اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي الجزء : 20 صفحة : 183
و في التهذيبِ: قالَ المبرِّدُ: أَي تَدْفَعُونَه عمَّا يَرَى، و على في مَوْضِع عن.
و في الأساسِ: مَعْناه أَ فَتَغْلبُونَه في المُمارَاةِ مع ما يَرَى مِن الآياتِ، أَو أَ فَتَطْمعُونَ في غَلَبتِه، أَو تَدَّعُونَها مع ما يَرَى، و هو إنْكارٌ لتأَتِّي الغَلَبةِ، و هو مجازٌ. و أَنْشَدَ ابنُ برِّي:
ما خَلَفٌ مِنْكِ يا أَسماءُ فاعْتَرِفِي # مِعَنَّة البَيْتِ تَمْرِي نِعْمَةَ البَعَلِ
و مَرَى الفَرَسُ مَرْياً : جَعَلَ يَمْسَحُ الأرضَ بِيدِهِ أَو رِجْلِه و يَجُرُّها مِن كَسْرٍ أَو ظَلَعٍ ؛ كذا في المُحْكم.
و في التهذيبِ: مَرَى الفَرَسُ مَرْياً ، و كذا النَّاقَةُ، إذا قامَ على ثلاثَةٍ و مسَحَ الأرضَ باليَدِ الأُخْرَى؛ قالَ:
إذا حُطَّ عنها الرَّحْلُ أَلْقَتْ برأْسِها # إلى شَذَبِ العِيدانِ أَو صَفَنَتْ تَمْرِي [1]
و قال الجَوْهرِي: مَرَى الفَرَسُ بيَدَيْه إذا حَرَّكَهما على الأرضِ كالعابِثِ.
و في الأساس: مرَى الفَرَسُ يَمْرِي قامَ على ثلاثٍ و هو يَمْسَحُ الأرضَ بالرَّابعَةِ، و هو مجازٌ.
قالَ ابنُ القطَّاع: و هو مِن أَحْسَن أَوصافِه.
و ناقَةٌ مَرِيٌّ ، كغَنِيِّ: غَزِيرَةُ اللَّبَنِ ؛ حَكَاهُ سِيبويه، و هي عنْدَه بمعْنَى فاعِلَةٍ و لا فِعْلَ لها.
و في الصِّحاح: كثيرَةُ اللَّبنِ؛ عن الكِسائي.
و في الأساس: دَرُورٌ.
أَو التي لا وَلَدَ لها فهي تَدُرُّ بالمَرْيِ ، أَي المَسْح على ضَرْعِها، على يَدِ الحالِبِ ، و قد أَمرَتْ فهي مُمْرٍ ، قالَهُ ابنُ سِيدَه. و لا تكونُ مرياً و مَعَهَا وَلَدُها؛ قالَهُ الأزْهرِي.
و في الصِّحاح: و يقالُ هي التي تَدُرُّ على المَسْح.
قالَ أَبو زيْدٍ: هو غيرُ مَهْموزٍ، و الجَمْعُ مَرايا . و المُمْرِي : النَّاقَةُ التي جَمَعَتْ ماءَ الفَحْلِ في رَحِمِها ؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
و المِرْيَةُ ، بالكسْر و الضَّمِ ، لُغتانِ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي عن ثَعْلَب؛ الشَّكُّ، و بهما قُرِىءَ قولُه تعالى: فَلا تَكُ في مُرْيَةٍ منه [2] و مِرْيَةٍ .
و قالَ الراغبُ: المُرْيَةُ التَّرَدُّدُ في الأَمْر، و هو أَخَصُّ من الشَّكِّ.
و في المُحْكم: المُرْيَةُ الشَّكُ و الجَدَلُ. و يُفْهَمُ مِن سِياقِ الأساسِ أنَّه مجازٌ مِن مُرْيَة النَّاقَةِ.
و مَاراهُ مُمَاراةً و مِراءً : جادَلَهُ و لاجَهُ [3] ؛ و منه قولُه تعالى: أَ فَتُمََارُونَهُ عَلىََ مََا يَرىََ ، أَي أَ فَتُلاجونَه [3] مع ما يَرَى مِن الآياتِ [4] المُثْبتةِ لنُبوَّتِه؛ كما في الأساس؛ قالَ: و هو مجازٌ.
و أَصْلُ المُمَاراةِ المُحالَبَةُ، كانَ كلُّ واحِدٍ يَحْلبُ ما عنْدَ صاحِبِه؛ و 16- في الحديثِ : «كان لا يُمارِي و لا يُشارِي» . مَعْنى لا يُمارِي : لا يُدافِعُ الحَقُّ و لا يُرَدّد الكَلامَ.
و قالَ المَناوِي: المراءُ طَعْنٌ في كَلامِ الغَيْرِ لإظْهارِ خَلَلٍ فيه مِن غَيْر أَن يَرْتَبطَ به غَرَضٌ سِوَى تَحْقِيرِ الغَيْر.
و قالَ ابنُ الأثير: المِراءُ الجِدَالُ، و المُمَارَاةُ المُجادَلَةُ عَلى مَذْهبِ الشَّكِّ و الرِّيبةِ، و يقالُ للمُناظَرَةِ مُمارَاة لأنَّ كلَّ واحِدٍ يَسْتَخْرجُ ما عنْدَ صاحِبِه و يَمْتَرِيه كما يَمْتَرِي الحالِبُ مِن الضَّرْعِ.
و امْتَرَى فيه و تَمَارَى : شَكَ ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
و في المُحْكم: قالَ سيبويه: و هذا من الأفْعالِ التي تكونُ للواحِدِ.
و في التهذيب: قولُه تعالى: فَبِأَيِّ آلاََءِ رَبِّكَ تَتَمََارىََ[5] ؛ قال الزجَّاج: أَي تَتَشَكَّك. و قالَ الفرَّاء: أَي تُكَذِّبُ أَنَّها ليسَتْ منه.