قالَ الجَوْهَرِيّ: و يُقَالُ: هي الأَرْضُ الغَلِيظَةُ. قالَ أَبُو قَيْسِ بنُ الأَسْلَت:
مَنْ يَذُقِ الحَرْبَ يَجِدْ طَعْمَها # مُرًّا، و تَتْرُكْهُ بجَعْجاعِ
قُلْتُ: و يُرْوَى: «و تُبْرِكْهُ» ، و يُقَوِّيهِ قَوْلُ تَأَبَّطَ شَرًّا الَّذِي أَنْشَدَنَاهُ قَرِيباً، و يُرْوَى أَيْضاً: «و تَحْبِسْهُ» . و قدْ رُوِيَ أَيْضاً عَنْ أَبِي عَمْرٍو: أَنَّ الجَعْجَاع هي الأَرْضُ الصُّلْبَةُ. و قال ابنُ بَرِّيّ: قال الأصْمَعِيُّ: الجَعْجَاعُ : الأَرْضُ الَّتِي لا أَحَدَ بها، كَذا فَسَّرَهُ في بَيْتِ ابنِ مُقْبِلٍ:
و قالَ اللَّيْثُ: الجَعْجَاع من الأَرْضِ: مَعْرَكَةُ الحَرْبِ، و نَصُّ اللَّيْثِ: «مَعْرَكَةُ الأَبْطَالِ» . و يُقَالُ للقَتِيلِ إذا قُتِلَ في المَعْرَكَةِ: تُرِكَ بِجَعْجَاع ، و به فَسَّرَ ابنُ أَبِي الحَدِيدِ في شَرْحِ نَهْج البَلاَغَةِ قَوْلَ أَبِي قَيْسِ بنِ الأَسْلَتِ الَّذِي ذُكِرَ.
و في اللِّسَان: الجَعْجَاع : مُنَاخُ سُوءٍ مِن جَدب [2] أَو غَيْرِهِ لا يِقَرُّ فِيهِ صاحِبُهُو في الصّحاحِ: الجَعْجَاع : الفَحْلُ الشَّدِيدُ الرُّغَاءِ. قُلْتُ:
و الجَعْجَعَةُ : صَوْتُ الرَّحَى نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، قالَ: و مِنْهُ المَثَلُ الَّذِي يَأْتِي ذَكْرُهُ بَعْدُ.
و الجَعْجَعَةُ : نَحْرُ الجَزُورِ، عَنِ ابنِ عَبّادٍ، و كَأَنَّهُ أَخَذَهُ من جَعْجَع به: إذا أَناخَ به و أَلْزَمَهُ الجَعْجَاعَ ، و لا إِخَالُهُ من قَوْلِ الشَّاعِرِ، و أَنْشَدَهُ ابنُ الأَعْرَابِيّ:
و الجَعْجَعَةُ : أَصْوَاتُ الجِمَالِ إِذا اجْتَمَعَتْ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ.
و قال اللَّيْثُ: الجَعْجَعَةُ : تَحْرِيكُ الإِبِل للإِناخَةِ أَو الحَبْس، أَوْ للنُّهُوضِ، و نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ أَيْضاً، و لََكِنَّه اقْتَصَرَ علَى الإِنَاخَةِ و النُّهُوضِ. و أَنْشَدَ اللَّيْثُ لِلأَغْلَبِ:
عَوْدٌ إِذا جُعْجِعَ بَعْدَ الهَبِّ # جَرْجَرَ في حَنْجَرَةٍ كالحُبِّ
و هَامَةٍ كالمِرْجَلِ المُنْكَبِ
قال الصّاغَانِيّ: لَيْس الرَّجَزُ لِلأَغْلَبِ، كما قَالَ اللَّيْثُ، و إِنَّمَا هُوَ لِدُكَيْنٍ، و الرِّوَايَةُ:
[1] بالأصل: «و أردته على يتجعجع» و مثله في اللسان، و المثبت عن التهذيب.