اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي الجزء : 20 صفحة : 370
و إنَّ الأُلاءِ يَعْلَمُونَكَ مِنْهُمُ
قال ابنُ سِيدَه: و هذا يدلُّ على أنَّ أُولَى و أُولأ نُقِلَتا مِن أَسْماءِ الإشارَةِ إلى مَعْنى للذين [1] ، قالَ: و لهذا جاءَ فيهما المدُّ و القَصْرُ و بُنِي المَمْدودُ على الكَسْر.
لا واحِدَ له من لَفْظِه أَيْضاً، أَو واحِدُه للمُذكَّر وذِهْ للمُؤَنَّثِ و تَدْخُلُه ها التَّنْبِيهِ ، تقولُ: هَؤُلاءِ . قال أبو زيْدٍ: و مِن العَرَبِ مَنْ يقولُ: هَؤُلاءِ قَوْمُك، و رأَيْت هَؤُلاءٍ ، فيُنَوِّن و يَكْسِرُ الهَمْزةَ، قالَ: و هي لُغَةُ بَني عُقَيْلِ؛ و تَلْحَقه كافُ الخِطابِ تقولُ: أُولئِكَ أُولاكَ ؛ قال الكِسائي: مَنْ قالَ أُولئِكَ فواحِدُه ذلكَ، و مَنْ قالَ أُولاكَ فواحِدُ. ذاكَ، و أُولالِكَ مِثْلُ أُولئِكَ؛ و أَنْشَدَ يَعْقوبٌ:
أُولالِكَ قَوْمي لم يَكُونُوا أُشابةً # و هَلْ يَعِظُ الضِّلِّيلَ إلاَّ أُولالِكا ؟ [2]
و اللامُ فيه زائِدَةٌ، و لا يقالُ هَؤُلالِكَ ، و زَعَمَ سيبويه أنَّ اللامَ لم تُزَدْ إلاَّ في عَبْدَلٍ و في ذلكَ و لم يَذْكر أُولالِكَ إلاَّ أَنْ يكونَ اسْتَغْنى عنها بقوله ذلك، إذ أُولالِكَ في التَّقْديرِ كأنَّه جَمْع ذلك.
قال الجَوْهري: و رُبَّما قالوا أُولئِكَ في غَيْرِ العُقلاءِ؛ قالَ محمدُ بنُ عبدِ اللََّه بنِ نميرٍ الثّقفي:
و أَما قولُهم: ذَهَبَتِ العَرَبُ الأُولَى[7] ، كذا في النسخِ و الصَّوابُ الأُلَى ، كما هو نَصُّ الصِّحاح، قالَ: و الأُولَى بوَزْنِ العُلَى، هو أَيْضاً جَمْعٌ لا واحِدَ له من لَفْظِ، واحِدُه الذي؛ و أَمَّا قولُهم: ذَهَبَتِ العَرَبُ الأُلَى فَمقلوبُ الأَوَّلِ لأنَّه جَمْعُ أُولَى كأُخْرَى و أُخَرَ. و في التهذيبِ: الأُلَى بمعْنَى الذين؛ و منه قوله: