اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي الجزء : 11 صفحة : 55
و بَنُو جَدْعَاءَ[1]و بَنُو جُدَاعَةَ ، كثُمَامَةَ: قَبِيلَتانِ مِنَ العَرَبِ.
و الجَدْعاءُ : ناقَةُ رَسُولِ اللََّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و هي العضْبَاءُ و القَصْوَاءُ، و لَمْ تَكُنْ جَدْعَاءَ و لا عَضْبَاءَ و لا قَصْوَاءَ، و إِنَّمَا هُنَّ أَلْقَابٌ لَها، كما ذَكَرَهُ أَهْلُ السِّيَرِ.
و عَبْدُ اللََّه بنُ جُدْعَانَ ، بالضَّمِّ: جَوادٌ، م، مَعْرُوفٌ، و هُوَ ابنُ جُدْعَانَ بنِ عَمْرِو بنِ كَعْبِ بنِ سَعْدِ بنِ تَيْمِ بنِ مُرَّةَ، و هو وَالِدُ زُهَيْرِ أَبِي مُلَيْكَةَ. و أَخَواه زَيْدُ بنُ جُدْعَانَ و عُمَيْرُ بنُ جُدْعانَ ، فمِنْ وَلَدِ عُمَيْرٍ المُهَاجِرِيّ قُنْفُذُ بنُ عُمَيْرُ و مِنْ وَلَدِ أَبِي مُلَيْكَةَ أَبُو عَزَارَةَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحمََنِ بنِ أَبِي بَكْرِ بنِ عُبَيْدِ اللََّه بن أَبِي مُلَيْكَةَ، 14- و رُبما كانَ يَحْضُرُ النَّبِيُّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم طَعَامَهُ، و كَفَاهُ بذََلِكَ فَخْراً و شَرَفاً، و كَانَتْ لَهُ جَفْنَةٌ يَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا النَّبِيُّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في الإِسْلامِ صَكَّةَ عُمَيًّ. كما وَرَدَ في الحَدِيثِ، و نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ، و كانَتْ هََذِه الجَفْنَةُ يُطْعِمُ فِيهَا في الجَاهِلِيَّةِ، و كانَ يَأْكُل مِنْهَا القائمُ و الرّاكبُ لعِظَمِها، و كانَ لَهُ مُنَادٍ يُنَادِي: هَلُمَّ إِلَى الفَالُوذِ، و إِيّاهُ عَنَى أُمَيَّةُ بنُ أَبِي الصَّلْتِ بِقَوْلِهِ:
لَهُ دَاعٍ بِمَكَّةَ مُشْمَعِلٌّ # و آخَرُ فَوْقَ دَارَتِهِ يُنَادِي
فَأَدْخَلَهُم عَلَى رَبِذٍ يَدَاهُ # بفِعْلِ الخَيْرِ لَيْسَ من الهَدَادِ
و 14- جاءَ في بَعْضِ الأَحَادِيثِ «قَالَتْ عائشَةُ» رَضِيَ اللََّه عنها: يا رَسُولَ اللََّه هَلْ كَانَ ذََلِكَ نافِعَهُ؟قالَ: لا إِنَّهُ لَمْ يَقُلْ يَوْماً: رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ اَلدِّينِ » . .
و يُقَالُ: كَلأٌ جُدَاعٌ ، كغُرَابٍ أَي فيه جَدْعٌ لِمَنْ رَعَاهُ. قالَ رَبِيعَةُ بنُ مَقْرُومٍ الضَّبِّيّ:
فقَدْ أَصِلُ الخَلِيلَ و إِنْ نَآنِي # و غِبُّ عَداوَتِي كَلَأٌ جُدَاعُ
و هو مَثَلٌ، أَي هو مُرُّ بَشِعٌ وَبِيلٌ وَخِمٌ دَوٍ.
و مِنْهُ الجُدَاع للمَوْتِ. بالضَّمِّ أَيْضاً، و هو مَجَازٌ، و ضَبَطَهُ بَعْضُهُم كسَحَابٍ، و إِنَّمَا سُمِّيَ به لأَنَّهُ يُذْهِبُ كُلَّ شَيْءٍ، كأَنَّهُ يَجْدَعُهُ .
و بَنُو جُدَاعٍ ، أَيْضاً: بَطْنٌ مِن العَرَبِ.
وصَيِيُّ جَدِعٌ ، ككَتِف: سَيِءُ الغِذَاءِ، و قَدْ جَدِعَ ، كفَرِحَ، جَدَعاً ، و هو مَجازٌ: قال ابْنُ بَرِّيّ: قال الوَزِيرُ:
جَدِعٌ فَعِلٌ بمَعْنَى مَفْعُولٍ، قال: لا يُعْرَفُ مِثْلُهُ. قَالَ أَوْسُ بنُ حَجَرٍ يرثِي فَضَالَةَ بنَ كَلَدَةَ [2] و يُرْوَى لبِشْرِ بنِ أَبِي خَازِم:
لِيَبْكِكَ الشَّرْبُ و المُدَامَةُ و الـ # فِتْيَانُ طُرًّا و طامِعٌ طَمِعَا
و ذاتُ هِدْمٍ عارٍ نَوَاشِرُهَا # تُصْمِتُ بالماءِ تَوْلَباً جَدِعَا
و قَدْ صَحَّفَ بَعْضُ العُلَمَاءِ هََذِهِ اللَّفْظَةَ: قَالَ الجَوْهَرِيُّ:
و رَوَاهُ المُفَضَّلُ «بالذالِ المُعْجَمَةِ» و رَدَّ عَلَيْهِ الأَصْمَعِيُّ.
قُلْتَ: قالَ الأَزْهَرِيُّ في أَثْنَاءِ خُطْبَةِ كتابِهِ: جَمَعَ سُلَيْمَانُ بنُ عَلِيٍّ الهاشِمِيُّ بالبَصْرَةِ بَيْنَ المُفَضَّلِ الضَّبِّيّ و الأَصْمَعِيّ، فأَنْشَدَ المُفَضَّلُ «و ذَاتُ هِدْمٍ» . و قال آخِرَ البَيْتِ «جَذعا» ففَطِنَ الأَصْمَعِيّ لِخَطَئِهِ، و كانَ أَحْدَثَ سِنًّا منه، فقالَ لَه: إِنَّمَا هو «تَوْلَباً جَذِعاً» و أَرادَ تَقْرِيرَهُ عَلَى الخَطَإِ، فلَمْ يَفْطِنِ المُفَضَّلُ لِمُرادِهِ فقَالَ: و كَذََلِكَ أَنْشَدْتُه، فقَالَ لَهُ الأَصْمَعِيُّ حِينَئِذٍ: أَخْطَأَتَ إِنَّمَا هو تَوْلَباً جَدِعا ، فقالَ لَهُ المُفَضَّلُ: جَذِعَا، جَذِعا و رَفَعَ صَوْتَهُ وَ مَدَّه، فقالَ لَهُ الأَصْمَعِيُّ: لَوْ نَفَخْتَ في الشَّبُّورِ ما نَفَعَكَ، تَكَلَّمْ كَلامَ النَّمْلِ و أَصِبْ، إِنَّمَا هو: جَدِعا ، فقال سُلَيْمَانُ بنُ عَلِيّ:
مَنْ تَخْتَارَانِ أَجْعَله بَيْنَكُمَا؟فاتَّفَقا عَلَى غُلامٍ من بَنِي أَسَدٍ حافِظٍ للشِّعْرِ، فأُحْضِرَ، فعَرَضا عَلَيْه ما اخْتَلَفا فِيهِ، فصَدَّقَ الأَصْمَعِيَّ، و صَوَّب قَوْلَهُ، فقَالَ لَه المُفَضَّلُ: ما الجَدِعُ ؟ فقالَ: السَّيِءُ، الغِذَاءِ. انْتهى.
[1] هو جدعاء بن ذهل بن رومان بن جندب بن خارجة بن سعد بن فُطرة بن طيىء.
[2] عن الكامل للمبرد 3/1400 و البيتان في ديوان أوس ص 55 و بالأصل «فضالة بن لكدة» .
اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي الجزء : 11 صفحة : 55