اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي الجزء : 11 صفحة : 550
بَيْنَ الجَوْزَاءِ و الذِّرَاعِ المَقْبُوضَةِ ، و إِنّمَا سُمِّيَتْ هَنْعَةً مِنْ هَنَعْتُ الشَّيْءَ: إِذا عَطَفْتَه، و ثَنَيْتَ بَعْضَه عَلَى بَعْضٍ، و كَأَنَّ كُلَّ واحِدٍ مِنْهُمَا مُنْعَطِفٍ عَلَى صاحِبِه؛ أَو ثَمَانِيَةُ أَنْجُمٍ في صُورَةِ قَوْسٍ، و تُسَمَّى ذِرَاعَ الأَسَدِ ، و في العُبَابِ: الَّتِي يَرْمِي بِهَا ذِراعَ الأَسَدِ، فِي مَقْبِضِ القَوْسِ نَجْمَانِ يُقَالُ لَهُمَا: الهَنْعَةُ هََذَا قَوْلُ أَدْهَمَ بنِ عِمْرَانَ العَبْدِيِّ، و هي مِنْ أَنْوَاءِ الجَوْزَاءِ، أَو هِيَ كَوْكَبَانِ أَبْيَضَانِ بَيْنَهُمَا قِيدُ سَوْطٍ بأَثَرِ [1] الهَقْعَةِ فِي المَجَرَّةِ، و هََذا قَوْلُ ابنِ كُنَاسَةَ، قالَ:
إِنَّما يَنْزِلُ القَمَرُ بالتَّحايِي، و هِيَ ثَلاثُ كَوَاكِبَ بحِذاءِ الهَنْعَةِ ، واحِدُهَا كذََا فِي النُّسَخِ، و الأُولَى «واحِدَتُهَا» تِحْيَاةٌ بالكَسْرِ.
و هَنَعهُ ، كَمَنَعَهُ ، هنْعاً : عَطَفَهُ وثَنَى بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ ، و به سُمِّيَتْ الهَنْعَةُ ، كَمَا قالَهُ ابنُ قُتَيْبَةَ، و سَبَقَ قَرِيباً.
و يُقَالُ: هَنَعَ لَهُ هَنْعاً : خَضَعَ، و قَوْمٌ هُنَّعُ ، كرُكَّعٍ:
خُضَّعٌ قالَ رُؤْبَةُ:
و الجِنُّ و الإِنْسُ إِلَيْنَا هُنَّعُ # فامْدَحْ ذَوِي خِنْدِفَ مَدْحاً يَرْفَعُ
و الهَنَعُ ، مُحَرَّكَةً: انْحِنَاءٌ فِي القامَةِ، و هُوَ أَهْنَعُ ، أَي:
مُنْحَنِي الظَّهْرِ، و منه 16- الحَدِيثُ، قال : «نَعَمْ، رَجُلٌ طَوِيلٌ فيهِ هَنَعٌ ، خَفِيفُ العارِضَيْنِ» [2] .
و في الصِّحاحِ: الهَنَعُ : تَطَامُنٌ في عُنُقِ البَعِيرِ و هُوَ أَنْ تَنْحَدِرَ قَصَرَتُه، و يَرْتَفِعَ رَأْسَه، و يُشْرِفَ حارِكُه ، و قَدْ هَنِعَ ، كفَرِحَ هَنَعاً .
قال: و ظَلِيمٌ أَهْنَعُ ، و نَعامَةٌ هَنْعَاءُ ، يَكُون فِي عُنُقِها الْتِواءٌ حَتّى يَقْصُرَ لِذََلِكَ، كما يَفْعَلُه الطائِرُ الطَّوِيلُ العُنُقِ.
قالَ: و أَكَمَةٌ هَنْعَاءُ أَي: قَصِيرَةٌ و هي ضِدُّ سَطْعَاءَ.
و قالَ ابنُ عَبّادٍ: الأَهْنَعُ : المائِلُ فِي سَرْجِه يَمِيناً و شِمَالاً. قالَ: و الأَهْنَعُ أَيْضاً: ابْنُ العَرَبِيَّةِ للمَوالِي.و قالَ الجَوْهَرِيُّ: الهَنَعُ ، مُحَرَّكَةً، في العُفْرِ مِنَ الظِّبَاءِ خاصَّةً، لا الأُدمِ مِنْهَا لأَنَّ فِي أَعْنَاقِ العُفْرِ قِصَرًا.و قالَ ابنُ عَبّادٍ: اسْتَهْنَعَ الرَّجُلُ: إِذا انْكَسَرَ مِنْ جَوابٍ. *و ممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
أَي: رُدَّهَا فقَدْ جَزِعَتْ نَفْسُكَ فِي أَثَرِها، و أَتْبَعْتَها عَداوةً و سِناناً.
و رَجُلٌ هاعٌ : حَرِيصٌ ، و قد هاعَتْ نَفْسُه هَوْعاً : ازْدَادَتْ حِرْصاً.
و هاعَ يَهَاعُ : خَفَّ و حَزِنَ ، هََكَذَا في سائِرِ النُّسَخِ، و مِثْلُه في العُبَابِ، و الصَّوَابُ: خَفَّ وَ جَزِعَ، و هََكَذا هُوَ نَصُّ أَبِي سَعِيدِ السُّكَّرِيِّ في شَرْحِ الدِّيوانِ.
و هاعَ القَوْمُ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ ، أَي: هَمُّوا بالوُثُوبِ ، كما في الصِّحاحِ.
قالَ: و هاعَ : إِذَا قَاءَ ، و قِيلَ: قاءَ مِنْ غَيْرِ تَكَلُّفٍ و إِذَا تَكَلَّفَ ذََلِكَ قِيلَ: تَهَوَّعَ ، كما سَيَأْتِي للمُصَنِّفِ قَرِيباً.
و الاسْمُ: الهَوْعُ
6 *
، بالفَتْحِ، و الهُوَاعُ ، بالضَّمِّ، و الهَيْعُوَعَةُ ، الأَخِيرَةُ عن اللِّحْيَانيِّ، و الأَوَّلُ و الثّاني عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ، و أَنْشَدَ اللَّيْثُ: