و نَقَلَ الصّاغَانِيُّ عن ابْنِ حَبِيبَ: كُلُّ اسْمٍ في العَرَب فُرَافِصَةُ مَضْمُوم الفاءِ إِلاَّ الفَرَافِصَةَ بنَ الأحْوَصِ بن عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ بنِ الحَارِثِ بْنِ حِصْنٍ الكَلْبِيَّ، فإِنَّهُ مَفْتُوحُ الفَاءِ.
*و مّما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
قال ابنُ شُمَيْلٍ: الفُرَافِصَةُ : الغَلِيظُ من الرِّجَال، كَذَا هو نَصُّ العُبَاب [1] . و وَقَع في التَّكْمِلَةِ و اللّسَان: الصَّغِيرُ من الرِّجَال.
و الفِرْفاصُ ، بالكَسْرِ: الفَحْلُ الشَّدِيدُ الأَخْذِ. و قال اللِّحْيَانِيّ: قال الخُسُّ لابْنَتِه: إِنّي أُرِيدُ أَن لاَ أُرْسِلَ في إِبلِي إِلاَّ فَحْلاً وَاحِداً، قالت: لا يُجْزِئُهَا إِلاّ رَبَاعٌ، فِرْفَاصٌ ، أَو بَازِلٌ خُجَأَةٌ. الفِرْفاصُ الَّذِي لا يَزَالُ قَاعِياً عَلَى كُلِّ نَاقَةٍ هُنَا ذَكَرَه صاحِبُ اللِّسَان، و سيأْتي للمُصَنّف، رَحِمَه اللََّهُ تَعَالَى، في «ق ر ف ص» .
و فَرَافِصَةُ بنُ عُمَيْرٍ الحَنَفِيّ، رأَى عُثْمَانَ، رَوَى عَنْه القَاسِمُ بنُ مُحَمَّدٍ. و عِيسَى بنُ حَفْصِ بنِ فَرَافِصَةَ الحَنَفِيّ، رَوَى عنه عُمَرُ بنُ يُونُسَ اليَمامِيّ [2] . و دَاوُودُ بنُ حمّادِ بن فَرَافِصَةَ أَبو حاتِمٍ، حَدَّث عنه علِيُّ بنُ سَعِيدٍ الرَّازِيُّ.
فصص [فصص]:
الفَصُّ للخَاتَمِ، مُثَلَّثَةً ، ذَكَرَه ابنُ مَالِكٍ في مُثَلَّثِهِ، و غَيْرُ وَاحِد، و لََكن صَرَّحُوا بِأَنَّ الفَتْحَ هو الأَفْصَحُ الأَشْهَرُ، و الكَسْرُ غَيْرُ لَحْنٍ، و وَهِمَ الجَوْهَرِيّ ، و نَصُّه:
فَصُّ الخَاتَمِ وَاحِدُ الفُصُوصِ ، و العامَّةُ تَقولُ: فِصٌّ ، بالكَسْرِ. انْتَهَى. و قال ابنُ السِّكِّيت في باب ما جَاءَ بالفَتْح:
فَصُّ الخَاتَمِ، ثمّ سَرَدَ بَعْدَ ذََلِكَ كَلِمَاتٍ أُخَرَ، و قال في آخِرِها: و الكَلامُ على هََذِه الأَحْرُفِ الفَتْحُ، و قال اللَّيْثُ:
و فَصُّ الخاتَمِ و فِصُّه بالفَتْح [3] لُغَةُ العامَّةِ. و نَسَبَ الصّاغَانِيّ ما قَالَه الجَوْهَرِيّ إِلى ابنِ السِّكِّيت فإِنَّه قال في آخِرِالكَلام، قال ذََلِكَ ابْنُ السِّكِّيت. قُلْتُ: و تَبِعَهُ أَبُو نَصْرٍ الفَارَابيّ و غَيْرُه من الأَئِمَّة. فظَهرَ بِمَا ذَكَرْنَا من النُّصُوصِ أَنَّ مُرَادَ الجَوْهَرِيّ بأَنَّها لَحْنٌ، أَي غَيْرُ مَعْرُوفَةٍ، أَو رَدِيئَةٌ، كما قال غَيْرُه، يَعْنِي أَنَّهَا بالنِّسْبَةِ للفُصَحاءِ لَحْنٌ، لِأَنَّهُم إِنَّمَا يَتَكَلَّمُون بالفَصِيح، كما قَالُوا في قَوْلِ أَبي الأَسْوَدِ الدُّؤَلِيّ:
و لا أَقُولُ لِقِدْرِ القَوْمِ قَدْ غَلِيَتْ
البَيْت، أَي أَنّه فَصِيحٌ لا يَتَكَلَّم باللُّغَةِ الغَيْرِ الفَصِيحَةِ، فلا وَهَمَ في إِطْلاقِ اللَّحْنِ عَلَيْهَا، و لا سِيَّمَا إِذا لم تَصِحَّ عِنْدَه، أَو لم تَثْبُتْ، فكَلامُه لا يَخْلُو من تَحامُلٍ لِلْقُصُورِ و غَيْرِه، حَقَّقَهُ شَيْخُنَا. على أَنّه لَيْسَ في نَصِّ الجَوْهَرِيّ لَفْظُ اللَّحْنِ كما رَأَيْتَ سِياقَه. و نِسْبَتُه للعَّامَّةِ لا يُوجِبُ كَوْنَه لَحْناً، و إِنَّمَا يُقَال إِنَّهَا في مُقابَلَةِ الأَفْصَحِ الأَشْهر، فتَأَمَّلْ.
ج فُصُوصٌ ، و أَفُصٌّ ، و فِصَاصٌ ، الأَخِيرَتان عن اللَّيْث.
و قال ابنُ السِّكِّيت: الفَصُّ مُلْتَقَى كُلِّ عَظْمَيْنِ ، و يُقَال للفَرَسِ إِنَّ فُصُوصَه لَظِمَاءٌ، أَي لَيْسَت برَهِلَةٍ كَثِيرَةِ اللَّحْمِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ و الصّاغَانِيّ، و هي مَفَاصِلُه، و هو مَجازٌ، و يُجْمَعُ أَيضاً على أَفُصٍّ . و قيل: المَفَاصِلُ كُلُّهَا فُصُوصٌ إِلاّ الأَصابع، فإِنَّ ذََلِكَ لا يُقَال لِمَفاصِلِها.
و قال أَبو زَيْد: الفُصُوصُ : المَفَاصِلُ من العِظَام كُلِّها إِلاّ الأَصَابعَ. قال شَمِرٌ: خُولِفَ أَبُو زَيْدٍ في الفُصُوصِ ، فقِيل:
إِنّهَا البَرَاجِمُ و السُّلاَمَيَاتُ. و قال ابنُ شُمَيْلٍ في كِتَابِ الخَيْل: الفُصُوصُ مِنَ الفَرَسِ: مَفَاصِلُ رُكْبَتَيْهِ و أَرْساغِه، و فِيهَا السُلامَياتُ، و هي عِظَامُ الرُّسْغَيْنِ، و أَنْشَدَ غَيْرُه في صِفَةِ الفَحْلِ من الإِبِل:
قَرِيعُ هِجَانِ لم تُعَذَّبْ فُصُوصُهُ # بقَيْدٍ و لَمْ يُرْكَبْ صَغِيراً فيُجْدَعَا
و من المَجَازِ: الفَصُّ مِنَ الأَمْرِ: مَفْصِلُه ، أَي مَحَزُّه، و أَصْلُه، ذكَرَهُ ابْنُ السِّكِّيت، فيما جاءَ بالفَتْحِ. و يُقَال: هو يَأْتِيكَ بالأَمْرِ من فَصِّهِ ، أَي يُفَصِّلُهُ لَكَ. و يُقَال: قَرَأْتُ في فَصِّ الكِتَابِ كَذَا. و مِنْهُ سَمَّى أَبُو العَلاءِ صاعِدٌ اللُّغَوِيُّ كِتَابَه: الفصوص ، و هو كِتَابٌ جَلِيلٌ في هََذَا الفَنّ، و قد نَقَلْنَا مِنْهُ في كِتَابِنَا هََذا في بَعْضِ المَوَاضِعِ مَا يَتَعَلَّقُ به الغَرَضُ، و كَذَا السُّهَرْوَرْدِيُّ سَمَّى كِتَابَه في التَّصَوفِ: