responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 9  صفحة : 4

إليه، و به عَيْنٌ تَحْتَ كَهْفٍ يَزُورُونَه، و قَدْ نُسِبَ إِليه جَمَاعَةٌ من المُحَدِّثين، و العَجَبُ من المصنِّف كيف تَرَكَ ذِكْرَه، مع أَنّه يُورِدُه اسْتِطْرَاداً في مَوَاضِعَ من كتابِه.

نتس [نتس‌]:

و مِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:

نَتَسَهُ يَنْتِسُه نَتْساً : نَتَفَه: أَهْمَلَه الجَمَاعَةُ، و أَوْرَدَه صاحِبُ اللِّسَانِ هََكذا. قلتُ: و نقلَه أَيضاً ابنُ القَطّاعِ، و قال:

بالسِّين و الشّين.

نجس [نجس‌]:

النَّجْسُ ، بالفتح‌ ، و به قَرَأَ بَعْضُهُم. إِنّما قَيَّدَه لِجَمْعِ اللُّغَاتِ الَّتِي يَذْكُرها بَعْدُ و هي النِّجْسُ ، بالكسر ، قالَ أبو عُبَيْدٍ: زعم الفَرَّاءُ أَنَّهُم إِذَا بَدَءُوا بالنَّجَسِ و لم يَذْكُرُوا الرِّجُسَ، فَتَحُوا النُّونَ و الجِيمَ، و إِذا بَدءُوا بالرِّجْسِ ثُمَّ أَتْبَعُوه بالنّجس ، كَسَرُوا النونَ، فهُمْ إِذا قالُوه مع الرِّجْسِ أَتْبَعُوه إِيّاه، و قالُوا: رِجْسٌ نِجْسٌ ، كَسَرُوا لمَكانِ رِجْس، و ثَنَّوْا و جَمَعُوا، كما قالُوا: جاءَ بالطِّمِّ و الرِّمِّ، فإِذا أَفْرَدُوا قالُوا: بالطَّمِّ، ففَتَحُوا. قَالَ ابنُ سِيدَه: و كذََلِكَ يَعْكِسُونَ فيَقُولُونَ: نِجْسٌ رِجْسٌ، فيَقُولُونها بالكسرِ، لمَكانِ رِجْسٍ، الذي بَعْدَه، فإِذا أَفْرَدُوه قالُوا: نَجَسٌ ، و أَمّا رِجْسٌ مُفْرَداً، فمَكْسُورٌ على كُلِّ حالٍ، هََذا على مَذْهَبِ الفَرّاءِ. قال شَيْخُنا: و اعْتَمَدَ الحَرِيرِيُّ في دُرَّةِ الغَوَّاصِ أَنه لا يَجِي‌ءُ إِلاّ إِتْبَاعاً لِرِجْسٍ، و الحَقُّ أَنَّه أَكْثَريُّ، لقرَاءَةِ ابنِ حَيْوَةَ به في:

(إِنَّمَا المُشْركُونَ نِجْسٌ ) [1] . قلتُ: و هو أَيْضاً قراءَةُ الحَسنِ بنِ عِمْرَانَ و نُبَيْحٍ و أَبِي وَاقِدٍ و الجَرّاحِ و ابنِ قُطَيْبٍ، كما صَرَّح به الصّاغانِيُّ في التَّكْمِلَة و العُبَابِ، و المُصَنِّف في البَصَائِر.

و النَّجَسُ بالتَّحْرِيك. و النَّجِسُ ، ككَتِفٍ‌ ، و به قَرَأَ الضَّحَاكُ، قِيلَ: النَّجَسُ بالتَّحْرِيكِ يكونُ للواحِدِ و الاثْنين و الجَمْعِ و المؤنَّثِ، بلُغةٍ وَاحدَةٍ، رجُلٌ نَجَسٌ ، و رجُلانِ نَجَسٌ ، و قَوْمٌ نَجَسٌ . قال اللّه تعالى: (إِنَّمَا اَلْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ ) فإِذا كَسَرُوا ثَنَّوْا و جَمَعُوا و أَنَّثُوا فقالُوا: أَنْجَاسٌ و نَجِسَةٌ . و قال الفَرّاءُ: نَجَسٌ ، لا يُجْمَع و لا يُؤَنَّث. و قال أَبو الهَيْثَمِ في قَوْلِه تَعالَى: (إِنَّمَا اَلْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ ) ، أَي أَنْجَاسٌ أَخْبَاثُ. و النَّجُسُ مثْلُ‌ عَضُدٍ ، قال الشِّهَابُ الخَفَاجيُّ، كما وُجِدَ بخَطِّه، بَعْدَ ما سَاقَ عِبَارَةَ المُصَنِّف هََذه، أَقول: بَيَّنَ أَنَّ نُونَه تُفْتَح و تُكْسَر مع سُكُونِ الجِيم، بقَرِينَةِ قولِه «و بالتَّحْرِيك» أَي تَحْرِيكِ الجيمِ بفَتْحٍ، لأَنّ‌التَّحْرِيك المُطْلَقَ ينصرفُ للفَتْحِ عنْدَ اللُّغَويِّينَ و القُرَّاء، و اسْتَغْنَى عن التَّصْرِيحِ بالسُّكُون، لِدَلاَلَة مَفْهُومِ التَّحْرِيك، مع أَنّه الأَصْلُ، فحاصِلُه أَنَّ فيه خَمْسَ لُغَاتِ: فَتْح النُّون و كَسْرهَا مع سُكُونِ الجيم، و الحَرَكَات الثَّلاث في الجِيم مع فَتْحِ النُّون. و تَوْضِيحُه ما في العُبَاب، و عبارته: النَّجَسُ ، بفتحتين، و النَّجِسُ ، بفتحٍ فكسرٍ، و النَّجُسُ ، بفتحٍ فضَمٍّ، و النَّجْسُ ، بفتحٍ فسُكونٍ، و النِّجْسُ بكسرٍ فسُكُون: ضِدُّ الطاهِرِ، و قد نَجُسَ ثَوْبِه، كسَمِعَ و كَرُمَ‌ ، نَجْساً و نَجَاسَةً .

و قال الرّاغبُ في المُفْرَدات، و تَبِعَه المصنِّف في البَصَائِر: النَّجاسَةُ ضَرْبَانِ‌ [2] : ضَرْبٌ يُدْرَكُ بالحَاسَّةِ، و ضَرْبٌ يُدْرَك بالبَصِيرَةِ، و على الثّانِي وَصَفَ اللََّه به المُشْرِكِينَ في الآيَة المُتَقَدِّمة. قلْتُ: و ذكرَ الزَّمَخْشَرِيُّ أَنَّه مَجَازٌ.

و أَنْجَسَهُ غَيْرُه‌ و نَجَّسَه تَنْجِيساً نجَّسَ ، و الفُقَهَاءُ يُفَرِّقُون بَيْنَ النَّجِسِ و المُتنَجِّسِ ، كما هو مُصَرَّحٌ به في مَحَلِّه.

و 17- في الحَدِيثِ، عن الحَسَنِ ، في رَجُلٍ زَنَى بامْرَأَةٍ تَزَوَّجَهَا، فقال: «هُو أَنْجَسَهَا و هو أَحَقُّ بهَا» .

ودَاءٌ نَاجِسٌ و نَجِيسٌ ، ككَرِيم‌ ، و كذا داءٌ عُقَامُ، إِذا كان لا يُبْرَأُ منه. و قال الزَّمَخْشَرِيُّ: أَعْيَا المُنَجِّسِين. قال الشاعِر:

و داءٌ قَدَ أَعْيَا بالأَطبَاءِ ناجِسُ [3]

و قال ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ:

و الشَّيْبُ دَاءٌ نَجِيسٌ لا شِفَاءَ لَهُ # للْمَرْءِ كَانَ صَحِيحاً صائِبَ القُحَمِ‌ [4]

و تَنَجَّسَ : فَعَلَ فِعْلاً يَخْرُجُ‌ [5] به عَنِ النَّجَاسَةِ ، كما قيل:

تَأَثَّمَ و تَحَرَّجَ و تَحَنَّثَ، إِذا فَعَل فِعْلاً يَخْرُجُ به عن الإِثْمِ و الحَرَجِ و الحِنْثِ.

و التَّنْجِيسُ : اسمُ شَيْ‌ءٍ كانَت العَرَبُ تَفْعَلُه: و هو تَعْلِيقُ شيْ‌ءٍ من القَذَرِ أَوْ عِظَام الموْتَى أَو خِرْقَة الحائضِ، كان يُعَلَّقُ علَى مَن يُخَافُ عَلَيْه من وَلُوعِ الجِنِّ بِه‌ ، كالصِّبْيَان و غيرِهم، و يَقُولُون: الجِنُّ لا تَقْرَبُهَا. و عِبَارَة الصّحاحِ:


[1] سورة التوبة الآية 28.

[2] نص المفردات: النجاسة: القذارة، و ذلك ضربان.

[3] عجز بيت لأبي ذؤيب كما في الأساس و صدره فيها:

لشانئه طول الضراعة منهُمُ‌

و قد نبه إلى ذلك بهامش المطبوعة المصرية.

[4] بعده في الأساس: أي هو داء عياء للرجل الصحيح الجلد الذي إذا تقحم في الشدائد صاب فيها و لم يخطى‌ء.

[5] على هامش القاموس عن نسخة ثانية: تحرّج.

اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 9  صفحة : 4
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست