responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 11  صفحة : 54

ضِئْبُهُ: ما فِيهِ من حَبِّ اللُّؤْلُؤِ، شَبَّهَ قَطَرَانَ الدَّمْعِ به.

مِنْ طَمْحَةٍ [1] صَبِيرُهَا جَحْلَنْجَعِ

و في بَعْضِ النُّسَخِ‌ [2] :

لَمْ يَحْضهَا الجَدْوَلُ بالتَّنَوُّعِ.

هََكَذَا ذَكَرُوه و لَمْ يُفَسِّرُوه. و قَالُوا: القائِلُ أَبو تُرَابِ: كانَ أَبُو الهَمَيْسَعِ‌ -فِيمَا ذُكِرَ- مِن أَعْرَابِ مَدْيَنَ، و ما كُنَّا نَكادُ نَفْهَمُ كَلامَهُ، قالَ: و كانَ يُسَمِّي الكُوزَ [3] المِحْفَى. و قالَ الأَزْهَرِيُّ عن هََذِهِ الكَلِمَة و ما بَعْدَها في أَوّلِ بابِ الرُّبَاعيّ من حَرْفِ العَيْنِ: هََذِه حُرُوفٌ لا أَعْرِفُها، و لَمْ أَجِدْ لَها أَصْلاً في كُتُبِ الثِّقَاتِ الَّذِينَ أَخَذُوا عَنِ العَرَبِ العَارِبَةِ ما أَوْدَعُوا كُتُبَهُمْ، و لَمْ أَذْكُرْها و أَنا أَحُقُّها، و لََكِنْ ذَكَرْتُهَا اسْتِنْداراً لَها، و تَعَجُّباً مِنْهَا، و لا أَدْرِي ما صِحَّتُهَا، و لَمْ أَذْكُرْها هُنَا مَعَ هََذا القَوْلِ إِلاَّ لَئَلاّ يَذْكُرَها ذاكِرٌ، أَو يَسْمَعَها سَامِعٌ فيَظُنَّ بِها غَيْرَ مَا نَقَلْتُ فِيها. و اللََّه أَعْلَمُ.

قال شَيْخُنَا: و قد اخْتَلَفَتْ فيه كَلِمَةُ أَئمَّةِ الصَّرْفِ، و ادَّعَوْا فيه الاسْمِيَّةَ و الفِعْلِيَّةَ، و قالَ الَّذِينَ زَعَمُوا أَنَّهُ فِعْلٌ: لَمْ يَرِدْ فِعْلٌ سُدَاسِيٌّ لَيْسَ أَوَّلُهُ هَمْزَةَ وَصْلٍ غَيْرُ هََذَا اللَّفْظِ، و الفِعْلِيَّةُ فيه-و لا سِيَّما في نَظْمٍ أَبِي الهَمَيْسَعِ-غَيْرُ ظَاهِرَةٍ، و لا فيه ما يَدُلُّ عَلَيْهَا، و اللََّه أَعْلَمُ.

قُلتُ: الَّذِي حَكاهُ الأَزْهَرِيُ‌ [4] عن الخَلِيل بنِ أَحْمَدَ قالَ: الرُّباعِيّ يَكُونُ اسْماً و يَكُونُ فِعْلاً، و أَمَّا الخُمَاسِيُّ فلا يَكُونُ إِلاّ اسْماً، و هو قَوْلُ سِيبَوَيْه و مَنْ قالَ بقَوْلِه، فتَأَمَّلْ.

هََذا ما أَوْرَدَهُ شَيْخُنَا.

جدع [جدع‌]:

الجَدْعُ ، كالمَنْعِ: الحَبْسُ و السّجْنُ، جَدَعْتُه فهو مَجْدُوعٌ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ هُنَا و في الذَّالِ المُعْجَمَةِ أَيْضاً، و قِيلَ: بالذَّالِ مُعْجَمَةٍ هُو المَحْفُوظُ، كما سَيَأْتِي.

و يُقَالُ: جَدَعَ الرَّجُلُ عِيَالَه، إِذا حَبَسَ عَنْهُم الخَيْرَ. قال أَبُوالهَيْثَمِ: الَّذِي عِنْدَنَا في ذََلِكَ أَنَّ الجَدْعَ و الجَذْعَ وَاحِدٌ، و هو حَبْسُ مَنْ تَحْبِسُهُ عَلَى سُوءِ وَلائِهِ‌ [5] ، و عَلَى الإذالةِ مِنْكَ.

و الجَدْعُ : القَطْعُ البائنُ، و قِيلَ: هُوَ قَطْعُ الأَنْفِ، أَو الأُذُنِ، أَو اليَدِ، أَو الشَّفَة و نَحْوِهَا. يُقَالُ: جَدَعَهُ يَجْدَعُهُ فهو جادِعٌ ، و قَدْ جَدِعَ جَدَعاً ، فهو أَجْدَعُ بَيِّنُ الجَدَع ، مُحَرَّكةً، و الأُنْثَى جَدْعاءُ . قالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ الكِلابَ و الثَّوْرَ:

فانْصَاعَ مِنْ حَذَرٍ و سَدَّ فُرُوجَهُ # غُبْرٌ ضَوارٍ: وَافِيانِ و أَجْدَعُ

أَجْدَعُ ، أَي مَقْطُوعُ الأُذُنِ، وَافِيَان: لم يُقْطَعْ من آذانِهِمَا شَيْ‌ءٌ. قُلْتُ: و يُرْوَى‌

... «فاهْتَاجَ مِن فَزَعِ» [6] .

و غُبْرٌ: طوال و في رِوَايَةٍ:

«غُبْسٌ ضوارٍ» ..

أَيْ لَمَّا أَفْزَعَتْه الكِلابُ عَدَا عَدْواً شَدِيداً، فكانَ ذََلِكَ العَدْوُ هو الَّذِي سَدَّ فُرُوجَهُ، إِلاَّ أَنَّ اللَّفْظَ للْكِلابِ و المَعْنَى علَى العَدْوِ، هََذَا قَوْلُ الأَصْمَعِيّ، كما في شَرْحِ الدِّيوانِ. و قِيلَ: لا يُقَالُ: جَدِعَ ، و لََكِنْ جُدِعَ من المَجْدُوع .

و الجَدَعَةُ ، مُحَرَّكةً: ما بَقِيَ‌ مِنْهُ‌ بَعْدَ الجَدْعِ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، و هي مَوْضِعُ الجَدْعِ ، و كَذََلِكَ العَرَجَةُ مِنَ الأَعْرَجِ، و القَطَعَةُ مِنَ الأَقْطَعِ.

و الأَجْدَعُ : الشَّيْطَانُ، قال الفَرّاءُ: يُقال: هو الشَّيْطَانُ، و المارِدُ، و المارِج، و الأَجْدَعُ .

و الأَجْدَعُ : وَالِدُ مَسْرُوقٍ التّابِعِيِّ الكَبِيرِ، هو أَبو عَائِشَةَ مَسْرُوقُ بنُ الأَجْدَعِ بنِ مالِكِ بن أُمَيَّةَ بنِ عَبْدِ اللََّه بنِ مُرِّ بنِ سَلامانَ بنِ مَعْمَرِ بنِ الحارِثِ بنِ سَعْدِ بنِ عبْدِ اللََّه بنِ وَدَاعَةَ [7] الهَمْدَانِيُّ، ثمّ الوَدَاعِيُّ الكُوفِيُّ، مِنْ ثِقَاتِ التابعين، و غيَّرَهُ عُمَرُ بنُ الخطَّابِ رَضِيَ اللََّه تَعالَى عنه و سَمَّاهُ عَبْدَ الرَّحْمََنِ، و 17,14- رُوِيَ عَنْ مَسْرُوقٍ أَنَّه قَالَ : قَدِمْتُ على عُمَرَ، فقالَ لِي: ما اسْمُك؟فقُلْتُ: مَسْرُوقُ بنُ الأَجْدَعِ ، فَقَالَ: أَنْتَ مَسْرُوقُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمََنِ. حَدَّثَنا رَسُولُ اللََّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أَنَّ الأَجْدَعَ شَيْطَانٌ. فكانَ اسْمُه فِي الدّيوانِ مَسْرُوقَ بن عَبْدِ الرَّحْمََنِ.

و جُدَيْعٌ ، كزُبَيْرٍ: عَلَمٌ.


[1] في اللسان: و طمحةٍ.

[2] بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: و في بعض النسخ أي زيادة على الشطر الثلاث (كذا) شطر رابع و هو لم يحضها... الخ» .

و الشطر في اللسان و التكملة و التهذيب.

[3] في التهذيب و اللسان: «الكُور» بالراء.

[4] انظر التهذيب 3/262 أول كتاب الرباعي من حرف العين.

[5] التهذيب: «ولايةٍ» و الأصل كاللسان.

[6] و هي رواية ديوان الهذليين 1/12.

[7] في جمهرة ابن حزم: وادعة.

اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 11  صفحة : 54
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست