اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي الجزء : 2 صفحة : 101
الشَّوْك. الطَّوِيل الحَسَنُ الخَلْقِ. قال القُتَيْبِيّ-بعد أن قَال: شَذَّبْتُ المَالَ إذَا فَرَّقْتَه-: و كأن المُفَرِطَ في الطُّول فُرِّق [1] خَلْقُه و لم يُجْمَع و لِذَلِكَ قِيلَ لَهُ مِشَذَّب . و كُلُّ شَيءٍ يَتَفَرَّق [2] شُذِّب .
قال ابنُ الأَنْبَارِيّ: غَلِطَ القُتَيْبِيّ في المُشَذَّب أَنّه الطوِيلُ البَائِنُ الطُّولِ و أَنَّ أَصْلَه من النَّخْلَةِ الَّتِي شُذِّب عَنْها جَرِيدُهَا أَي قُطِّع و فُرِّقَ [3] . و قال شَيْخُنَا: و زَادَ في الفَائِقِ: لأنَّها بِذَلكَ تَطُولُ و يَزِيدُ شَطَاطُهَا.
قال ابنُ الأَنْبَاريّ: و لا يُقَالُ للبَائِن الطُّولِ إذَا كَان كَثِيرَ اللَّحْم مُشَذَّب حَتَّى يَكُون في لَحْمه بَعْضُ النُّقْصَان. يقال:
و في الأَسَاس: و من المَجَاز: فَرسٌ مُشَذَّبٌ أََي طَوِيلٌ.
الستُعِير من الجِذع المُشَذَّب [4] . قُلْتُ: و يُفهم مِن كَلاَم ابنِ الأَنْبَارِيّ أََن: رَجُلٌ مُشَذَّبٌ أََيْضاً من المَجَازِ كما هُو ظَاهِر. و أََنْشَدَ ثَعْلَب:
كالشَّوْذَب ، و هو من الرِّجَالِ الطَّوِيلُ الحَسَنُ الخَلْق.
14- «و في صِفَةِ النَّبِيّ صَلَّىَ اللََّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمْ أَنَّه كَانَ أََطْوَلَ من المَرْبُوعِ و أََقْصَرَ من المُشَذَّب ». قال أََبُو عُبَيْد: المُشَذَّبُ : المُفْرِطُ في الطُّول.
بِلِيفٍ أَي بِذَنَبٍ. و الشَّمِلُ: الرَّقِيقُ. و الأَسِرَّةُ: الخُطُوطُ.
و من المَجَازِ: الشَّاذِبُ بِمَعْنى المُتَنَحِّي عَنْ وَطَنِه.
و الشَّاذِبُ [6] : المُفْرَدُ المأْيُوسُ من فَلاَحه كأَنَّه عَرِي من الخَيْر. شُبِّه بالشَّذَبِ و هُوَ مَا يُلْقَى من النَّخْلَة من الكَرَانِيف و غَيْرِ ذلِكَ.
و الشَّوْذَب : اسم. و ذو الشَّوْذَب : مَلِك من مُلُوكُ حِمْير. و أَبُو مُحَمَّد عَبْدُ اللََّه بنُ عُمَر [7] بْنِ أَحْمَد بْنِ عَلِيِّ بنِ شَوْذَبٍ المقري الوَاسِطيّ مُحَدِّثٌ. و شَوْذب المَدَنِيّ مَوْلَى زَيْدر بْنِ ثَابِتٍ. و شَوْذَبٌ أَبُو مُعَاذ و يقال أَبُو عُثمَان تابِعِيَّان.
و خَالِدُ بْنُ شَوذَبٍ الجُشمِيّ مِن أَتبَاع التَّابِعِين. و شوذَبٌ لَقَب بِسطَام بن مُري اليشكُري.
و من المَجَازِ أَيضاً: تَشَذَّبُوا إِذا تَفَرَّقُوا.
و يقال: رَجُلٌ شَذِبُ [8] العُرُوق أَي ظَاهِرُها.
شرب [شرب]:
شَرِبَ الماءَ و غيره كَسمِع يَشْرَبُ شَرْباً مَضْبُوطٌ عندَنَا بالرَّفْع، و ضَبَطَه شَيْخُنا بالفَتْح و قَالَ: إِنَّه عَلَى القِيَاس، و نَقَلَ أَيْضاً أَنَّ الفَتْحَ أَفْصَحُ و أَقْيَسُ. قُلْتُ: و سَيَأتِي مَا يُنَافِيه. و يُثَلَّثُ، و منه قَوْلُه تَعَالَى: ( فَشََارِبُونَ شُرْبَ اَلْهِيمِ)[9] بالوُجُوهِ الثَّلاَثَةِ. 6- قال يَحْيَى [10] بْنُ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ :