اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي الجزء : 9 صفحة : 251
قُلتُ: و هُوَ تَصْحِيفُ جَنَصَ جَنَصاً بالجِيمِ و النُّون.
و الحَبِيصُ ، كأَمِيرٍ: الحَرَكَة، و كَذَا في النّوَادِرِ.
حبرقص [حبرقص]:
الحَبَرْقَصُ ، كغَضَنْفَرٍ ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ و قالَ أَبُو عَمْرٍو: هُوَ الجَمَلُ الصَّغِيرُ ، و قالَ ثَعْلَبٌ:
الحَبَرْقَصُ : صِغَارُ الإِبِلِ.
و الحَبَرْقَصُ : الرّجُلُ القَصِيرُ الرَّدِيءُ ، هََكذا في سَائِر النُّسَخِ، و في الجَمْهَرَةِ لابنِ دُرَيْد: الحَبَرْقِيصُ : القَضِيءُ الزَّريُّ، هََكذا هُوَ مُجَوّداً، و نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ أَيْضاً هََكذا، و هِيَ بهاءَ ، قالَ الأَصْمَعِيّ: الحَبَرْقَصَةُ : المَرْأَةُ الصّغِيرَةُ الخَلْقِ.
و قِيلَ: الحَبَرْقَصُ هُوَ المُتَدَاخِلُ اللَّحْمِ القَمِيءُ و الحَبَرْقَصُ : وَلَدُ الحُرْقُوصِ ، و هََذه عن الصّاغَانِيّ.
قُلْتُ: و السِّينُ فِي كِلِّ ذََلِكَ لُغَةٌ، كما قَالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ، و قد ذُكِرَ في مَحَلّه.
*و ممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه:
نَاقَةٌ حَبَرْقَصَةٌ : كَرِيمَةٌ عَلَى أَهْلِهَا.
حربص [حربص]:
مَا عَلَيْهِ -و نصُّ الجَوْهَرِيِّ: ما عَلَيْهَا، و هو أَوْلَى- حَرْبَصِيصَةٌ ، و لا خَرْبَصِيصَةٌ، أَيْ شَيْءٌ من الحُلِيِ هََكذا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. و قال أَبو عُبَيْدٍ: و الَّذِي سَمِعْنَاهُ خَرْبَصِيصَةٌ، بالخَاءِ، عن أَبِي زَيْدٍ و الأَصْمَعِيّ و لَمْ يَعْرِفْ أَبُو زَيْدٍ و الأَصْمَعِيّ و لَمْ يَعْرِفْ أَبُو الهَيْثَمِ بالحاءِ.
و حَرْبَصَ الأَرْضَ: بَرْبَصَهَا ، أَيْ أَرْسَلَ فِيها المَاءَ.
حرص [حرص]:
الحِرْصُ ، بالكَسْرِ: الجَشَعُ ؛ و هو شِدَّةُ الإِرادَةِ و الشَّرَه إِلَى المَطْلُوبِ، وَ قَدْ حَرصَ عَلَيْه كضَرَبَ و سَمِعَ ، و مِنَ الأَخِيرَةِ قِرَاءَةُ الحَسَنِ و النَّخَعِيِّ و أَبِي حَيْوَةَ و أبِي البَرَهْسَمِ: إِنْ تَحْرَصْ عَلَى هُدَاهُم [1] بفَتْح الرّاء، كَمَا نَقَلَه الصّاغَانِيُّ، قال شَيْخُنَا: و بَقِيَ عَلَيْه: حَرَصَ كَنَصَر، ذَكَرَهُ ابنُ القَطّاعِ و صاحِبُ الاقْتِطافِ، و تَرَكَهُ المُصَنِّفُ قُصُوراً، و مِنَ الغَرِيبِ قَوْلُ القُرْطُبِيِّ: إِنَّ حَرَصَ كَضَرَبَ ضَعِيفَةٌ، مع أَنَّهَا وَرَدَتْ في القُرْآنِ العَظِيمِ الجَامِعِ، انْتَهَى.
قُلْتُ: قَالَ الأَزْهَرِيّ: و اللُّغَةُ العَالِيَةُ حَرَصَ يَحْرِصُ ، و أَمّا حَرِصَ يَحْرَصُ فلُغَةٌ رَدِيئَةٌ، قالَ: و القُرَّاءُ مُجْمَعُون عَلَى و لَوْ حَرِصْتَ بِمُؤْمِنِينَ [2] المُرَادُ باللُّغَة العالِيَةِ حَرَصَ كضَرَبَ الَّذِي صَدَّرَ به الجَوْهَرِيُّ و غَيْرُه، و الرّديئَة: حَرِصَ :
كسَمِعَ، بدَلِيلِ قَوْلِهِ فِيمَا بَعْدُ و القُرّاءُ مُجْمِعُون إِلَى آخِرِه، فعُلِمَ بذََلِكَ أَنّ مُرَادَ القُرْطِبِي مِنْ قَوْلِهِ: حَرَصَ ضَعِيفَةٌ، إِنَّمَا يَعْنِي به كسَمِعَ لا كضَرَبَ، و قد اشْتَبَه على شَيْخِنَا فتَأَمَّلْ.
ثمّ اخْتَلَفُوا في اشْتِقَاقِ الحِرْصِ ، فقِيلَ: هُوَ من حَرَص القَصّارُ الثَّوْبَ، إِذَا قَشَرَهُ بِدَقِّهِ، و هُوَ قَوْلُ الرّاغِبِ، و قَالَ الأَزْهَرِيُّ: أَصْلُ الحَرْصِ الشَّقُّ، و قِيلَ للشَّرِهِ حَرِيصٌ ، لأَنَّهُ يَقْشِرُ بحِرْصِهِ وُجُوهَ النّاسِ، و قِيلَ: هُوَ مَأْخُوذٌ من السَّحَابَةِ الحارِصَةِ الَّتِي تَقْشِرُ وَجْهَ الأكرْضِ، كأَنَّ الحَارِصَ يَنَالُ مِنْ نَفْسِهِ، بشِدَّةِ اهْتمَامِه بتَحْصِيلِ ما هو حَرِيصٌ عليه، و هو قَوْلُ صاحِبِ الاقْتِطَافِ، و قد نَقَلَهُ شَيْخُنَا و اسْتَبعَدَهُ، و قالَ: الَّذِي عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ اللُّغَةِ أَنَّ الحِرْصَ هو الأَصْلُ، و غَيْرُه مَأْخُوذٌ مِنْه.
قُلْتُ: و هََذا خِلاَفُ ما نَقَلَه الأَزْهَرِيُّ و الرّاغِبُ، و تَبِعَهُم المُصَنّف في البَصَائِرِ، فَقَدْ صَرَّحُوا أَنَّ أَصْلَ الحَرْصِ القَشْرِ، فكَلامُ شَيْخِنَا لا يَخْلُو عَنْ نَظَرٍ و تَأَمُّلٍ، ثُمَّ إِنَّ الحَرْصَ يَتَعَدَّى بِعَلَى، و هو المَعْرُوفُ، و أَمّا تَعْدِيَتُه بالباءِ فِي قَوْلِ أَبِي ذُؤَيْبٍ:
و لَقَدْ حَرِصْتُ بِأَنْ أُدَافِعَ عَنْهُمُ # فإِذَا المَنِيَّةُ أَقْبَلَتْ لا تُدْفَعُ
فَلِأَنَّهُ بِمَعْنَى هَمَمْتُ، فهُوَ حَرِيصٌ ، من قَوْمٍ حُرَّاصٍ و حُرَصاءَ ، و امْرَأَةٌ حَرِيصَةٌ مِنْ نِسْوَةٍ حِرَاصٍ و حَرَائِصَ ، قالَ الأَزْهَرِيُّ: و قَوْلُ العَرَبِ: حَرِيصٌ عَلَيْكَ، مَعْنَاه: حَرِيصٌ عَلَى نَفْعِكَ [3] .
قُلْتُ: و مِنْهُ قَوْلُه تَعَالَى حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ[4] أَي عَلَى نَفْعِكُم، أَو شَفُوقٌ عليكم رَؤُوفٌ بكم، فالحِرْصُ في القُرآنِ على وَجْهَيْن: فَرْط الشَّرَهِ، كقَوْلِه تَعَالَى وَ لَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ اَلنََّاسِ عَلىََ حَيََاةٍ[5] و الشَّفَقَة و الرَّأْفَة كقَوْلِهِ تعَالَى: