responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 11  صفحة : 511

الكَثِيرُ العَطَاءِ الَّذِي يَسَعُ لِمَا يُسْأَلُ‌ ، قالَ ابنُ الأَنْبَارِيِّ: و هََذَا قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ، أَو هُوَ المُحِيطُ بكُلِّ شَيْ‌ءٍ ، مِنْ قَوْلِهِ: وَسِعَ كُلَّ شَيْ‌ءٍ عِلْماً أَو هُوَ الَّذِي وَسِعَ رِزْقُه جَمِيعَ خَلْقِه‌ ، و وَسِعَتْ رَحْمَتُه كُلَّ شَيْ‌ءٍ ، و لِكُلِّ شَيْ‌ءٍ، وَ عَلَى كُلِّ شَيْ‌ءٍ.

و واسِعُ بنُ حَبّانَ‌ الأَنْصَارِيُّ بفَتْحِ الحاءِ في صُحْبَتِهِ خِلافٌ‌ ، قُتِلَ يَوْمَ الحَرَّةِ، و أَخُوه: يَحْيَى بنُ حَبّانَ رَوَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ، و ابْنِ عَبّاسٍ، و عَنْهُ ابْنُه مُحَمَّدٌ، و مُحَمَّدٌ هََذا مِنْ شُيُوخِ مالِكٍ، و حَبّانُ بنُ واسِعِ بنِ حَبّانَ، عَنْ أَبِيهِ، و عَنْ عَمِّهِ، و عَنْهُ ابنُ لَهِيعَةَ، و قد تَقَدَّمَ ذِكْرُه في «ح ب ب» .

و الوُسْعُ ، مُثَلَّثَةً: الجِدَةُ ، و الغِنَى، و الرَّفاهِيَةُ، عَلَى المَثَلِ، و الطَّاقَةُ، كالسَّعَةِ بالفَتْحِ، و قِيلَ: هُوَ قَدْرُ جِدةِ الرَّجُلِ، و قُدْرَةُ ذاتِ اليَدِ، و الهاءُ فِي السَّعَةِ عِوَضٌ عن الواوِ ، كَما مَرَّ فِي عِدَةٍ، و سَيَأْتِي فِي زِنَةٍ كَذََلِكَ.

و قالَ اللَّيْثُ: الوَسَاعُ كسَحَابٍ: النَّدْبُ‌ لِسَعَةِ خُلُقهِ، و قَدْ مَرَّ لَهُ أَنَّ النَّدْبَ يُطْلَقُ عَلَى الخَفِيفِ في الحاجَةِ، و السَّرِيعِ الظَّرِيفِ النَّجِيبِ، و مِنْهُ قَوْلُهُم: أَراكَ نَدْباً فِي الحَوَائِجِ.

و الوَساعُ مِنَ الخَيْلِ: الجَوَادُ، أَو الواسِعُ الخَطْوِ و الذَّرْعِ‌ يُقالُ: فَرَسٌ وَسَاعٌ ، قالَ المُسَيَّبُ بنُ عَلَسٍ:

فتَسَلَّ حاجَتَها إِذا هِيَ أَعْرَضَتْ # بخَمِيصَةٍ سُرُحِ اليَدَيْنِ وَساعِ

كالوَسِيع ، و قَدْ وَسُعَ ، ككَرُمَ، وَ ساعَةً ، و سَعَةً : اتَّسَعَ فِي السَّيْرِ.

و وَسِيعٌ : ماءٌ و في الصِّحاحِ: ماءَانِ‌ [1] بَيْنَ بَنِي سَعْدٍ و بَنِي قُشَيْرٍ ، و هُمَا الدُّحْرُضانِ اللَّذَانِ في شِعْرِ عَنْتَرَةَ:

شَرِبَتْ بماءِ الدُّحْرُضَيْنِ فأَصْبَحَتْ # زَوْرَاءَ تَنْفِرُ عَنْ حِياضِ الدَّيْلَمِ‌

و قَالَ الأَزْهَرِيُّ: وَسِيعٌ : ماءٌ لبَنِي سَعْدٍ، و أَنْشَدَ الصّاغَانِيُّ قَوْلَ الشّاعِرِ:

مُقِيمٌ عَلَى بَنْبانَ يَمْنَعُ ماءَهُ # و ماءُ وَسِيعٍ ماءُ عَطْشَانَ مُرْمِلِ‌ [2]

و يَسَعُ ، كيَضَعُ: اسم‌ نَبِيٍّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ مِنْ وَلَدِ هارُونَ عليهِ السّلامُ، و هُوَ اسْمٌ‌ أَعْجَمِيٌّ أُدْخِلَ عليهِ الْ، و لا يَدْخُلُ عَلَى نَظَائِرِه كيَزِيدَ ، و يَعْمَرَ، و يَشْكُرَ، إِلاّ فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ، كمَا فِي الصِّحاحِ، و قُرِى‌ءَ و اللَّيْسَعَ [3] بلامَيْنِ‌ ، و هي قِرَاءَةُ حَمْزَةَ و الكِسَائِيِّ و خَلَفٍ، و الباقُونَ بلامٍ واحِدَةٍ.

و أَوْسَعَ الرَّجُلُ: صارَ ذا سَعَةٍ و غِنًى، و هو مَجَازٌ، و مِنْهُ قولُه تَعالَى: عَلَى اَلْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَ عَلَى اَلْمُقْتِرِ قَدَرُهُ [4] .

و يُقَالُ: أَوْسَعَ اللَّهُ تَعالَى عَلَيْهِ‌ ، أَي: أَغْنَاهُ‌ ، كما في الصِّحاحِ، كوَسَّعَ عليهِ‌ تَوْسِيعاً ، و هُوَ مَجازٌ، و قَوْلُه تَعالَى:

وَ اَلسَّمََاءَ بَنَيْنََاهََا بِأَيْدٍ وَ إِنََّا لَمُوسِعُونَ [5] أَي: أَغْنِيَاءُ قادِرُونَ‌ ، من أَوْسَعَ : صارَ ذا سَعَةٍ ، كَمَا في الصِّحاحِ.

و تَوَسَّعُوا في المَجْلِسِ‌ أَي: تَفَسَّحُوا ، كما في العُبابِ و الصِّحاحِ.

و وَسَّعَهُ تَوْسِيعاً : ضِدُّ ضَيَّقَه‌ ، كما في الصِّحاحِ، فاتَّسَعَ ، و اسْتَوْسَعَ : صار واسِعاً ، كما في الصِّحاح.

*و مِمّا يُسْتَدْرَكُ عليهِ:

التَّوْسِعَةُ : السَّعَةُ ، و به سَمَّى ابنُ السِّكِّيتِ كِتابَهُ، و قد مَرَّ ذِكْرُه.

و وَسِعَه يَسِعُه ، كوَرِثَ يَرِثَ، لُغَةٌ قَلِيلَةٌ. و وَسُعَ الشْيْ‌ءُ، ككَرُمَ، فهُوَ وَسِيعُ ، و وَسِعَ كفَرِحَ، اتّسع [6] .

و سَمِعَ الكِسَائِيُّ: ياتَسِعُ ، أَرادُوا: يَوْتَسِعُ، فأَبْدَلُوا الواوَ أَلِفاً طَلَباً للخِفَّةِ، كما قالُوا: ياجَلُ و نَحْوُه، و يَتَّسِعُ أَكْثَرُ و أَقْيَسُ.

و اسْتَوْسَعَ الشَّيْ‌ءَ: وَجَدَهُ واسِعاً ، و طَلَبَه واسِعاً .

و أَوْسَعَه صَيَّرَهُ واسِعاً ، و قِيلَ فِي قَوْلِه تَعالَى: وَ إِنََّا لَمُوسِعُونَ أَي جَعَلْنا بَيْنَها و بَيْنَ الأَرْضِ سَعَةً ، جَعَلَ أَوْسَعَ بمَعْنَى وَسَّعَ .

و وَسَعَ عَلَيْهِ يَسَعُ سَعَةً و وَسَّعَ ، كِلاهُمَا: رَفَّهَهُ و أَغْنَاهُ.


[1] في الصحاح: و وسيعُ و دُحْرُضٌ: ماءان....

[2] البيت في معجم البلدان «الوشيع» قال: و الوشيع موضع في قول الحطيئة الشاعر، و ذكر البيت مع بيت آخر قبله برواية: و ماء وشيع.

[3] من الآية 86 من سورة الأنعام.

[4] سورة البقرة الآية 236.

[5] سورة الذاريات الآية 47.

[6] كذا بالأصل، و الذي في اللسان: و اتّسع: كوسِع و سمع الكسائي:

الطريق يا تَسِعُ....

اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 11  صفحة : 511
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست