان كان عند الانس فيه علم و الا سال الجن، فان لم يكن عند الجن علم به سال الشياطين- قال: فقالت له الشياطين: ما اهون هذا يا رسول الله! مر الخيل فلتجر ثم تملا الانيه من عرقها، فقال لها سليمان: عرق الخيل، قالت: صدقت قالت: أخبرني عن لون الرب قال: قال ابن عباس: فوثب سليمان عن سريره فخر ساجدا قال العباس: قال على: فأخبرني عمر بن عبيد، عن الحسن، قال: صعق فغشى عليه، فخر عن سريره.

ثم رجع، الى حديثه قال: فقامت عنه، و تفرقت عنه جنوده، و جاءه‌

اسم الکتاب : تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : الطبري، ابن جرير    الجزء : 1  صفحة : 492
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست