اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي الجزء : 9 صفحة : 8
من أَكْل المِحْوَرِ فتُثْقَبُ خُشَيْبَةٌ في وسَطِهَا و تُلْقَمُ ذََلك الثُّقْبَ المُتَّسِعَ، و تلك الخَشَبَةُ نِخَاسٌ و نِخَاسَةٌ، بكسرِهما كذا هو نَصُّ الصّحاح، مع تَغْيِيرٍ يسيرٍ، و لم يَذكُرِ النِّخاسَةَ ، و إِنّمَا ذَكرها اللَّيْثُ، و أَنْشد الجوهريّ للراجز:
دُرْنَا و دَارَتْ بَكْرَةٌ نَخِيسُ
و آخِرُه:
لا ضَيْقَهُ المَجْرَى و لا مَرُوسُ
قالَ: و سَأَلتُ أَعرابيًّا مِن بَنِي تَمِيمٍ، بنَجْدٍ، و هو يَسْتَقِي و بَكَرَتُه نَخِيسٌ ، فوضَعْتُ إِصْبَعِي على النِّخَاسِ فقُلْتُ: مَا هََذَا؟و أَرَدْتُ أَنْ أَتَعَرَّفَ منه الخاءَ و الحَاءَ، فقال: نِخَاسٌ .
بالمُعْجَمة، فقُلْتُ: أَلَيْس قال الشاعِر:
وَ بكْرَةٍ نِحَاسُهَا نُحَاسُ
فقال: مََا سَمِعْنََا بِهََذََا فِي آبََائِنَا اَلْأَوَّلِينَ* .
و قد نَخَسَ البَكَرَةَ، كجََعَلَ و ضَرَبَ، و على الأَوّلِ اقْتصَر الجَوْهَرِيُّ يَنْخِسُهَا و يَنْخَسُهَا نَخْساً ، فهي مَنْخُوسَةٌ و نَخِيسٌ .
و قال أَبُو زَيْدٍ: إِذا اتَّسَعَتِ البَكَرةُ و اتَّسَع [1] خَرْقُهَا عنها، قيل: أَخَقَّتْ إِخْقاقاً فانْخِسُوهَا نَخْساً ، و هو أَنْ يُسَدَّ ما اتَّسَع منها بخَشَبةٍ أَو حَجَرٍ غيرِه [2] .
و النَّخِسَةُ: لَبَنُ العَنْزِ و النَّعْجَةِ يُخْلَطُ بَيْنَهُمَا ، عن أَبِي زَيْدِ، حكاهُ عنه يَعْقُوبُ، هََكذا فِي الصّحَاحِ.
و قالَ غيرُه: لَبَنُ المَعْزِ و الضَّأْنِ يُخْلَطُ بَيْنَهما، و هو أَيْضاً لَبَنُ النّاقَةِ يُخْلَطُ بلَبَنِ الشّاةِ، و 16- في الحَدِيثِ : «إِذا صُبَّ لَبَنُ الضَأْنِ على لَبَنِ الماعِزِ فهو النَّخِيسَةُ » .و كذَا الحُلْوُ و الحامِضُ إِذا خُلِطَ بَيْنَهُما فهو النَّخِيسَةُ ، قالَهُ أَبو عَمْرٍو.
و نُخِسَ لَحْمُه، كعُنِيَ: قَلَ ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.
قلْت: و في الصّحاح في «ب خ س» : و يقال: نَخَّسَ المُخُّ تَنْخِيساً: بمَعْنَى بَخَّسَ، أَي نَقَصَ و لم يَبْقَ إِلاّ في السُّلامَى و العَيْنِ، يُرْوَى بالباءِ و النُّونِ و مثلُه بخَطِّ أَبي سَهْل.
و من المجازِ: يُقَال: هُو ابْنُ نِخْسَةٍ بالكَسْرِ أَي ابنُ زِنْيَةٍ و في التَّكْمِلَة مضبوطٌ بالفَتْح [3] ، قال الشَّمَّاخُ:
و قيل: نَدَسَهُ نَدْساً : طَعَنه طَعْناً خَفِيفاً، و قد يكونُ النَّدْسُ الطَّعْنَ بالرِّجْلِ ، و منه 16- حديثُ أَبِي هُرَيْرةَ رضِيَ اللََّه تَعالَى عنه : «أَنَّه دَخَل المَسْجِدَ و هو يَنْدُسُ الأَرْضَ برِجْلِه» .