اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي الجزء : 11 صفحة : 5
و لا يُقَالُ: امْرَأَةٌ إِمَّعَةٌ . فإِنَّهُ خَطَأٌ، أَو قَدْ يُقَالُ، حَكَاه الجَوْهَرِيّ عن أَبِي عُبَيْدٍ.
و تَأَمَّعَ الرَّجُلُ، و اسْتَأْمَعَ : صَارَ إِمَّعَةً ، و رِجالٌ إِمَّعُونَ ، و لا يُجْمَعُ بالأَلِفِ و التّاء [1] .
فصل الباءِ
مع العين
بتع [بتع]:
البِتْعُ ، بالكَسْرِ، و كعِنَبٍ، مِثَالُ قِمْعٍ و قِمَع: نَبِيذُ العَسَل، كَما في الصّحاحِ، و زادَ غَيْرُهُ: المُشْتَدُّ. و فِي العَيْنِ: نَبِيذٌ يُتَّخَذُ من عَسَلٍ كَأَنَّهُ الخَمْرُ صَلابَةً، يُكْرَهُ شُرْبُهْ، أَوْ هو سُلالَةُ العِنَبِ، قالَهُ ابنُ عَبّادٍ. و قالَ بَعْضُهُم:
سُمِّيَ بذََلِكَ لشِدَّة فيه، من البَتَعِ ، و هو شِدَّةُ العُنُقِ. أَو بالكَسْرِ: الخَمْرُ و قالَ أَبو حَنِيفَةَ: الخَمْرُ المُتَّخَذُ من العَسَلِ، فأَوْقَعَ الخَمْرَ عَلَى العَسلِ، و هي لُغَةٌ يَمَانِيَّةٌ. و 14- في الحَدِيثِ : «سُئِل النَّبِيُّ صلى اللّه عليه و آله و سلّم عن البِتْع فَقَالَ: كُلُّ شَرَابٍ أَسْكَرَ [2] فهو حَرامٌ» . و 17- عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيّ رَضِيَ اللّه تَعالَى عَنْه أَنَّهُ خَطَبَ فقالَ : «خَمْرُ المَدِينَةِ من البُسْرِ و التَّمْرِ، و خَمْرُ أَهلِ فارِسَ من العِنَبِ، و خَمْرُ أَهْلِ اليَمَنِ البِتْعُ ، و هو من العَسَلِ، و خَمْرُ الحَبَشِ السُّكْرُكَةُ» .
و البَتِعُ : الطَّويلُ من الرِّجَالِ، ظاهِرُ سِيَاقِهِ أَنَّهُ بالكَسْرِ، و هو خَطَأٌ، و الصَّوَابُ فيه البَتِعُ ككَتِفٍ، و امْرَأَةٌ بَتِعَةٌ : طَوِيلَةٌ، كما في اللِّسَانِ.
و البَتَعُ ، بالتَّحْرِيكِ: طُولُ العُنُقِ مع شِدَّةِ مَغْرِزِهَا: تَقُولُ منهُ: بَتِعَ الفَرَسُ، كفَرِحَ، بَتَعَاً فهو بَتِعٌ ، ككَتِفٍ، و هي بَتِعَةٌ ، قالَهُ الأَصْمَعِيّ. و قَدْ سَهَا هُنَا عن اصْطِلاحِهِ و هو قَوْلُه: و هي بهاءٍ. و يُقَالُ أَيْضاً: عُنُقٌ بَتِعٌ و بَتِعَةٌ : شَدِيدَةٌ.
و قيل: مُفْرَطَةٌ في الطّولِ.
و قال ابنُ الأَعْرَابِيّ: البَتِعُ : الطّوِيلُ العُنُقِ، و التَّلِعُ:
الطَّوِيلُ الظَّهْرِ. و قالَ ابنْ شُمَيْلٍ: مِن الأَعْنَاقِ البَتِعُ ، و هو الغَلِيظُ الكَثِيرُ اللَّحْمِ الشَّدِيدُ. و قالَ: و منها الرّهِيفُ [3] ، و هوالدَّقِيقُ. و يُقَالُ: البَتَعُ فِي العُنُق: شِدَّتُهُ، و التَّلَعُ: طُولُهُ.
و أَنْشَدَ الصّاغَانِيُّ لسَلامَةَ بنَ جَنْدَلَ يَصِفُ فَرسَاً:
و قالَ اللَّيْثُ: رُسْغٌ أَبْتَعُ أي مُمْتَلِىءٌ. و أَنْشَدَ لرُؤْبَة:
و قَصَباً فَعْماً و رُسْغاً أَبتَعَا
قالَ الصّاغَانِيُّ: و لَيْسَ لِرُؤْبَةَ كما قالَ اللَّيْثُ. و قالَ ابنُ بَرِّيّ: كَذا وَقَعَ، و أَظُنُّهُ: «وَ جيداً أَبْتَعَا » .
و قالَ اللَّيْثُ أَيْضاً: البَتِعُ ، ككَتِفٍ: الشَّدِيدُ المَفَاصِلِ و المَوَاصِل مِنَ الجَسَدِ. و قال غَيْرُهُ: و البَتِعُ من الرِّجَالِ كذََلِكَ، و فِعْلُهُ بَتِعَ ، كفَرِحَ، و هو بَتِعٌ و أَبْتَعُ : اشْتَدَّتْ مَفَاصِلُهُ، و هي بَتْعَاءُ و بَتِعَةٌ ، و ج: بُتْعٌ ، بالضَّمِّ.و قالَ ابنُ عَبَّادٍ: بَتَعَ في الأَرْضِ: تَبَاعَدَ. قالَ: و بتَع مِنْهُ بُتُوعاً ، بالضَّمِّ: انْقَطعَ، كانْبَتَعَ ، و هََذِه عَنْ أَبِي مِحْجَنٍ، كانْبَتَلَ.
و بَتَعَ النَّبِيذَ يَبْتَعُ ، من حَدِّ ضَرَبَ: اتَّخَذَهُ و صَنَعَهُ كنَبَذَهُ يَنْبِذُه، قالَهُ ابنُ عَبّادٍ.
و قالَ ابنُ شُمَيْلٍ: بَتِعَ فُلانٌ بِأَمْرٍ لَمْ يُؤَامِرْنِي فيه، كفَرِحَ، أَيْ قَطَعَهُ دُونِي. قال أَبُو وَجْزَةَ السَّعْدِيُّ:
بانَ الخَلِيطُ و كانَ البَيْنُ بَائجَةً # و لَمْ نَخَفْهُمْ عَلَى الأَمْرِ الَّذِي بَتِعُوا
و شَفَةٌ بَاثِعةٌ بالمُثَلَّثَةِ لا غَيْرِ، و وَهِمَ مَنْ قَالَ بالمُثَنَّاة، و هو ابنُ عبّاد في المُحِيطِ، و قَدْ رَدَّ عَلَيْه الصّاغَانِيّ [4] .
و تَقُولُ: جَاءُوا كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ، أَكْتَعُونَ، أَبْصَعُون، أَبْتَعُونَ ، و هِيَ إِتْبَاعَاتٌ لأَجْمَعِينَ، لا يَجِئْنَ إِلاَّ عَلَى إِثْرِهَا، و في العُبابِ: بِأَثَرِهِ، أَوْ تَبْدَأُ بأَيَّتِهنَّ شِئْتَ بَعْدَهَا، قالَهُ ابنُ كَيْسَانَ، و في الصّحاح: و أَبْتَعُ : كَلِمَةٌ يُؤَكَّدُ بِهَا، تَقُولُ:
و النِّسَاءُ كُلُّهُنَّ جُمَعُ، كُتَعُ، بُصَعُ، بُتَعُ ، و القَبِيلَة كُلُّها جَمْعَاءُ، كَتْعَاءُ، بَصْعَاءُ، بَتْعَاءُ . و هََذا التَّرْتِيبُ غَيْرُ لازِمٍ،
____________
(1) زيد في التهذيب عن الليث قال: و الفعل من إمعّة: تأمّع الرجل و استأمع. و انظر التكملة و اللسان.
(2) في النهاية و اللسان و التهذيب: مسكر.
(3) في التهذيب و اللسان: المرهف.
(4) كذا، بالأصل، و الذي في التكملة و لم يعزها: «و شفة باتعة لغة في باثعة» يعني اقراره المثناة لغة في المثلثة، و لعل ما ورد بالأصل جاء في كتابه الآخر العباب.
اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي الجزء : 11 صفحة : 5