اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي الجزء : 2 صفحة : 210
هكَذَا في المُحْكَم و الصَّحاح. و سَمع شَيْخُنَا عَن شَيْخِه، «لَبَّدَهُ النَّدَى»بَدَل «يَضْرِبُه النَّدَى»، و النَّدَى الأَول: المَطَرُ الخَفيفُ: و الثَّانِي بِمَعْنَى الشَّحْم، و أَنْشَدَ الأَزْهَرِيّ:
و أَقْفَرَ المُودِسُ مِنْ عَدَابِهَا
يَعْنِي الأَرْضَ الَّتِي قد أَنْبَتَتْ أَوَّل نَبْت ثُمَّ أَيْسَرَت.
و عَدَابٌ : ع.و العَدَابَةُ ، كسَحَابَةٍ: الرَّحِمُ ، قال الفَرَزْدَقُ:
و كُنْتُ كَذَاتِ العَرْكِ [1] لَمْ تُبْقِ مَاءَهَا # و لا هِيَ مِنْ مَاءِ العَدَابَةِ طَاهِرُ
و قد رُوِيت العَذَابَة بالذَّالِ المُعْجَمَة و هَذَا البَيْتُ أَوْرَدَه الجَوْهَرِيّ:
وَ لاَ هيَ ممَّا بِالْعَدَابَةِ طَاهِرُ.
قال ابن مُكَرَّم: و كَذِلِكَ وَجَدْتُه فِي عِدِّة نُسَخٍ. قُلْتُ:
وَجَدْتُ أَيْضاً في هَامِش نُسْخَتِي مِنْ لِسَانِ الْعَرَب:
و العَدَابَة : مَاءُ الرَّحِم، و العَدَابَةُ : الرَّكَبُ ، مُحَرَّكَةً: مَنْبِتُ الْعَانَةِ، و قَدْ تَقَدَّمَ، و لَمْ يَذْكُره غَيْرُ المُؤَلِّف. قُلْتُ: و يُمْكِنُ أَنْ يُفَسَّر بِهِ البَيْتُ السَّابِقُ عَلَى رِوَايَةِ الجَوْهرِيّ.
قَالَ ابْنُ مَنْظُور: و هَذَا الحَرْفُ ذَكَرَه الأَزْهَرِيّ في تَهْذِيبِه هُنَا في هَذِه التَّرْجَمَة و ذَكَرهُ الجَوْهَرِيُّ في صَحَاحِه في تَرْجَمَة عَذَب، بِالذَّال المعجمة [3] .
عذب [عذب]:
العَذْبُ مِنَ الطَّعَامِ و الشَّرَابِ ، و في بَعْضِ النُّسَخ تقديمُ الشَّرَابِ عَلَى الطَّعَام: كُلُّ مُسْتَسَاغٍ. و العَذْبُ : المَاءُ الطَّيِّبُ. مَاءَةٌ [4] عَذْبَةٌ و رَكِيَّةٌ عَذْبَةٌ . و فيالقُرْآنِ: هََذََا عَذْبٌ فُرََاتٌ*[5] و عَذُبَ المَاءُ يَعْذُبُ عُذُوبَة فهو عَذْبٌ ، طَيِّبٌ و الجَمْعُ عِذَابُ ، بالكَسْرِ و عُذُوبٌ ، بالضَّمِّ. قَالَ أَبُو حَيَّة النُّمَيْرِيّ:
و العَذْبُ و العُذُوبُ ، بالضَّمِّ: تَرْكُ الرَّجُلِ و الحِمَارِ و الْفَرَسِ الأَكْل مِنْ شِدَةِ العَطَشِ فهو لاَ صَائِمٌ و لا مُفْطر، و هو عَاذِبٌ ، و الجَمْعُ عُذُوبٌ بالضَّمّ، و عَذُوبٌ ، كَصَبُور، و الجَمْع عُذُبٌ ، بِضَمَّتَيْنِ. و يُقَالُ لِلْفَرسِ و غَيْرِه: بَاتَ عَذُوباً ، إِذَا لَمْ يَأْكُلْ شيئاً و لم يَشْرَبْ، قَالَ الأَزْهَرِيُّ: القَوْلُ في العَذُوبِ و العَاذِبِ أَنه الذِي لاَ يَأْكُلُ و لا يَشْرَبُ أَصْوَبُ مِنَ القَوْلِ في العَذُوفِ [6] أَنَّه الَّذِي يَمْتَنِع عَنِ الأَكْلِ لِعَطَشِه.
و أَمَّا قَوْلُ أَبِي عُبَيْد: و جَمْعُ العَذُوبِ عُذُوبٌ فخَطَأٌ، لأَنَّ فَعُولاً لا يُكَسَّر [7] عَلَى فُعُولِ. قُلْتُ: هُوَ مِنْ غَرَائِبِ اللُّغَةِ و فَوَائِد الأَشْبَاهِ و النَّظَائِر وَ مَنْ حَفِظَ حُجَّةٌ على مَن لم يَحْفَظ.
ثُم قَالَ: و العَاذِبُ مِنْ جَمِيع الْحَيَوانِ: الَّذِي لاَ يَطْعَمُ شَيْئَاً، و قد غَلَب عَلَى الخَيْلِ و الإِبِلِ، و الجَمْع عُذُوبٌ كَسَاجِدٍ و سُجُود. و قَالَ ثَعْلَب: العَذُوبُ مِنَ الدَّوَابِّ و غَيْرِهَا:
القَائِمُ الَّذِي يَرْفَعُ رَأْسَه فلا يَأْكُلُ و لا يَشْرَبُ، و كذَلِكَ العَاذِبُ و الجَمْع عُذُبٌ . و العَاذِبُ : الذِي يَبِيتُ لَيْلَة [8]
لاَ يَطْعَمُ شَيْئاً.
و العَذْبُ : المَنْعُ، كالإِعْذَابِ و التَّعْذِيبِ ، عَذَبَه عَنْه عَذْباً ، و أَعْذَبَه إِعْذَاباً ، و عَذَّبَه تَعْذِيباً : مَنَعَه و فَطَمَه عَنِ الأَمْرِ، و كُلُّ مَنْ مَنَعْتَه شَيْئاً فَقَد أَعْذَبْتَه و عَذَّبْتَه . و العَذْبُ :
[6] بهامش المطبوعة المصرية: «قوله العذوف كذا بخطه مصلحة بعد أن كانت عذوب و قد راجعت في مادة ع ذ ف اللسان و القاموس و الصحاح فلم أجد فيها العذوف بهذا المعنى و الذي فيها باتت الدابة على غير عذوف يعني على غير أكل و شرب».