اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي الجزء : 11 صفحة : 51
يَبْلُغَ عَدَدُهَا ما يَجِبُ فِيه التِّيعَةُ لمَنَعَهُ صاحِبُ المالِ، فلَمَّا وَجَبَ فيه الحَقُّ تاعَ إِلَيْه المُصَدِّقُ، أَيْ عَجِلَ. و تاعَ رَبُّ المالِ إِلى إِعْطَائهِ فجادَ به. قالَ: و أَصْلُه من التَّيْعِ ، و هو القَيْءُ.
و قَال أَبُو عُبَيْدٍ: التَّيعَةُ : اسْمٌ لأَدْنَى ما يَجِبُ فيه الصَّدَقَةُ، أَي الزَّكَاةُ مِن الحَيَوَانِ، و كَأَنَّهَا الجُمْلَةُ الَّتِي للسُّعَاةِ إِلَيْهَا ذَهَابٌ، و نَصُّ أَبِي عُبَيْدٍ: عَلَيْهَا سَبِيلٌ، مِنْ تاعَ يَتِيعُ ، إِذا ذَهَبَ إِلَيْهِ، كالخَمْسِ مِنَ الإِبِلِ، و الأَرْبَعِينَ مِنَ الغَنَمِ.
و قال ابنُ الأَعْرَابِيّ: التّاعَةُ : الكُتْلَةُ من اللَّبَاءِ الثَّخِينَةِ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ.
و في نَوَادِرِ الأَعْرَابِ: رَجُلٌ تَيِّع ككَيِّسٍ، و تَيَّعانُ مُحَرَّكَةً مُشَدَّدَةً، و كَذََلِكَ تَيِّحٌ و تَيَّحان، و تَيِّقٌ و تَيَّقَان [1] ، أَيْ مُتَسَرِّعٌ إِلَى الشَّرِّ أَوْ إِلَى الشَّيْءِ مِنْ قَوْلِهِمْ: تَاعَ إِلَى الشَّيْءِ، أَيْ عَجِلَ إِلَيْهِ.
و الأَتْيَعُ : المُتَتايعُ ، أَي المُتَسَارعُ في الحُمْقِ، أَو الذَّاهِبُ فيه.
و الأَتْيَعُ من الأَمَاكِنُ: ما يَجْرِي السَّرَابُ عَلَى وَجْهِهِ.و أَتَاعَ الرَّجُلُ إِتاعَةً فهو مُتِيعٌ : قاءَ، و الْقَيْءُ مُتَاعٌ . نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، و أَنْشَدَ للقُطَامِيّ يَذْكُرُ الجِرَاحَاتِ:
و ظَلَّتْ تَعْبِطُ الأَيْدِي كُلُوماً # تَمُجُّ عُرُوقُها عَلَقاً مُتَاعَاً
و أَتاعَ القَيءَ: أَعَادَهُ، و كَذََلِكَ أَتاعَ دَمَهُ فتَاعَ تُيُوعاً .
و قالَ أَبُو عُبَيْدٍ: التتَايُع : التَّهَافُتُ في الشَّيْءِ، و المُتَايَعَةُ عَلَيْه، يُقَالُ للقَوْم: قد تَتَايَعُوا [2] في الشَّيْءِ إِذا تَهَافَتُوا فيه، و سارَعُوا إِلَيْه، و به فُسِّرَ 16- الحَدِيثُ : «ما يَحْمِلُكُمْ عَلَى أَنْ تَتايَعُوا في الكذبِ كما يتَايعُ الفَرَاشُ فِي النّارِ» .و قيلَ: هو الإِسْرَاعُ فِي الشَّرِّ، و لا يَكُونُ إِلاّ فِي الشَّرِّ، كما في الصّحاح.
و قال الأَزْهَرِيّ: و لم نَسْمَعِ التَّتَايُعَ في الخَيْرِ، و قِيلَ:
التَّتَايُع في الشَّرِّ كالتَّتَايُعِ في الخَيْرِ، و يقال في التَّتَايُعِ : إِنَّهُ اللَّجَاجَةُ، و قِيلَ: هو التَّهَافُتُ فيه، كما في الصّحاح، كالتَّتَيُّع ، عن ابن عَبّادٍ، و هو في نَوَادِرِ الأَعْرَابِ. يُقَالُ: تَتَيَّع عَلَيَّ فُلانٌ. قالَ: و تَتَايَعَ لِلْقِيَامِ، إِذَا اسْتَقَلَّ له، و أَنْشَدَ:
فلَهَّفَ أُمَّه لَمَّا رَآهَا # تَنُوءُ و لا تَتَايَعُ لِلْقِيَامِ
و اتَّايَعَتِ الرِّيحُ بالوَرَقِ: إِذا ذَهَبَتْ به. قال الأَزْهَرِيّ:
و أَصْلُه تَتَايَعَت به. قال أَبُو ذُؤَيْبٍ يَذْكُرُ عَقْرَهُ نَاقَتَهُ، و أَنَّهَا كَاسَتْ فخَرَّتْ علَى رَأْسها:
و لا أَسْتَتِيع بمَعْنَى: لا أَسْتَطِيعُ، عن ابنِ عَبّادٍ، و هِيَ لُغَةٌ، أَو لُثْغَةٌ، أَو بَدَلٌ.
*و ممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
التَّيْعُ : ما يَسِيلُ علَى وَجْهِ الأَرْضِ مِن جَمَدٍ ذَائبٍ و نَحْوِهِ.
و شَيْءٌ تَائعٌ : مَائعٌ.
و تَتَيَّعَ [4] المَاءُ: انْبَسَطَ علَى وَجْهِ الأَرْض.
و تَاعَ السُّنْبُلُ: يَبِسَ بَعْضُهُ و بَعْضُهُ رَطْبٌ.
و السَّكْرَانُ يَتَتَايَعُ : يَرْمِي بنِفْسِهِ سَرِيعاً مِنْ غَيْرِ تَثَبُّتٍ، و كَذا الحَيْرَانُ و قِيلَ: و التَّتابُعُ: الوُقُوعُ في الشَّرِّ مِن غَيْرِ فِكْرَةٍ و لا رَوِيَّةٍ.
و تَتَايَعَ الجَمَلُ في مَشْيِهِ فِي الحَرِّ، إِذا حَرَّكَ أَلْواحَهُ حَتَّى يَكاد يَنْفَكُّ.
[1] ضبطت الألفاظ تيّعان و تيّحان و تيّقان بدون تنوين كما في القاموس و التهذيب و اللسان، و ضبطها الصاغاني في التكملة، جميعها، بالتنوين.
[2] نصفه في النهاية: «لا تتايعوا في الكذب» و الأصل كاللسان و بهامشه:
قوله: أن تتابعوا أصله بثلاث تاءات حذف إحداها كالواجب كما يستفاد من هامش النهاية.
[3] ديوان الهذليين 1/38-39 في شعر أبي ذؤيب، و فيه: «لرجلها» بدل «لساقها» و «ذكراً» بدل «حمداً» .