responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 2  صفحة : 269

قال أَبُو حَاتِم: أَظُنَّه إِذْ خَلاَ المَكَانُ و المَوْضِعُ. و أَما قَوْلُه:

كأَنَّ نَسْجَ العَنْكَبُوتِ المُرْمِلِ‌

فإِنَّما ذَكَّر لأَنَّه أَرَادَ النَّسجَ، و لكنَّه جَرَّه على الجِوَارِ.

قال الفَرَّاءُ: العَنْكَبُوتُ أُنثَى، و قد يُذَكِّرُهَا بَعْضُ العرب، و أَنْشَدَ قَوْلَه:

لى هَطَّالِهمْ مِنْهم بُيوتٌ # كأَنّ العَنْكَبُوتَ هو ابْتَنَاهَا

هَطَّال: جَبَلٌ.

قال: و التَّأْنِيثُ في العَنْكَبُوتِ هو الأَكْثَر وَ هِيَ العَكَنْبَاةُ في لُغَة اليَمَن، أَي بتقديم الكَاف على النُّون قال:

كَأَنَّما يَسْقُطُ من لُغَامِهَا # بَيْتُ عَكَنْباةٍ على زِمَامِهَا

و يُقَالُ لها أَيْضاً: العَنْكَبَاةُ أَي بتَقْدِيمِ النُّونِ على الكاف. قال السَّخَاوِيُّ في سِفْر السَّعَادَة: العَنْكَبُوتُ و العَنْكَبَاةُ بمَعْنًى وَاحِد و العَنْكَبُوهُ بالهاء في آخره‌ و حكى سيبويه‌ العَنْكَبَاءُ مُسْتَشْهِداً على زِيَادَة التّاء في عَنْكَبُوت فلا أَدْرِي أَهُو اسْمٌ لِلوَاحِد أَم هُوَ اسم للجَمْع. قال الصّاغَانِيّ:

و هاتان بِلُغَة أَهلِ اليَمَن. و قال ابنُ الأَعْرَابِيّ: الذَّكَرُ منها عَنْكَبٌ و هي عَنْكَبَةٌ و قيل: العَنْكَبُ : جِنْسُ العَنْكَبُوت ، و هو يُذَكَّر و يُؤَنَّث أَعْنِي العَنْكَبُوت . قال المُبَرِّد: العَنْكَبُوت أُنثَى و يُذَكَّر، و عنزر العَنْزَرُوت أُنْثَى و يذكر، و البَرْنَمُوتُ‌ [1] أُنثى و لا يُذَكَّر، وَ هُوَ الجَمَلُ الذَّلُولُ. و قَولُ سَاعِدَةَ بْنِ جُؤَيَّة:

مَقَتَّ نِسَاءً بالحِجَاز صَوَالِحاً # و إِنّا مَقَتْنا كُلَّ سَوْدَاءَ عَنْكَبِ

قال السُّكَّرِيُّ: العَنْكَبْ هنا القَصِيرَةُ. و قال ابْنُ جِنِّي:

يجوزُ أَن يَكُونَ العَنْكب هُنا هو العَنْكب الذي هو العَنْكَبُوتُ ، و هو الذي ذَكَر سِيبَوَيْه أَنَّه لُغَةٌ في عَنْكَبُوت ، و ذَكَر معه أَيضاً العَنْكَبَاء إِلاّ أَنَّه وُصِفَ بِهِ و إِن كان اسماً لما كَانَ فيه مَعْنَى الصِّفَة من السَّوَادِ و القِصَر، كذا في لِسَانِ‌العَرَب. ج عَنْكَبُوتَاتٌ و عَنَاكِبُ ، و عَنَاكِيبُ ، عن اللِّحْيَانِيّ، و تَصْغيرُهَا عُنَيْكبٌ و عُنَيْكِيبٌ . قال شيخُنَا: و عن الأَصْمَعِيّ و قُطْرُب: عَنَاكبِيت . و هذا من الشّاذّ الذي لا يُعَوَّلُ عَلَيْه؛ لاجْتِمَاع أَرْبَعَة أَحرُفٍ بعد أَلفه و كذلك قالا في تَصْغِيرِه عُنَيكبِيت ، و هذا من المَرْدُودِ الذي لا يُقْبَل.

و العِكَابُ‌ ككتَاب‌ و العُكُبُ‌ بضَمَّتَيْنِ، و الأَعْكُبُ‌ كُلُّهَا أَسْمَاءُ الجُمُوعِ‌ و ليست بجَمْع؛ لأَنَّ العَنْكَبُوت رُبَاعِيّ ذكرَه غَيْرُ وَاحِد في «ع ك ب». و في لسان العرب: العَنْكَبُوتُ :

دُودٌ يتولّد في الشُّهْد، و يَفْسُد عنه العَسَلُ، عن أَبي حَنِيفَة.

و عن الأَزْهَرِيّ: يقال للتَّيْسِ: إِنه لمُعَنْكَبُ القَرْنِ، و هو المُلْتَوِي القَرْن حَتَّى صار كَأَنَّه حَلْقَة. و المُشَعْنَبُ:

المُسْتَقِيم‌ [2] . و عن الفَرَّاء في قَوْلِه تَعَالَى: مَثَلُ اَلَّذِينَ اِتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اَللََّهِ أَوْلِيََاءَ كَمَثَلِ اَلْعَنْكَبُوتِ اِتَّخَذَتْ بَيْتاً [3]

قال: ضربَ اللََّه بيتَ العَنْكَبُوت مثلا لمَنِ اتَّخَذَ من دُونِ اللََّه وَلِيًّا أَنَّهُ لا يَنْفَعُه و لا يَضُرُّه كما أَنَّ بَيْتَ العنكبوت لاَ يَقِيهَا حَرًّا و لا يَرْداً.

*و مما يستدرك عليه:

عَنْكَبٌ كجَعْفَرٍ: ماء بأَجَإِ لبني فَرِير بن عُنَيْنِ بن سَلاَمانَ‌[بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيئ‌] [4] .

عهب [عهب‌]:

العَيْهَبُ من الرِّجَال: الضَّعيفُ عنِ طَلَبِ وِتْرِهِ‌ ، بكَسْرِ الوَاوِ، و قد حُكي بالغَيْن المُعْجَمَة أيضاً.

و قيل: هو الثَّقِيلُ‌ من الرِّجَال‌ الوَخِمُ‌ ككَتِف، و قد ضُبِط في بعْض النُّسَخ كَفلْس. قال الشُّوَيْعِرُ:

حَلَلْتُ بِهِ وِتْرِي و أَدْرَكْتُ ثُؤْرَتِي # إِذا ما تَنَاسَى ذَحْلَهُ كُلُّ عَيْهَبِ

قال ابْنُ بَرِّيّ: الشُّوَيْعِرُ هَذَا هو مُحَمَّدُ بْنُ حُمْرانَ بْنِ أَبِي حُمْرَان الجُعْفِيّ‌ [5] ، و هو أَحَدُ مَنْ سُمِّيَ في الجَاهِلِيَّة


[1] كذا بالأصل، و في اللسان (عنكب) : و البرغوث. و في اللسان (ترب) :

جمل تربوت ذلول. قال ابن بري: الصواب ما قاله أبو علي في تربوت أن أصله دربوت من الدربة فأبدل من الدال تاء.

[2] بهامش المطبوعة المصرية: «قوله المستقيم لعله في أول أمره و إلا فالذي في القاموس الشعنبة أن يستقيم قرن الكبش ثم يلتوي على رأسه قبل أذنه».

[3] سورة العنكبوت الآية 41.

[4] زيادة عن معجم البلدان.

[5] سمى الشويعر لبيت قاله فيه امرؤ القيس-و كان قد أرسل إليه في فرس يبتاعها منه فمنعه فقال امرؤ القيس:

أبلغا عني الشويعر أني # عمد عين نكبتهن حزيما.

اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 2  صفحة : 269
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست