responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 11  صفحة : 67

و قال ابنُ الأعْرَابِيّ: جَعَّ فُلانٌ‌ فُلاناً، إِذا رَمَاهُ‌ بالجَعْوِ، أَي‌ بالطِّينِ. و قالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: «الْجَعُّ» أُمِيتَ.

و قالَ إسْحَاقُ بنُ الفَرَجِ: سَمِعْتُ أَبَا الرَّبِيعِ البَكْرِيّ يَقُولُ: الجَعْجَعُ مِثَالُ لَعْلَعٍ: ما تَطامَنَ مِنَ الأَرْضِ، كالجَفْجَفِ، و ذََلِكَ أَنَّ الماءَ يَتَجَفْجَفُ فيه فَيَقُومُ، أَي يَدُومُ.

قَالَ: و أَرَدْتُهُ أَن يَقُولَ‌ [1] « يَتَجَعْجَعُ » فلَمْ يَقُلْهَا في الماءِ.

و في الصّحاحِ عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ: المَوْضِعُ الضَّيِّقُ الخَشِنُ كالجَعْجَاعِ . قُلْتُ: و منه قَوْلُ تَأَبَّطَ شَرّاً:

و بمَا أَبْرَكَهَا في مُنَاخٍ # جَعْجَعٍ يَنْقَبُ فيه الأَظَلُ‌

و قالَ أَبُو عَمْرٍو: الجَعْجَاعُ : الأَرْضُ عامَّةً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، و أَنْشَدَ:

و باتُوا بِجَعْجَاعٍ جَدِيبِ المُعَرَّجِ‌

و هََكَذَا في العُبَابِ أَيْضاً ذا العَجُز الأَخِير.

قُلْتُ: البَيْتُ للشَّمّاخِ، و صَوابُ إِنْشَادِهِ: «أَنْخْنَ بَجعْجَاعٍ » . وَ صَدْرُه:

و شُعْثٍ نَشَاوَى مِنْ كَرًى عِنْدَ ضُمَّرٍ

قالَ الجَوْهَرِيّ: و يُقَالُ: هي الأَرْضُ الغَلِيظَةُ. قالَ أَبُو قَيْسِ بنُ الأَسْلَت:

مَنْ يَذُقِ الحَرْبَ يَجِدْ طَعْمَها # مُرًّا، و تَتْرُكْهُ بجَعْجاعِ

قُلْتُ: و يُرْوَى: «و تُبْرِكْهُ» ، و يُقَوِّيهِ قَوْلُ تَأَبَّطَ شَرًّا الَّذِي أَنْشَدَنَاهُ قَرِيباً، و يُرْوَى أَيْضاً: «و تَحْبِسْهُ» . و قدْ رُوِيَ أَيْضاً عَنْ أَبِي عَمْرٍو: أَنَّ الجَعْجَاع هي الأَرْضُ الصُّلْبَةُ. و قال ابنُ بَرِّيّ: قال الأصْمَعِيُّ: الجَعْجَاعُ : الأَرْضُ الَّتِي لا أَحَدَ بها، كَذا فَسَّرَهُ في بَيْتِ ابنِ مُقْبِلٍ:

إِذا الجَوْنَةُ الكَدْرَاءُ نالَتْ مَبِيتَنَا # أَناخَتْ بجَعْجَاعٍ جَنَاحاً و كَلْكَلاَ

و قَال نُهَيْكَةُ الفَزَارِيُّ:

صَبْراً بَغِيضَ بنَ رَيْثٍ، إِنَّها رَحِمٌ # حُبْتُم بِهَا، فأَنَا خَتْكُمْ بجَعْجاعِ

و قالَ اللَّيْثُ: الجَعْجَاع من الأَرْضِ: مَعْرَكَةُ الحَرْبِ، و نَصُّ اللَّيْثِ: «مَعْرَكَةُ الأَبْطَالِ» . و يُقَالُ للقَتِيلِ إذا قُتِلَ في المَعْرَكَةِ: تُرِكَ بِجَعْجَاع ، و به فَسَّرَ ابنُ أَبِي الحَدِيدِ في شَرْحِ نَهْج البَلاَغَةِ قَوْلَ أَبِي قَيْسِ بنِ الأَسْلَتِ الَّذِي ذُكِرَ.

و في اللِّسَان: الجَعْجَاع : مُنَاخُ سُوءٍ مِن جَدب‌ [2] أَو غَيْرِهِ لا يِقَرُّ فِيهِ صاحِبُهُ‌ و في الصّحاحِ: الجَعْجَاع : الفَحْلُ الشَّدِيدُ الرُّغَاءِ. قُلْتُ:

و منهُ قَوْلُ حُمَيْدِ بن ثَوْرٍ:

يُطِفْنَ بِجَعْجَاعٍ كَأَنَّ جِرَانَهُ # نَجِيبٌ عَلَى جَالٍ مِنَ النَّهْرِ أَجْوَفُ‌

و الجَعْجَعَةُ : صَوْتُ الرَّحَى‌ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، قالَ: و مِنْهُ المَثَلُ الَّذِي يَأْتِي ذَكْرُهُ بَعْدُ.

و الجَعْجَعَةُ : نَحْرُ الجَزُورِ، عَنِ ابنِ عَبّادٍ، و كَأَنَّهُ أَخَذَهُ من جَعْجَع به: إذا أَناخَ به و أَلْزَمَهُ الجَعْجَاعَ ، و لا إِخَالُهُ من قَوْلِ الشَّاعِرِ، و أَنْشَدَهُ ابنُ الأَعْرَابِيّ:

نَحُلُّ الدِّيَارَ وَرَاءَ الدِّيَا # رِ ثُمَّ نُجَعْجِعُ فِيهَا الجُزُرْ

غَيْرَ أَنَّهُ فَسَّرَهُ فقَالَ: أَيْ نَحْبِسُهَا عَلَى مَكْرُوهِهَا.

و الجَعْجَعَةُ : أَصْوَاتُ الجِمَالِ إِذا اجْتَمَعَتْ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ.

و قال اللَّيْثُ: الجَعْجَعَةُ : تَحْرِيكُ الإِبِل للإِناخَةِ أَو الحَبْس، أَوْ للنُّهُوضِ، و نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ أَيْضاً، و لََكِنَّه اقْتَصَرَ علَى الإِنَاخَةِ و النُّهُوضِ. و أَنْشَدَ اللَّيْثُ لِلأَغْلَبِ:

عَوْدٌ إِذا جُعْجِعَ بَعْدَ الهَبِّ # جَرْجَرَ في حَنْجَرَةٍ كالحُبِّ

و هَامَةٍ كالمِرْجَلِ المُنْكَبِ‌

قال الصّاغَانِيّ: لَيْس الرَّجَزُ لِلأَغْلَبِ، كما قَالَ اللَّيْثُ، و إِنَّمَا هُوَ لِدُكَيْنٍ، و الرِّوَايَةُ:


[1] بالأصل: «و أردته على يتجعجع» و مثله في اللسان، و المثبت عن التهذيب.

[2] في اللسان: «من حَدَب» .

اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 11  صفحة : 67
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست