responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 2  صفحة : 336

إِنِّيَ من قَوْمِيَ في مَنْصِبٍ # كمَوْضِعِ الفَأْسِ منَ القَيْقَبِ

فجَعَلَ القَيْقَبَ حديدةً في فَأْس اللِّجامِ.

و القَيْقَابُ : الخَرَزَةُ تُصْقَلُ بها الثِّيابُ‌ ، نقله أَبو عَمْرٍو في ياقُوتِه: القبقاب، و صَحَّفه الأَزهريُّ فذكره في ق ى ب، كما مَرَّت الإِشارةُ إِليه.

قَلَب [قَلَب‌]:

قَلَبَه ، يَقْلِبُهُ ، قَلْباً ، من بابِ ضَرَب: حَوَّلهُ عن وَجهِهِ، كأَقْلَبَهُ . و هََذا عن اللِّحْيَانِيّ، و هي ضعيفةٌ. و قد انْقَلَبَ . و قَلَّبهُ مُضَعَّفاً.

و قَلَبَه : أَصابَ‌ قَلْبَه ، أَي‌ فُؤَادَهُ‌ ، و مثلُهُ عبارةُ غيرِه‌ يَقْلُبُه ، و يَقْلِبُهُ ، الضَّمّ عن اللِّحْيَانيّ، فهو مَقْلُوبٌ .

و قَلَبَ الشْي‌ءَ: حَوَّلَه ظَهْراً لِبَطْنٍ‌ اللامُ فيه بمعنى على، و نَصَبَ ظَهْراً على البَدَل، أَي قَلَبَ ظَهْرَ الأَمْرِ عَلَى بَطْنه، حَتَّى عَلِمَ ما فِيه، كَقلَّبَه مُضَعَّفاً. و تَقَلَّب الشَّي‌ءُ ظَهْراً لِبَطْنٍ، كالحَيَّة تَتقَلَّبُ على الرَّمْضاءِ.

و قَلَبَه عن وَجْهِه؛ صَرفَه. و حكى اللحيانيّ: أَقْلَبَهُ ، قال:

و هي مرغوبٌ عنها.

و قَلَبَ الثَّوْبَ، و الحَدِيثَ، و كُلَّ شَيْ‌ءٍ: حَوَّلَه؛ و حكى اللِّحْيَانيُّ فيهما أَقْلَبَه ، و المختارُ عندَه في جميع ذلك:

قَلَبْتُ .

و الانْقِلابُ إِلى اللََّهِ عَزّ و جلّ: المَصِيرُ إِليه، و التَّحوُّلُ.

و قد قَلَبَ اللََّهُ‌ فُلاناً إِليه: توَفَّاه. هََذا كلام العربِ، و قولُه: كأَقْلَبَه ، حكاه اللِّحْيَانِيّ، و قال أَبُو ثَرْوَان‌ [1] أَقْلَبَكُمُ اللََّهُ مَقْلَبَ أَوْلِيائِهِ، و مُقْلَبَ أَوْلِيَائِهِ، فقالها بالأَلف. و قالَ الفَرَّاءُ: قد سَمِعْتُ أَقْلَبَكُم اللََّهُ مُقْلَبَ أَولِيائِهِ و أَهْلِ طاعتِهِ.

و قَلَبَ النَّخْلَةَ: نَزَعَ قَلْبَها ، و هو مَجازٌ، و سيأَتِي أَن فيه لُغَاتٍ ثلاثةً [2] .

و قَلَبَتِ البُسْرَةُ تَقْلِبُ : إِذَا احْمَرَّت. و عن ابْنِ سِيدَهْ: القَلْبُ : الفُؤادُ ، مذكَّرٌ، صرّح به اللِّحْيَانيُّ؛ أَو مُضْغَةٌ من الفُؤادِ مُعلَّقَةٌ بالنِّيَاطِ. ثُمَّ إِنّ كلامَ المُصَنِّف يُشيرُ إِلى تَرادُ فِهِما، و عليه اقتصر الفَيُّومِيّ و الجوْهرِيُّ و ابْنُ فارِسٍ و غيرُهُمْ، أَوْ أَنَّ القَلْبَ أَخصُّ منه‌ ، أَي: من الفُؤَادِ في الاستعمالِ، لأَنّه معنًى من المعاني يَتعلَّق به. و يَشهَدُ له 16- حديثُ : «أَتَاكُم أَهْلُ اليَمَنِ، هُمْ أَرَقُّ قُلُوباً ، و أَلْيَنُ أَفْئدَةً». و وصَفَ القُلُوبَ بالرِّقَّةِ، و الأَفئدَةَ باللِّينِ، لأَنَّهُ أَخصُّ من الفُؤادِ، و لذلك قالوا: أَصَبْتُ حَبَّةَ قَلْبِهِ ، و سُوَيْدَاءَ قَلْبِه . و قيل: القُلُوبُ و الأَفْئدةُ قريبانِ من السَّواءِ، و كَرَّرَ ذِكْرَهُمَا، لاختلاف اللّفظينِ، تأْكيداً.

و قال بعضُهُم: سُمّيَ القَلْبُ قَلباً لِتَقَلُّبِه ، و أَنشد:

ما سُمِّيَ القَلْبُ إِلاَّ مِنْ تَقَلُّبِهِ # و الرَّأْيُ يَصْرِفُ بالإِنسانِ أَطْوارَا

قال الأَزهريُّ: و رأَيتُ بعضَ العربِ يُسمِّي لحمةَ القلْبِ كُلَّها شَحْمَها و حِجابَها قَلْباً و فُؤَاداً. قال: و لم أَرَهُم يَفْرِقُون بينَهمَا. قال: و لا أُنْكِرُ أَنْ يكونَ القلبُ هي العَلَقَةَ السَّوْداءَ في جوفه.

قال شيخُنا: و قيلَ: الفُؤَادُ: وِعاءُ القَلْبِ ، و قيلَ: داخِلُهُ، و قيلَ: غِشاؤُهُ. انتهى.

و قد يُعَبَّرُ بالقَلْبِ عن‌ العَقْلِ‌ ، قال الفَرّاءُ في قوله تَعالى: إِنَّ فِي ذََلِكَ لَذِكْرى‌ََ لِمَنْ كََانَ لَهُ قَلْبٌ [3] ، أَي:

عَقْلٌ، قال: و جائزٌ في العربية أَنْ تقولَ‌ [4] : ما لكَ قَلْبٌ ، و ما قَلْبُكَ مَعَكَ، تقولُ‌ [4] : ما عَقْلُكَ معك. و أَيْنَ ذَهَب قَلْبُك ؟ أَي: عَقْلُك: و قال غيرُه: لمنْ كانَ لَهُ قَلْب ، أَي: تَفَهُّمٌ و تَدَبُّرٌ.

و عَدَّ ابْنُ هِشَامٍ في شرحِ الكَعْبِيَّةِ [3] من معاني القَلْبِ أَربعةً: الفُؤادَ، و العَقْلَ، و مَحْضَ‌ ، أَي: خلاصة كُلِّ شيْ‌ءٍ ، و خِيارهُ‌ [5] و في لسان العرب: قَلْبُ كُلِّ شَيْ‌ءٍ: لُبُّه،


[1] بالأصل «أنو شروان»و بهامش المطبوعة المصرية: «قوله أنوشروان كذا بخطه و لا مدخل لانوشروان في اللغة العربية و لعل الصواب أبو ثروان. قال الجوهري: «و أبو ثروان كنية رجل من رواة الشعر»و ما أثبتناه عن اللسان.

[2] المناسب: ثلاثاً.

[3] سورة ق الآية 37.

[4] عن اللسان، و بالأصل «يقول».

[5] أي قصيدة كعب بن زهير في مدح سيدنا رسول اللََّه صلى اللّه عليه و سلم و عدد أبياتها 57 بيتاً و مطلعها:

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول # متيمٌ إثرها لم يُفد مكبولُ‌

-

اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 2  صفحة : 336
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست