اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي الجزء : 20 صفحة : 323
و قال الفرَّاء: و قد يَذْهَبُ بعضُ النَّحويِّين إلى أَنَّها كَلِمتانِ يُريدُونَ وَيْكَ كأَنَّهم، أَرادُوا وَيْلَكَ فحذَفُوا اللامَ، و يَجْعَلُ أَن مَفْتوحة بفِعْل مُضْمَر.
و قيلَ: اعْلَمْ ، حكَاهُ ثَعْلَب أيْضاً عن بعضِهم.
و قال الفرَّاء: تَقْديرُه وَيْلَكَ أعْلَمُ أَنَّه فأضْمَر اعْلَم.
قال الفرَّاء: و لم نَجِدِ العَرَب تُعْمِلُ الظنَّ مُضْمراً و لا العِلْم و لا أشْبَاهه في ذلكَ، و أَمَّا حَذْف اللام مِن وَيْلَكَ حتى يَصِيرَ وَيْكَ فقد تَقولهُ العَرَبُ لكثْرتِها.
قال أَبو إِسْحََق: الصَّحيحُ في هذا ما ذَكَرَه سِيبَوَيْه عن الخليلِ و يونس، قالَ. سأَلْتُ الخَليلَ عنها فزَعَمَ أَنَّ وَيْ مَفْصولة مِن كأَنَّ، و أَنَّ القوْمَ تَنَبَّهُوا فقالوا: وَيْ مُتَندِّمِين على ما سَلَفَ منهم، و كُلُّ مَن تَنَدَّم أَو نَدِمَ فإظْهارُ نَدامَتِه أَو تَنَدُّمُه أَنْ يقولُ وَيْ ، كما يُعاتَب الرَّجُل على ما سَلَفَ فيقول: كأنَّك قَصَدْت مَكْر و هي، فحقِيقَة الوُقُوف عليها وَيْ و هو أَجْوَد و في كلامِ العَرَبِ: وَيْ مَعْناه التَّنْبِيه و التَّندُّمُ، قالَ: و تَفْسيرُ الخَليلِ مُشاكِلٌ لمَا جاءَ في التَّفْسيرِ لأنَّ قولَ المُفَسِّرين أَما تَرى هو تَنْبِيه.
فصل الهاء
مع الواو و الياء
هبو [هبو]:
و الهَبْوَةُ : الغَبَرَةُ ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي و ابنُ سِيدَه.
و الجَمْعُ هَبْواتٌ ؛ و أَنْشَدَ الجَوْهري لرُؤْبة:
تَبْدُو لنا أَعْلامُه بعدَ الغَرَقْ # في قِطَعِ الآلِ و هَبْواتِ الدُّقَقْ [1]
قالَ ابنُ برِّي: الدُّقَقُ ما دَقَّ مِن التُّرابِ، و الواحِدُ منه الدُّقَّي كما تقولُ الجُلَّى و الجُلَلِ.
و 16- في حديثِ الصَّوْم : «و إن حالَ بَيْنَكم و بَيْنه سَحابٌ أَو هَبْوَةٌ فأَكْمِلُوا العِدَّة» . أَي دون الهِلالِ.
و الهَباءُ ، كسَماءٍ: الغُبارُ مُطْلقاً، أَو غُبارٌ يُشْبِهُ الدُّخَانَ ساطِعٌ في الهَواءِ. و قيلَ: هو دُقاقُ التُّراب ساطِعةً و مَنْثُورَةً على وَجهِ الأرضِ. و قال ابنُ شُمَيْل: هو التُّرابُ الذي تُطَيِّرُه الرِّيح فتَراهُ على وُجُوهِ الناسِ و جُلُودِهم و ثيابهم يَلْزَقُ لُزوقاً، و قالَ:
أَقولُ أَرَى في السَّماءِ هَباءً ، و لا يقالُ يَوْمُنا ذُو هَباءٍ و لا ذُو هَبْوةٍ .
و في الصِّحاح: هو الشَّيءُ المُنْبَثُّ الذي تَراهُ في البَيْتِ مِن ضَوءِ الشمْسِ، و منه قولهُ تعالى: فَجَعَلْنََاهُ هَبََاءً مَنْثُوراً[2] ، أَي صارَتْ أَعْمالُهم بمنْزلَةِ الهَباءِ المَنْثور.
و نقل الأزْهري عن أَبي إسْحََق: مَعْناه أَنَّ الجِبالَ صارَتْ غُباراً، و قيلَ الهَباءُ هو ما تُثِيرُه الخَيْلُ بحوافِرِها مِن دُقاقِ الغُبارِ؛ و قيلَ لمَا يَظْهَر في الكُوَى مِن ضَوْءِ الشمْسِ و مِن المجازِ: الهَباءُ : القَلِيلُو العُقولِ من النَّاسِ ؛ و به فُسِّر 17- حديثُ الحَسَن : «ثم اتَّبَعه من النَّاسِ هَباءٌ رَعاعٌ» .
قال ابنُ سِيدَه: هُم الذين لا عُقولَ لهم.
و قال ابنُ الأثير: هو في الأصْلِ ما ارْتَفَعَ مِن تَحْت سَنابِكِ الخَيْل، و الشيءُ المُنْبَثُّ الذي تَراهُ في الشمسِ فشَبّه بها أَتْباعَه. ج أَهْباءٌ على غيرِ قِياسٍ، و منه أهْباءُ الزَّوْبَعةِ لمَا يَرْتفِعُ في الجوِّ.
و يقالُ للغُبارِ إذا ارْتَفَعَ: هَبَا يَهْبُو هُبُواً ، كعُلُوٍّ، أي سَطَعَ ، .
و هَبَا أَيْضاً: فَرَّ ، عن ابنِ الأعْرابي.
و أَيْضاً: ماتَ ؛ عنه أَيْضاً.
و أَهْبَى الفَرَسُ إهباءً : أَثارَ الهَباءَ ؛ عن ابنِ جنِّي.
و الهابِي : تُرابُ القَبْرِ ؛ و أَنْشد الأصْمعي:
و هابٍ كجُثْمانِ الحَمامةِ أَجْفَلَتْ # به رِيحُ تَرْجٍ و الصَّبا كلّ مُجْفَلِ [3]