responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 20  صفحة : 94

فنُحْكِمُ بالقَوافِي مَن هَجانا # و نَضْرِبُ حِينَ تَخْتَلِطُ الدِّماءُ [1]

و ذَهَبَ الأخْفَشُ إلى أنَّهُ أَرادَ بالقَوافِي هنا الأبْياتَ.

قالَ ابنُ جنِّي: و لا يمْتنِعُ عنْدِي أنَّه أَرادَ القَصائِدَ كقولِ الخَنْساء:

و قافِيَةٍ مِثْلِ حَدِّ السِّنا # نِ تَبْقى و تَهْلِك مَنْ قالَها [2]

تَعْنِي قَصِيدَةً.

و قالَ آخَرُ:

نُبِّئْتُ قافِيَةً قِيلَتْ تَناشَدَها # قَوْمٌ سأَتْرُكَ في أَعْراضِهِم نَدَبا

و إذا جازَ أَن تسمَّى القَصِيدَة كُلَّها قافِيَة كانت تَسْمِيَة الكَلِمَةِ و البَيْت و القَصِيدَةِ قافِيَةً إنَّما هو على إرادَةِ ذُو القافِيَةِ ، و به خَتَمَ ابنُ جنِّي رأْيَهُ في تَسْمِيتِهم الكُلَّ قافِيَة .

و قال الأزْهرِي‌ [3] : العَرَبُ تُسمّي البَيْتَ من الشِّعْر قافِيَةً ، و رُبَّما سَمّوا القَصِيدَةَ قَافِيَةً ؛ و يقولونَ: رَوَيْت لفلانٍ كذا و كذا قافِيَة .

و القِفْوَةُ ، بالكسْرِ: الذَّنْبُ؛ و منه المَثَلُ: رُبَّ سامِعٍ عِذْرَتي لم يَسْمَعْ قِفْوتي ؛ العِذْرَةُ: المَعذِرَةُ، أَي رُبَّما اعْتَذَرْت إلى رجُلٍ من شي‌ءِ قد كان منِّي و أَنا أظنُّ أن قد بَلَغَه و لم يكُنْ بلَغَه، يُضْرَبُ لمَنْ لا يَحْفَظ سِرّه و لا يَعْرف عَيْبَه.

أَو القِفْوَةُ : أَنْ تقولَ للإنْسانِ ما فيه و ما ليسَ فيه.

و أَقْفاهُ عليه: أَي‌ فضَّلَه؛ و منه قولُ غَيْلان الرّبعي يصِفُ فَرَساً:

مُقْفًى على الحَيِّ قَصِيرَ الأَظْماء

و أَقْفاهُ به: خَصَّهُ‌ به و مَيَّزَه.

و في المُحْكم: اخْتَصَّه.

و القَفِيَّةُ ، كغَنِيَّةٍ: المَزِيَّةُ تكونُ لكَ على الغَيْرِ، تقولُ:

له عنْدِي قَفِيَّةً و مَزِيَّةٌ إذا كانتْ له مَنْزلَةٌ ليسَتْ لغيرِهِ.

و يقالُ: أَقْفَيْته ، و لا يقالُ: أَمْزَيْته.

و القَفِيُّ ، كغَنِيِّ: الحَفِيُ‌ المُكْرم له. و أَنا قَفِيُّ به: أَي‌ حفيٌّ.

و القفي : الضَّيْفُ المُكْرَمُ‌ لأنَّهُ يُقْفَى بالبرِّ و اللّطْفِ، فهو فَعِيلٌ بمعْنَى مَفْعولٍ.

و القَفِيُّ : ما يُكْرَمُ به‌ الضَّيْفُ‌ من الطَّعَامِ. و في الصِّحاح: الشي‌ءُ يُؤْثَرُ به الضَّيْفُ و الصَّبيّ؛ و أَنْشَدَ لسَلامةَ بنِ جَنْدلٍ يصِفُ فَرَساً:

ليس بأسْفى و لا أَقْنى و لا سَغِلٍ # يُسْقي دَواء قَفِيّ السَّكْنِ مَرْبُوب‌ [4]

و إنَّما جُعِلَ اللَّبَنُ دَواءً لأنَّهم يُضَمِّرُونَ الخَيْلَ لسَقْي اللَّبَنِ و الحَنْذ، انتَهَى. و رَوَى بعضُهم هذا البَيْت يُسْقى دِوَاء، بكَسْرِ الدالِ، مَصْدَر دَاوَيْته.

و قالَ أَبو عبيدٍ: اللّبَن ليسَ باسْمِ القَفِيِّ ، و لكنَّه كانَ رُفِعَ لإنْسانٍ خُصَّ به يقولُ فآثَرْت به الفَرَسَ.

و قالَ اللّيْثُ: قَفِيُّ السَّكْنِ: ضَيْفُ أَهْلِ البَيْتِ.

و أَقْفَى : أَكَلَها، أَي القَفِيَّة و القَفِيُّ : خِيرَتُكَ مِن إخْوانِكِ، أَو المُتَّهَمُ منهم؛ ضِدٌّ.

و تَقَفَّى به: أي‌ تَحَفَّى‌ [5] به؛ و الاسْمُ: القَفاوَةُ ، بالفَتْحِ.

و اقْتَفَى به: اخْتَصَ، أَي خَصَّ نَفْسَه به؛ قالَ الشاعِرُ:

و لا أَتَحَرَّى وِدَّ مَنْ لا يَوَدُّني # و لا أَقْتَفِي بالزادِ دُونَ زَمِيلِي‌


[1] ديوانه ط بيروت ص 9 و اللسان.

[2] ديوانها ط بيروت ص 122 برواية: «و يذهب» بدل: «و تهلك» و المثبت كرواية اللسان و التهذيب و فيهما: «و يهلك» .

[3] كذا الأصل نقلاً عن اللسان، و العبارة في التهذيب نقلها الأزهري بقوله: و قال غيره، يعني غير أبي عبيد.

[4] المفضلية رقم 22 البيت 15 برواية: «يعطى دواء» و اللسان و المقاييس 5/113 و عجزه في التهذيب و الصحاح.

[5] على هامش القاموس عن نسخة: حَفي.

اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 20  صفحة : 94
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست