اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي الجزء : 2 صفحة : 306
قحرب [قحرب]:
في التَّهْذِيبِ في الرُّبَاعِي يقال للعَصَا:
الغِرْزَحْلَة و القَحْرَبَة [1] و القِشْبارةُ و القِسْبَارَةُ.
قحطب [قحطب]:
قَحْطَبَه يقال: ضربه و طعَنه فقَحْطَبَه إِذا صَرَعَه، و بالسَّيْف: عَلاهُ. و قَحْطَبَةُ : اسْمُ رَجُل، و هو قَحْطَبَةُ بْنُ شبِيبِ بْنِ خالد بْن مَعْدَان الطائيّ. قال ابن الأَثِير [2] : و إِليه نُسِب أَبو الغيْثِ الطَّيِّب بْنُ إِسماعِيل بْنِ الحُسَيْن ، و في نُسْخة الحسن، و هو الصَّوَاب ابْن قَحْطَبَة بْنِ خالِد الحَلِبيّ[3] إِلى حَلب مدينة مَشْهُورَة و هو خطأٌ و الصَّوَاب الخُلَّبِيّ بضمِّ المُعْجَمة و تشْديد اللاَّمِ مع فتْحها و هو مُحَدِّث بغْداديّ و مُحمَّدُ بْنُ إِبْراهيم البغْدَاديّ. و أَبُو عَمَّار الحُسيْنُ بنُ حُريْب المرْوَزِيّ. و أَبو الفضّل العَبَّاسُ بْنُ أَحْمَد بْن عليّ الجُرْجَانِيّ. القَحْطِبِيُّون ، مُحَدِّثُون.
و في تاريخ حَلب لابْنِ العديم أَبو المخبا حيدرةُ بْن أَبي تُراب علِيُّ بنُ مُحَمَّد الأَنْطاكيّ القحطابيّ عابِر الأَحْلام، سكنَ دمشْق، و روى عنه الأَميرُ أَبو نصْر ابْنُ ماكُولا، و غيره، كما تقدَّم.
قدحب [قدحب]:
قال الأَزْهَرِيّ: حكى اللِّحْيانيّ في نوادرِه:
ذهب القومُ بِقِنْدحْبَة و قِنْدحْرَةَ و قِدَّحْرَةَ، كُلُّ ذلك إِذا تفرَّقُوا.
قرب [قرب]:
قَرُبَ الشَّىْءُ منه كَكَرُمَ، و قَرِبَهُ كسَمِعَ ، و قَرَبَ كنَصَرَ، و ظاهرُ كلام المُصَنِّف على ما يأْتي أَنَّهما مُتَرَادِفَانِ، و قد فَرَّق بينَهُمَا أَهل الأُصولِ، قالوا: إِذا قيلَ: لاَ تَقْرَبْ كذا بفَتْح الراء، فمعناه: لا تَلْتبِسْ بالفِعْل؛ و إِذا كان بضَمِّ الرّاءِ، كان معناه: لا تَدْنُ. قال شيخنا: و قد نَصَّ عليه أَربابُ الأَفْعَال. قُرْباً ، و قُرْباناً بضَمِّهِمَا، و قِرْباناً بالكسر، أَي: دَنا، فهو قَرِيبٌ للواحدِ و الاثْنينِ و الجَمْعِ. و قوله تعالَى: وَ لَوْ تَرىََ إِذْ فَزِعُوا فَلاََ فَوْتَ وَ أُخِذُوا مِنْ مَكََانٍ قَرِيبٍ[4] جاءَ في التَّفْسِير: أُخِذوا من تحتِ أَقدامِهم. و قوله تعالَى: وَ مََا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اَلسََّاعَةَ قَرِيبٌ[5] ، ذكَّر قريباً ؛ لأَنَّ تأْنيثَ السّاعةِ غيرُ حقيقيٍّ. و قد يجوز أَنْ يُذَكَّرَ، لأَنَّ السَّاعَةَ في معنَى البَعْثِ، و قولُه تعالَى: وَ اِسْتَمِعْ يَوْمَ يُنََادِ اَلْمُنََادِ مِنْ مَكََانٍ قَرِيبٍ[6] أَي: يُنَادي بالحشر من مكانٍ قريبٍ ، و هي الصَّخْرَة الَّتي في بيتِ المَقْدِسِ، و يقال إِنَّهَا في وَسَطِ الأَرضِ. و قولهُ تَعَالَى:
إِنَّ رَحْمَتَ اَللََّهِ قَرِيبٌ مِنَ اَلْمُحْسِنِينَ[7] و لم يَقلْ: « قَرِيبَةٌ » لأَنَّهُ أَرادَ بالرَّحمة الإِحْسَانَ، و لأَنَّ ما لا يكون تأْنيثهُ حقيقياً جاز تذكيرُهُ، و قال الزَّجَّاج: إِنَّما قِيلَ « قَرِيبٌ مِنَ اَلْمُحْسِنِينَ» ، لأَنَّ الرَّحْمَةَ، و الغَفْرَانَ، و العَفْوَ، في معنًى واحِد، و كذلك كلُّ تأْنيثٍ ليس بحقيقيٍّ. و قال الأَخْفَش:
جائزٌ أَنْ تكونَ الرَّحْمَة هنا بمعنَى المَطَر. قال: و قال بعضهم: هََذا ذُكِّرَ للفَصْل بينَ القريب من القُرْبِ ، و القريبِ من القَرَابَةِ ، قال: و هذا غَلَطٌ؛ كلُّ مَا قَرُبَ في مكان أَو نَسَب، فهو جارِ على ما يُصِيبُهُ من التَّذْكِير و التأْنِيث.
قال الفَرّاءُ: إِذا كان القريبُ في معَنى المَسَافة يُذَكَّرُ و يُؤَنَّث، و إِذا كان في معنى النَّسَب يُؤَنَّث بلا اختلاف بينَهُمْ، تقول: هذِه المَرأَة قَرِيبَتي ، أَي: ذات قرابتي .
قال ابْن بَرِّيّ: ذَكَرَ الفرّاءُ أَنّ العَربَ تُفَرِّق بينَ القريب من النَّسَبِ، و القَريبِ من المكانِ، فيقولونَ: هََذهِ قريبتي من النَّسَب، و هََذهِ قريبي من المَكَانِ؛ و يشهَدُ بصِحَّة قوله، قول امْرِئِ القَيْسِ:
لَهُ الوَيْلُ إِنْ أَمْسَى و لا أُمُّ هاشِمٍ # قَرِيبٌ و لا البَسْبَاسَةُ ابْنَة يَشْكُرَا
فَذكَّرَ قَرِيباً ، و هو خبرٌ عن أُمِّ هاشِمٍ، فعلى هََذَا يجوز:
قريبٌ منِّي، يُريدُ قرْبَ المَكَانِ، و قَرِيبَةٌ مِنِّي، يريد قُرْبَ النَّسَبِ.
و يقال: إِنَّ فَعِيلاً قد يُحْمَل على فَعُولٍ، لأَنَّه بمعناهُ، مثل: رَحِيم و رَحُوم؛ و فَعُولٌ، لا تدخله الهَاءُ، نحو: امْرَأَةٌ صَبْورٌ، فلذََلك قالوا: رِيحٌ خَريقٌ، و كَتِيبَةٌ خَصِيفٌ [8] ، و فلانَةُ منِّي قريبٌ . و قد قيلَ: إِنَّ قَرِيباً أَصله في هََذا أَنْ يكونَ صِفَةً لِمَكان، كقولك: هِي منّي قريباً ، أَيْ مكاناً قَرِيباً ، ثمَّ اتُّسِعَ في الظَّرْفِ، فرُفِعَ و جُعِلَ خَبَراً.
و في التَّهْذِيب: و القَرِيبُ نَقِيض البَعِيدِ يكون تحويلاً،
[1] كذا بالأصل و اللسان، و في التهذيب القحزنة»بالزاي و النون.
[8] بهامش المطبوعة المصرية: «قال الجوهري: و كتيبة خصيف و هو لون الحديد و يقال: خصفت من ورائها يخيل أي ردفت فلهذا لم تدخلها الهاء لأنها بمعنى مفعولة فلو كانت للون الحديد لقالوا خصيفة لأنها بمعنى فاعلة. و كل لونين اجتمعا، فهو خصيف».
اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي الجزء : 2 صفحة : 306