اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي الجزء : 11 صفحة : 88
الرَّسُولِ و عِظَمِ أَوْلِيَائِه و ما يُخَادِعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ ، أَي ما تَحُلُّ عاقِبَةُ الخِدَاعِ إِلاّ بِهِم قَرَأَ ابنُ كثِيرِ و نَافِعٌ و أَبُو عَمْرو:
«و مَا يُخَادِعُونَ » ، بالألِفِ و قَرَأَ أَبُو حَيْوَةَ: يَخْدَعُونَ اللّه و الَّذِينَ آمَنُوا و مَا يَخْدَعُونَ ، جَمِيعاً بِغَيْرِ أَلِفٍ، عَلَى أَنَّ الفِعلَ فِيهِمَا جَمِيعاً من الخَادِع . و في اللِّسَان: جَازَ يُفَاعِلُ لِغَيْرِ الاثْنَيْنِ، لأَنَّ هذَا المِثَالَ يَقَعُ كَثِيراً في اللُّغَةِ للْواحِدِ، نَحْو: عاقَبْتُ اللِّصَّ، و طارَقْتُ النَّعْلَ. و قالَ الفَارِسِيّ:
و العَرَبُ تَقُولُ: خَادَعْتُ فُلاناً، إذا كُنْتَ تَرُومُ خَدْعَهُ ، و علَى هذا يُوَجَّهُ قَوْلُه تَعاَلَى: يُخََادِعُونَ اَللََّهَ وَ هُوَ خََادِعُهُمْ[1]
مَعْنَاهُ أَنَّهُمْ يُقَدَّرُونَ في أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُم يُخَادِعُونَ اللّه، و اللّه هُوَ الخَادِعُ لَهُمْ، أَي المُجَازِي لَهُمْ جَزَاءَ خِدَاعِهم . و قالَ الرَّاغِبُ في المُفْرَدَاتِ: و قَوْلُ أَهْلِ اللُّغَةِ إِنَّ هذا على حَذْفِ المُضَافِ و إِقَامَةِ المُضَافِ إِلَيْهِ مُقَامَهُ، فَيجِبُ أَنْ يُعْلَمَ أَنَّ المَقْصُودَ بمِثْلِهِ في الحَذْفِ لا يَحْصُلُ لَوْ أُتِيَ بالمُضَافِ المَحْذُوفِ، و لِمَا ذَكَرْنَا مِنْ التَّنْبِيه عَلَى أَمْرَيْنِ: أَحَدِهِمَا:
فَظَاعَةُ فِعْلِهِمْ فِيمَا تَجَرَّؤُوهُ مِنَ الخَدِيعَةِ ، و أَنَّهُمْ بمُخَادَعَتِهِمْ إِيّاه يُخَادِعُونَ اللّه، و الثانِي: التَّنبِيهُ علَى عِظَمِ المَقْصُودِ بالخِدَاعِ ، و أَنَّ مُعَامَلَتَهُ كمُعَامَلَةِ اللّه. و قِرَاءَةُ مُوَرَّقٍ العِجْلِيّ و ما يَخَدِّعُون إِلاَّ أَنْفُسَهم ، بفَتْحِ الياءِ و الخاءِ و كَسْرِ الدَّالِ المُشَدَّدَةِ مِنْ غَيْرِ أَلِفٍ عَلَى إِرادَةِ يَخْتَدِعُونَ، أُدْغِمَت التَّاءُ في الدَّال، و نُقِلَتْ فَتْحَتُها إِلىَ الخاءِ.
و خَادَعَ : تَرَكَ عَن الأَصْمَعِيّ، و أَنْشَد للرّاعِي:
و خادَعَ المَجْدَ أَقوَامٌ لَهُمْ وَرَقٌ # رَاحَ العِضَاهُ بِهِ و العِرْقُ مَدْخُولُ [2]
و هكَذَا رَوَاه شَمِرٌ، و فَسَّرَهُ، و رَوَاهُ أَبُو عَمْرٍو: « خَادَعَ الحَمة» ، و فسَّرهُ، أَيْ تَرَكُوا الحَمْدَ، لأَنَّهُمْ لَيْسُوا مِن أَهْلِهِ.
و الخِدَاعُ ، ككِتَابِ: المَنْعُ و الحِيلَةُ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ عن ابنِ الأَعْرَابِيّ. و الَّذِي في اللِّسَانِ عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ:
الخَدْعُ : مَنْعُ الحَقِّ، و الخَتْمُ: مَنْعُ القَلْبِ من الإِيمان.
و التَّخَدُّع . تَكَلُّفُهُ، أَيْ الخِدَاع ، قال رُؤْبة:
خَدَّعه تَخْدِيعاً ، و خَادَعَهُ ، و تَخَدَّعه ، و اخْتَدَعَهُ : خَدَعَهُ ، و هو خَدَّاعٌ و خَدِعُ ، كشَدَّادٍ و كَتِفٍ، عَن اللَّحْيَانيّ، و كَذلِكَ خَيْدَعٌ ، كحَيْدَرٍ. و خَدَعْتُه : ظَفِرْتُ به.
و تَخادَعَ القَوْمُ: خَدَعَ بَعْضُهُم بَعْضاً.
و انْخَدَعَ : أَرَى أَنَّه مَخْدُوعٌ و لَيْسَ به.
و الخُدْعَةُ بالضَّمِّ: ما تُخْدَعُ به.
و ماءُ خَادِعٌ : لا يُهْتَدَى له، و هو مَجَاز. و خَدَعْتُ الشَّيْءَ و أَخْدَعْتُه : كَتَمْتُه و أَخْفَيْته.
و المَخْدَعُ ، كمَقْعَدٍ: لُغَة في المُخدع ، و المِخْدَعِ بالكَسْرِ و الضَّمِّ، عَنِ أَبِي سُلَيْمَانَ الغَنَويّ، و قَدْ تَقَدَّمَ.
و المُخْدَعُ أَيْضاً: ما تَحْتَ الجَائِز الَّذِي يُوضَعُ عَلَى العَرْشٍ، و العَرْشُ: الحائطُ يُبْنَى بَيْنَ حَائِطَيِ البَيْتِ، لا يَبْلُغُ به أَقْصَاه، ثُمَّ يُوضَع الجائِزُ من طَرَفِ العَرْشِ الدَّاخِلِ.
إِلَى أَقْصَى البَيْتِ، و يُسْقَفُ به.
و انْخَدَعَ الضَّبُّ مِثْلُ خَدَعَ : اسْتَرْوَحَ فاسْتَتَرَ، لِئلاً يُحْتَرَشُ.
و خَدَعَ مِنّي فُلاَنٌ، إذا تَوَارَى و لَمْ يَظْهَرْ.
و خَدَعَ الثَّعْلَبُ، إذا أَخَذَ في الرَّوَغانِ.
و خَدَعَ الشَّيْءُ خَدْعا : فَسَدَ، و الخَادِعُ : الفَاسِدُ من الطَّعَامِ و غَيْرِه. و دِينَارِ خَادِع ، أَي نَاقِصٌ. و فُلانٌ خادِعُ الرَّأْي: إذا [3] كانَ لا يَثْبُتُ عَلَى رَأْيٍ وَاحِدٍ. و هُوَ مَجَازٌ.
و خَدَعَتِ العَيْنُ خَدْعاً : لَمْ تَنَمْ. و ما خَدَعَتْ بعَيْنِهِ خَدْعَةٌ ، أَيْ نَعْسَةٌ تَخْدَعُ ، أَي مَرَّتْ بِهَا، و هو مجاز. قال المُمَزَّق العَبْدِيّ.
أَرِقْتُ و لَمْ تَخْدَعْ بِعَيْنَيَّ نَعْسَةٌ # و مَنْ يَلْقَ ما لاقَيْتُ لا بُدَّ يَأْرَقُ
و خَادَعْتُهُ : كَاسَدْتُهُ. و قال الفَرّاءُ: بنو أَسَدٍ يَقُولُون: إِنَّ السِّعْر لَمُخَادِعٌ ، و قَدْ خَدَعَ : إذا ارْتَفَعَ و غَلاَ.