responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : الطبري، ابن جرير    الجزء : 1  صفحة : 323

البغى و الحسد، فسال الله ان يسلطه عليه ليفتنه عن دينه، فسلطه الله على ماله دون جسده و عقله، و جمع ابليس عفاريت الشياطين و عظماءهم، و كان لأيوب البثنية من الشام كلها بما فيها بين شرقها و غربها، و كان بها الف شاه برعاتها، و خمسمائة فدان يتبعها خمسمائة عبد، لكل عبد امراه و ولد و مال، و يحمل آله كل فدان اتان، لكل اتان ولد، بين اثنين و ثلاثة و اربعه و خمسه و فوق ذلك فلما جمعهم ابليس، قال: ما ذا عندكم من القوه و المعرفة؟ فانى قد سلطت على مال أيوب، فهى المصيبة الفادحة و الفتنة التي لا يصبر عليها الرجال فقال كل من عنده قوه على اهلاك شي‌ء ما عنده فارسلهم فاهلكوا ماله كله، و أيوب في كل ذلك يحمد الله و لا يثنيه شي‌ء اصيب به من ماله عن الجد في عباده الله تعالى و الشكر له على ما اعطاه، و الصبر على ما ابتلاه به فلما راى ذلك من امره ابليس لعنه الله سال الله تعالى ان يسلطه على ولده، فسلطه عليهم، و لم يجعل له سلطانا على جسده و قلبه و عقله، فأهلك ولده كلهم، ثم جاء اليه متمثلا بمعلمهم الذى كان يعلمهم الحكمه جريحا مشدوخا يرققه حتى رق أيوب فبكى، فقبض قبضه من تراب فوضعها على راسه، فسر بذلك ابليس، و اغتنمه من أيوب ع.

ثم ان أيوب تاب و استغفر، فصعدت قرناؤه من الملائكة بتوبته فبدروا ابليس الى الله عز و جل فلما لم يثن أيوب(ع)ما حل به من المصيبة في ماله و ولده عن عباده ربه، و الجد في طاعته، و الصبر على ما ناله، سال الله عز و جل ابليس ان يسلطه على جسده، فسلطه على جسده خلا لسانه و قلبه و عقله، فانه لم يجعل له على ذلك منه سلطانا، فجاءه و هو ساجد، فنفخ في منخره نفخه اشتعل منها جسده، فصار من جمله امره الى ان انتن‌

اسم الکتاب : تاريخ الأمم و الملوك المؤلف : الطبري، ابن جرير    الجزء : 1  صفحة : 323
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست