اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي الجزء : 9 صفحة : 86
جُحْرِه، فإِذا سَمِعَ الصَّوْتَ حَسِبَه دَابّةً، تُرِيدُ أَن تَدْخُلَ عليه، فجاءَ يَزْحَلُ على رِجْلَيْه و عَجْزِه مُقَاتِلاً، و يَضْرِبُ بِذَنَبِه، فناهَزَهُ الرَّجُلُ، أَيْ بَادَرَه، فأَخَذ بِذَنَبِهِ فضَبَّ عَلَيْهِ، أَي شَدَّ القَبْضَ، فلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَفِيصَه، أَيْ يُفْلِتَ منه، و مِنْه المَثَلُ «هذا أَجَلُّ مِنَ الحَرْشِ » ، بالفَتْح، مِنْ أَكاذِيبِهم أَنَّه إِذا وَلَدَ الضَّبُ وَلَداً حَذَّرَه الحَرْشَ . أَحْسَنُ من ذََلِكَ أَنْ يَقُول-بعد أَكاذِيبِهم، كَمَا هُو نَصّ المُحْكَم-: قال الضَّبُّ لوَلَدِه: يا بُنَىّ احْذَر الحَرْشَ ، فَبَيْنَمَا [1] هُو و وَلَدُه في تَلْعَةٍ سَمِعَ وَقْعَ مِحْفَارٍ عَلَى فَمِ الجُحْرِ، فقال: يا أَبَتِ الْحَرْشُ هََذا ؟و نصُّ المُحْكَم: فسَمِع يوماً وَقْعَ مِحْفَارٍ على فَمِ الجُحْرِ: فقال: يا أَبَتِ أَ هََذا الحَرْشُ ؟ فقال: يا بُنَيّ «هََذا أَجَلُ من الحَرْشِ » فذَهَب مثلاً، يُضْرب لِمَنْ يَخَافُ شَيْئاً فَيَقَعُ فِي أَشَدَّ منه.
و حَرَشَ فُلاناً و خَرَشَه، بالحَاء و الخَاء: خَدَشَه ، نقله الجَوْهَرِيّ.
و حَرَشَ جَارِيَتَه: جَامَعَهَا مُسْتَلْقِيَةً على قَفَاهَا، عن ابنِ دُرَيْدٍ [2] .
و الحَرْشُ : الأَثَرُ ، و خَصّ بَعْضُهم به الأَثَرَ في الظَّهْرِ.
و قِيلَ: الحِرَاشُ : أَثَرُ الضَّرْبِ في البَعِيرِ يَبْرَأُ فلا يَنْبُت له شَعرٌ و لا وَبَرٌ.
و الحَرْشُ : الجَمَاعَةُ من النّاس، و الصّوَابُ فيه:
الحَرِشُ ، ككَتِفٍ، قال الصّاغَانِيّ: يُقَال: حَرِشٌ من العِيَالِ، و كَرِشٌ، أَيْ جَمَاعَةٌ، هََكذا ضَبَطَه مُجَوَّداً، ج حِرَاشُ ، بالكَسْر، و به سُمِّي، الرَّجُلُ حِرَاشاً ، قال الجَوْهَرِيُّ، و لا تَقُلْ: خِرَاش.
و رِبْعِيُّ و الرَّبِيعُ، و مَسْعُودٌ: بَنُو حِرَاشٍ ، ككِتَابٍ الغَطَفَانِيّ: تابِعِيُّونَ ، رَوَى مَسْعُودٌ، و هو الأَكْبَر، عن حُذَيْفَةَ، و أَخُوه رَبِيعٌ، و هُوَ الأَوْسطُ، هو الَّذِي تَكَلَّمَ بعدَ المَوْت.
و حِرَاشَ بنُ مالِكٍ: عَاصَرَ شُعْبَةَ بنِ الحَجّاجِ العَتَكِيّ.
و الحَرِيشُ ، كأَمِيرٍ: دُوَيْبَةٌ أَكْبَرُ من الدُّودَةِ علَى قَدْرالإِصْبَعِ، بِأَرْجُلٍ كَثِيرَةٍ. أَو [3] هِيَ الَّتِي تُسَمَّى دَخَّال الأُذُنِ ، قالَه أَبو حَاتِمٍ، و تُعْرَفُ عند العامّةِ بأُمِّ أَرْبَعَةٍ و أَرْبَعِين.
و حَرِيشُ بنُ هِلاَلٍ القُرَيْعِيّ التَّمِيميّ الشّاعِرُ.
و حَرِيشُ بنُ كَعْبٍ، في قَيْسٍ ، و هو الحَرِيشُ بنُ كَعْبِ بنِ رَبِيعَةَ بنِ عامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ، منهم رَبِيعَةُ بنُ شَكَلِ بنِ كَعْبِ بنِ الحَرِيش ، الَّذِي عَقَد الحِلْفَ بَيْنَ بَنِي عامِرٍ و بين بَنِي عَبْسٍ، و ذُو الغُصَّة [4] عامِرُ بن مَالِك، و مُطَرِّفُ بنُ عبدِ اللََّه[بن] [5] الشِّخِّيرِ [5] ، بالفَتْح، و سَعِيدُ بنُ عَمْرٍو، و غَيْرُهم.
و حَرِيشُ بنُ جَذِيمَةَ بنِ زَهْرَانَ بن الحَجْرِ بنِ عِمْرَانَ، في الأَزْدِ.
و حَرِيشُ بنُ عبْدِ اللََّه بنِ عُلَيْمِ بنِ جَنَابٍ، و أَخُوه جَرِيش [6] ، بالجِيم، في كَلْبٍ.
و حَرِيشُ بنُ جَحْجَبِيّ [7] بنِ كُلْفَةَ بنِ عَمْرِو [8] بنِ عَوْفٍ في الأَنْصَارِ، و ليسَ فيهِمْ بالمُعْجَمَةِ غيرُه، و مَنْ سِوَاهُ بالمُهْمَلَة ، هََذا قوْلُ الأَمير ابنِ ماكُولاَ، نَقْلاً عن الزُّبَيْرِ بن بَكّار، و نَصُّه: كلُّ مَنْ في الأَنْصَارِ حَرِيسٌ، بِالمهملتين، إِلاّ حَرِيشَ بنَ جَحْجَبى فإِنّهُ بالحَاءِ و الشين المُعْجَمَة، و هُوَ جَدُّ أَنَسِ بنِ مالِكٍ الصَّحَابِيّ المَشْهُور، رَضِيَ اللََّه تعالَى عنه.
و أُحَيْحَةُ بنُ الجُلاَحِ بنِ الحَرِيشِ ، من وَلَده المُنْذِرُ بنُ محمّدِ بنِ عَقْبَةَ بنِ احَيْحَةَ، شَهِدَ بَدْراً، و قُتِل يومَ بِئْرِ مَعُونَة، و عبدُ الرّحمََن بنُ أُبَيِّ بنِ بِلاَلِ بن أُحَيْحَةَ و غَيْرهما، و وَهِمَ الذَّهَبِيُّ في تَقْييدِه بالإِهْمَالِ ، فإِنَّه عَكْسُ ما قَالَه الزُّبَيْرُ بنُ بَكّار، و عليه المُعَوَّل في ضَبْطِ الأَنْسَاب [9] .
و الحَرِيشُ : الأَكْولُ مِن الجِمَالِ ، و كذََلِكَ بالجِيم.