responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 20  صفحة : 376

و إيَّايَا و يَايَا و يَايَهْ‌ : كُلُّ ذلكَ‌ زَجْرٌ للإِبِلِ‌ ؛ و اقْتَصَرَ الجَوْهرِي على الأُولى، و قد أَيَّا بِها ؛ و أَنْشَدَ لذي الرُّمّة:

إذا قالَ حادِيهِمْ أيَايَا اتَّقَيْتُه # بميل الذُّرَا مُطْلَنْفِئاتِ العَرائِكِ‌ [1]

قال ابنُ برِّي: و المَشْهورُ في البَيْتِ:

إذا قال حادِينا أيا عَجَسَتْ بِنا # خِفافُ الخُطَا..

، الخ ثم إنَّ ذِكْرَه يَايَهْ هنا كأنَّه اسْتِطْرادٌ، و إلاَّ فمَوْضِع ذِكْرِه الهاء، و تقدَّمَ هناك يَهْ يَهْ و يَايََهْ و قد يَهْيَه بها، فتأَمَّل.

*و ممَّا يُسْتدركُ عليه:

و قد تكونُ إيَّا للتّحْذيرِ، تقولُ: إيَّاكَ و الأَسَدَ، و هو بدلٌ مِن فِعْلٍ كأنَّك قُلْتَ باعِدْ؛ و يقالُ هَيَّاكَ بالهاءِ، و أَنْشَدَ الأخْفَش لمضَرِّسٍ:

فهِيَّاكَ و الأَمْرَ الذي إنْ تَوسَّعَتْ‌

و قد تقدَّم.

و تقولُ: إيَّاكَ و أنْ تَفْعَلَ كذا، و لا تَقُلْ إيَّاكَ أنْ تَفْعَلَ، بِلا واوٍ؛ و كذا في الصِّحاح.

و قال ابنُ كَيْسان: إذا قُلْتَ إيَّاك و زَيْداً، فأنْتَ مُحَذِّرٌ مَن تُخاطِبُه مِن زَيْدٍ، و الفِعْلُ الناصِبُ لا يَظْهَرُ، و المَعْنى أُحَذِّرُكَ زَيْداً، كأنَّه قالَ أُحَذِّرُكَ إيَّاكَ وَ زَيْداً، فإيَّاكَ مُحَذِّر كأنَّه قالَ باعِدْ نَفْسَك عن زَيْدٍ باعِدْ زيْداً عنْك، فقد صارَ الفِعْلُ عامِلاً في المُحَذَّرِ منه، انتَهَى.

و قد تحذفُ الواوُ كما في قولِ الشاعرِ:

فإيَّاك إيَّاكَ المِراءَ فإنّه # إلى الشَّرِّ دَعَّاءٌ و للشَّرِّ جالِبُ‌ [2]

يريدُ إيَّاكَ و المِراءَ، فحذَفَ الواوَ لأنَّه بتأْوِيلِ إيَّاك و أَنْ تُمارِيَ، فاسْتَحْسَن حذْفَها مع المِراءِ. و قال الشَّريشي عنْدَ قولِ الحَرِيرِي فإذا هو إِيَّاه ما نَصّه: اسْتَعْمل إيَّاهُ و هو ضَمِيرٌ مَنْصوبٌ في مَوْضِع الرَّفْعِ.

و هو غَيْرُ جائِزٍ عنْدَ سيبويه، و جَوَّزَه الكِسائي في مسأَلَةٍ مَشْهورةٍ جَرَتْ بَيْنهما، و قد بَيَّنها الفنجديهي في شرْحِه على المَقامَاتِ عن شيْخةِ ابنِ برِّي بما لا مَزِيدَ عليه فراجِعْه في الشرْحِ المذكورِ.

فصل الباء

ب [الباء]:

الباءُ : حَرْفُ‌ هِجاءٍ مِن حُروفِ المُعْجم و مُخْرجُها مِنَ انْطِباقِ الشَّفَتَيْن قُرْبَ مَخْرج الفاءِ تُمَدُّ و تُقْصر، و تُسَمَّى حَرْف‌ جَرٍّ لكَوْنِها مِن حُروفِ الإضافَةِ، لأنَّ وضْعَها على أن تُضِيفَ مَعانِيَ الأفْعالِ إلى الأسْماء.

و مَعانِيها مُخْتلفَةٌ و أَكْثَر ما تَرِدُ.

للإلْصاقِ‌ لمَا ذُكِر قَبْلها مِن اسمٍ أو فِعْلٍ بما انْضَمَّت إليهِ.

قالَ الجَوْهرِي: هي مِن عوامِلِ الجرِّ و تَخْتصُّ بالدُّخولِ على الأسْماءِ، و هي لإلْصاقِ الفِعْلِ بالمَفْعولِ به إمَّا حَقِيقيًّا كقولك: أَمْسَكْتُ بزَيْدٍ؛ و إمَّا مَجازِيًّا نحو:

مَرَرْتُ به‌ ، كأنَّك أَلْصَقْتَ المُرورَ به؛ كما في الصِّحاحِ.

و قالَ غيرُهُ: التَصَقَ مُرورِي بمَكانٍ يقرب منه ذلكَ الرَّجُل.

و في اللّبابِ: الباءُ للإلْصاقِ إمَّا مُكَمِّلة للفِعْل نحو مَرَرْتُ بزَيْدٍ و به دعاءٌ، و منه: أَقْسَمْت باللّه و بحيَاتِكَ قسماً و اسْتِعْطافاً، و لا يكونُ مُسْتقرّاً إلاَّ أنْ يكونَ الكَلامُ خَبَراً، انتَهَى.

و دَخَلَتِ الباءُ في قولِه تعالى: أَشْرَكُوا بِاللََّهِ [3] لأنَّ مَعْنى أَشْرَكَ باللّه قَرَنَ به غيره‌ [4] ، و فيه إضْمارٌ. و الباءُ للإلْصاقِ و القِرانِ، و مَعْنى قولهم: وَكَّلْت بفلانٍ، قَرَنْتُ به وَكِيلاً.

و للتَّعْدِيَةِ نحو قولهِ تعالى: ذَهَبَ اَللََّهُ بِنُورِهِمْ‌ [5]

وَ لَوْ شََاءَ اَللََّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَ أَبْصََارِهِمْ [6] ، أَي جعلَ


[1] هذه رواية الصحاح و اللسان و فيهما «بمثل» بدل «بميل» ، و رواية الديوان ص 427 الآتية بعد، و هي في اللسان أيضاً و التكملة.

[2] اللسان.

[3] سورة آل عمران، الآية 151 و فيها «بما أشركوا» .

[4] عن التهذيب و بالأصل «غيرا» .

[5] سورة البقرة، الآية 17.

[6] سورة البقرة، الآية 20.

اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 20  صفحة : 376
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست