و فِيهِ نَظَرٌ من وَجْهَيْنِ، الأَوّل: أَنَّ الثّانِيَ هُوَ هَجَنَّعٌ، كعَمَلَّسٍ [4] ، هََكَذَا ضَبَطَهُ الذَّهَبِيُّ، و ابنُ فَهْدٍ، و ما ذَكَرَهُ المُصَنِّفُ تَصْحيفٌ، و الثّانِي: أَنَّ الَّذِي صَحَّ عِنْدَهُمْ أَنَّ حَدِيثَهُ مُرْسَلٌ، و لا صُحْبَةَ لَهُ، و قالَ أَبو حاتِمٍ [5] : حَدِيثُه عَنْ عَلِيٍّ مُرْسَلٌ، فتَأَمَّلْ ذََلِك.
و هجَعَ الطَّعَامُ جُوعَهُ: كَسَرَهُ ، و كذََلِكَ هَجَأَهُ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ، كأَهْجَعَهُ إِهْجَاعاً ، كأَهْجَأَه ، فَهَجَعَ جُوعُه، أَي انْكَسَرَ، و لَمْ يَشْبَعْ بَعْدُ، لازِمٌ مُتَعَدٍّ ، و عَلَى لُزُومِه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ، و رَواهُ غَيْرُه عن ابْنِ شُمَيْلٍ، و ذَكَرَ أَهْجَعَه فِي المُتَعَدِّي.
و طَرِيقٌ تَهْجَعُ ، كتَمْنَع: واسِعٌ ، عن ابْنِ عَبّادٍ.
و رَكِبَ الرَّجُلُ هَجاعِ ، كقَطامِ، أَي: رَكِبَ رأْسَه، كهَجَاجِ عن العُزَيْرِيِّ، و أَنْشَدَ:
و قَدْ رَكِبُوا عَلَى لَوْمِي هَجَاعِ
و قالَ الصّاغَانِيُّ: هو تَصْحِيفٌ، صَوابُه هَجاجِ ، و كَذََلِكَ هُوَ فِي الشِّعْرِ، و هو للمُتَمَرِّسِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمََنِ الصُّحَارِيّ، و صَدْرُه:
فلا تَدَعِ اللِّئامُ سَبِيلَ غَيٍ
و ممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
نِسَاءُ هُجَّعٌ ، و هُجُوعٌ ، و هَوَاجِعُ ، و هَوَاجِعَاتٌ : جَمْعُ الجَمْعِ.
و هَجَّعَ القَوْمُ تَهْجِيعاً : نامُوَا، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.
و طَرَقَنِي بَعْدَ هَجْعٍ مِنَ اللَّيْلِ، و هَجْعَةٍ مِنْهُ، أَيْ: طائِفَةٍ مِنْهُ.