responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 2  صفحة : 135

كِتَابِ العَيْنِ، و زعم طائِفَةٌ أَنَّهُ خَاصٌّ بِبَيْض القَمْل، لا يُطْلَقُ على غَيْره إِلاَّ مَجَازاً و هو ظَاهِرُ كَلاَمر الجَوْهَرِيّ و القَزَّار، و نقله اللبليّ في شرح الفَصِيح عن أَبِي زَيْد. و قال ابْنُ دَرَسْتَوَيْه: هِيَ صِغَارُ القَمْلِ.

ج صُؤَابٌ و صِئْبَانٌ الأَوَّلُ اسْمُ جِنْسٍ جَمْعِيّ، لأَنَّ بَيْنَه و بَيْنَ مُفْرَدِه سُقُوطَ الهَاءِ. و الثَّانِي جَمْع تَكْسِير.

و في الأَسَاسِ: و تَقُولُ: مَعَه صِبْيَانٌ كأَنَّهم صِئبَانٌ . و قال جَرِيرٌ:

كَثِيرَةٌ صِئْبَانِ النِّطَاقِ كَأَنَّهَا # إِذَا رَشَحَت منها المَغَابِنُ كِيرُ

و في الصَّحَاحِ: الصُّؤَابَةُ بالهَمْزِ: بَيْضَةُ القَمْلَة، و الجَمْع الصُّؤَابِ و الصِّئْبَان . و قد غَلِط يَعْقُوبُ في قوله: و لا تَقُل صِئْبَان ..

و في لِسَان العَرَب: و قَوْلُه، أَي ابْنِ سِيده، أَنْشَدَه ابْنُ الأَعْرَابِيّ:

يَا رَبِّ أَوجِدْنِي صُؤَاباً حَيّا # فمَا أَرَى الطَّيَّارَ يُغْنِي شَيَّا

أَي أَوْجِدْنِي كالصُّؤَابِ من الذَّهَب و عَنَى بالحَيِّ الصَّحِيحَ الذي ليس بمُرْفَتٍّ و لا مُنْفَتٍّ. و الطَّيَّارُ: ما طارَتْ بِه الرِّيحُ مِنْ دَقِيقِ الذَّهَبِ، انتهى.

و قال ابن دَرَسْتَوَيْهِ، و نَقَلَه الفِهْرِيُّ و غَيْرُه: و قد تُسمَّى صغارُ الذهب التي تُستخرج من تراب المعدن صُؤَابةً على فُعَالَة. قالوا: و العامّة لا تَهمز الصئبان و لا الصُّؤابة . نقله شيخنا. و نقل ابن منظور عن أَبِي عُبَيْد: الصِّئْبان : ما يَتَحَبَّبُ من الجَلِيدِ كاللُّؤلُؤِ الصِّغَارِ، و أَنْشَدَ:

فأَضْحَى و صِئْبَانُ الصَّقِيعِ كأَنَّه # جُمَانٌ بِضَاحِي مَتْنِهِ يَتَحَدَّرُ

و هذا قد غَفَل عَنْهُ شَيْخُنَا.

و قد صَئِبَ رَأْسُه‌ كَفَرِح‌ و أَصْأَب أَيْضاً إِذا كَثُر صُؤَابُه و في نُسْخَةٍ صِئْبَانُه .

و الصُّؤْبَة بالهَمْزِ: أَنْبارُ الطَّعَام، عَنْ الفرَّاءِ مثلُها غير مَهْمُوزَة. و نُبَيْهُ بْنُ صُؤَابِ كغُرَابٍ‌ تَابِعِيٌ‌ أَبو عَبْد الرَّحْمن المَهْرِيّ عن عُمَر و عَنْه يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيب.

صبب [صبب‌]:

صَبَّهُ أَي المَاءَ و نَحْوَه: أَرَاقَه‌ يَصُبُّه صَبَّاً فَصَبَّ أَي فَهُو مِمَّا اسْتُعْمِل مُتَعَدِّياً و لاَزِماً إِلا أَنَّ المُتَعَدِّيَ كَنَصَر و اللاِّزِم كَضَرَب، و كان حَقُّه التَّنْبِيهَ عَلَى ذَلِك، أَشَار لَهُ شَيْخُنا، و هَكَذَا ضَبَطَه الفَيُّومِيُّ في المِصْبَاح‌ و انْصَبَّ على انْفَعَل وَ هُوَ كَثِير و اصْطَبَّ على افْتَعَل مِنْ أَنْوَاع المُطَاوع و تَصَبَّب على تَفَعَّل، لكن الأَكْثَر فيه أَنْ يَكُونَ مُطَاوِعاً لِفِعْل المُضَاعَف كعَلَّمته فَتَعَلَّم. و اسْتِعْمَالُه في الثُّلاَثِيّ المُجَرَّد كَهَذَا قَلِيل، قَالَه شَيْخُنَا.

و صَبَبْتُ المَاءَ: سَكَبْتُه. و يُقَالُ: صَبَبْتُ لِفُلاَنٍ مَاءً في القَدَح لِيَشْرَبَه. و اصْطَبَبْتُ لِنَفْسي مَاءٌ من القِرْبَة لأَشْرَبَه، و اصْطَبَبْت لنَفْسِي قَدَحاً. و 16- في الحَدِيثِ : «فَقَامَ إِلَى شَجْبٍ فَاصْطَبَّ مِنْهُ المَاءَ». هُو افْتَعَل من الصَّبِّ أَي أَخَذَه لِنَفْسِه، و تَاءُ الافْتِعَال مَعَ الصَّادِ تُقْلَبُ طَاءً لِيَسْهُل النُّطْقُ بِهَا، و هما من حُرُوفِ الإِطْبَاق. و قَالَ أَعْرَابِيٌّ: اصْطَبَبْتُ مِنَ الْمَزَادَة مَاءً أَي أَخَذْتُه لِنَفْسِي، و قد صَبَبْتُ المَاءَ فَاصْطَبَّ بِمَعْنَى انْصَبَّ ، و أَنْشَد ابْنُ الأَعْرَابِيّ:

لَيْتَ بُنَيَّ قَدْ سَعَى و شَبَّا # و مَنَع القِرْبَةَ أَنْ تَصْطَبَّا [1]

و في لِسَان العرب: اصْطَبَّ الماءَ: اتَّخَذَه لِنَفْسه، على مَا يجِي‌ءُ عَلَيْه عَامَّة هَذَا النَّحو حَكَاه سِيبَويْهِ. و الماءُ يَنْصَبُّ من الجَبَل، و يَتَصَبَّبُ من الجَبَل أَي يَتَحَدَّر. و مِنْ كَلاَمِهِم:

تَصَبَّبْتُ عَرَقاً أَي تَصَبَّبَ عَرَقِي فنقَل الفِعْل فَصَارَ في اللَّفْظِ لِي فخَرج الفَاعِلُ في الأَصْل مُمَيِّزاً، و لا يجوز عَرَقَاً تَصَبَّبَ ، لأَنَّ هَذَا المُمَيِّزَ هُوَ الفَاعِلُ في المَعْنَى، فكَمَا لا يَجُوزُ تَقْدِيمُ الفَاعِل على الفِعْل، كذلك لا يجوز تَقْدِيمُ المُمَيِّز إِذَا كَانَ هُوَ الفَاعِلَ في المَعْنى على الفِعل، هَذَا قَوْلُ ابْنِ جِنِّي.


[1] في انشاده تلفيق. و انشده في التكمله هكذا:

ليت بنيّ قد سعا و شبّا # و صاد لي أرينبا و ضبّا

و منع القربة أن تصطبّا # و حمل السلاح فاتلأبّا

عن هامش المطبوعة المصرية.

اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 2  صفحة : 135
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست