اسم الکتاب : تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : الطبري، ابن جرير الجزء : 1 صفحة : 491
الكتاب فسقط في حجرها انه كتاب كريم، و اشفقت منه، فأخذته و القت عليه ثيابها، و امرت بسريرها فاخرج، فخرجت فقعدت عليه، و نادت في قومها، فقالت لهم: «يا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَ إِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَ أْتُونِي مُسْلِمِينَ» و لم أكن لاقطع امرا حتى تشهدون، «قالُوا نَحْنُ أُولُوا قُوَّةٍ وَ أُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَ الْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي ما ذا تَأْمُرِينَ»- الى- «وَ إِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ»، فان قبلها فهذا ملك من ملوك الدنيا و انا أعز منه و اقوى، و ان لم يقبلها فهذا شيء من الله.
فلما جاء سليمان الهدية قال لهم سليمان: «أَ تُمِدُّونَنِ بِمالٍ فَما آتانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتاكُمْ»- الى قوله: «وَ هُمْ صاغِرُونَ»، يقول: و هم غير محمودين قال: بعثت اليه بخرزه غير مثقوبة، فقالت: اثقب هذه، قال:
فسال سليمان الانس فلم يكن عندهم علم ذاك، ثم سال الجن فلم يكن عندهم علم ذاك، قال: فسال الشياطين، فقالوا: ترسل الى الأرضة، فجاءت الأرضة فأخذت شعره في فيها فدخلت فيها فنقبتها بعد حين، فلما رجع إليها رسولها خرجت فزعه في أول النهار من قومها و تبعها قومها قال ابن عباس: و كان معها الف قيل.
قال ابن عباس: اهل اليمن يسمون القائد قيلا، مع كل قيل عشره آلاف قال العباس: قال على: عشره آلاف الف.
قال العباس: قال على: فأخبرنا حصين بن عبد الرحمن، قال: حدثنى عبد الله بن شداد بن الهاد، قال: فاقبلت بلقيس الى سليمان و معها ثلاثمائة قيل و اثنا عشر قيلا، مع كل قيل عشره آلاف.
قال عطاء، عن مجاهد، عن ابن عباس: و كان سليمان رجلا مهيبا لا يبتدأ بشيء حتى يكون هو الذى يسال عنه، فخرج يومئذ فجلس على سريره،
اسم الکتاب : تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : الطبري، ابن جرير الجزء : 1 صفحة : 491