فهو تَرِيعٌ ، هََكَذا في النُّسَخِ، و صَوَابُه فهو تَرِعٌ ، كما في العُبَابِ و اللِّسَان.
و تَرَعَهُ عن وَجْهِه، كمَنَعَه: ثَناهُ و صَرَفَهُ، كَمَا في اللِّسَانِ، و عَزاهُ الصّاغَانيّ لابْنِ عَبّادٍ.
و ترعز تَرْعُعُوزٍ : ة، بِحَرّانَ [2] ، و النِّسْبَةُ إلَيْهَا: ترعز تَرْعُوزِيّ ، تَخْفِيفاً، و في العُبَابِ: ترعز تَرْعَزِيّ ، و قد أشارَ المُصَنِّف لِذََلِكَ في «ترعز» .
و حَوْضٌ تَرَعٌ ، مُحَرَّكَةً: مُمْتَلِئٌ، و كَذََلِكَ كُوزٌ تَرَعٌ ، كِلاهُمَا تَسْمِيَةٌ بالمَصْدَرِ، و القِيَاسُ تَرعٌ ، كَكَتِفٍ.و يُقَالُ: حَجَبَهُ التَّرَّاعُ ، كشَدَّادٍ، أي البَوَّابُ، عن ثَعْلَبٍ.
قَالَ هُدْبَةُ بنُ الخَشْرَمِ:
يُخَيِّرنِي تَرَّاعُهُ بَيْنَ حَلْقَةٍ # أزُومٍ إذا عَضَّتْ و كَبْلٍ مُضَبَّبِ
كَذا في الصّحاحِ. و في العُبَابِ: «إذا شُدَّتْ» . و قالَ ابنُ بَرِّيّ: و الَّذِي في شِعْرِهِ «يُخَبّرُنِي حَدّادُهُ» .
و التَّرّاعُ من السَّيْلِ: مَالِىءُ الوَادِي، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، كالأَتْرَعِ : يُقَالُ: سَيْلٌ تَرّاعٌ و أتْرَعُ . قَالَ رُؤَبَةُ:
فافْتَرَشُوا الأَرْضَ بسَيْلٍ أتَرْعَا
و وَقَعَ في الصّحاحِ و المُجْمَلِ لابْنِ فارِسٍ و المَقَايِيس أيْضاً:
فافْتَرَشَ الأَرْضَ بسَيْرٍ أتْرَعَا
قال الصّاغانِيُّ: و فِيه غَلَطان، أحَدُهُما تَوْحِيدُ افْتَرَشَ، و الثّانِي قَوْلُه: بسَيْرٍ.
قُلْتُ: و قَالَ بَعْضُهُمْ: هو لِلْعَجّاج، و صَوَّبَ ابنُ بَرّيّ أنَّهُ لِرُؤْبَةَ: قَالَ: و الَّذِي في شِعْرِه بسَيْلٍ «بالّلامِ» و بَعْدَهُ:
يَمْلأُ أجْوَافَ البِلادِ المَهْيَعا
قالَ و أتْرَعَ : فِعْلٌ مَاضٍ، قالَ و وَصَفَ بَنِي تَمِيمٍ و أنَّهُمْ افْتَرَشُوا الأَرْضَ بعَدَدٍ كالسَّيْل كَثْرَةً، و منه: سَيْلٌ أتْرَعُ ، أي يَمْلأُ الوَادِيَ.
و رَوَى الأَزْهَرِيُّ عن الكِلاَبِيِّينَ، كما في اللّسَانِ، و في العُبَاب: و قالَ أبُو زَيْد: رَجُلٌ [3] ذو مَتْرَعَةٍ : إذا كانَ لا يَغْضَبُ و لا يَعْجَلُ. قال الأَزْهَرِيّ: و هََذا ضدُّ التَّرَعِ . قَالَ الصّاغَانِيّ: لَمْ يَزِدْ و لَمْ يَرُدّ عَلَيْهِ، و سُكُوتُه عَلَى مَا قَالَ دَلِيْلٌ عَلَى أنَّهُ عِنْدَه من الأَضْدادِ، و لا شَكَّ أنَّه تَصْحِيفُ المَنْزَعَةِ، بالنُّونِ و الزَّايِ.
و تَرَّعَ البَابَ تَتْرِيعاً: أغْلَقَهُ، و 17- رَوَى الأَزْهَرِيُّ بسَنَدِهِ عن حَمّادِ بنِ سَلَمَةَ أنَّهُ قالَ : قَرَأْتُ في مُصْحَفِ أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ:
و تَرَّعَتِ الأَبْوَاب [4] قالَ: هو في مَعْنَى غَلَّقَتِ اَلْأَبْوََابَ .
قُلْتُ: و هي أيْضاً قِرَاءَةُ أنَسٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ، و قِرَاءَةُ أبِي صالِحٍ، كما في العُبَاب.
و تَتَرَّعَ بِهِ إلَى الشَّرِّ: نَزَعَ [5] ، هََكَذَا في سَائر النُّسَخِ، و الَّذِي في الصّحاح: و تَتَرَّع إلَيْهِ بالشَّرِّ، أيْ تَسَرَّعَ، و مِثْلُه في اللّسَانِ و العُبَابِ [6] ، و أنْشَدَ في الأَخِيرِ لرُؤْبَةَ:
إنّا إذا أمْرُ العِدَا تَتَرَّعا # و أجْمَعَتْ بالشَّرِّ أنْ تَلَفَّعا
حَرْبٌ تَضُمُّ الخَاذِلِينَ الشُّسَّعا
و اتَّرَعَ الإِنَاءُ، كافْتَعَلَ: امْتَلأَ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ:
*و ممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:
حَوْضٌ مُتْرَعٌ : مَمْلُوءٌ، و جَفْنَةٌ مُتْرَعَةٌ .
و أُتْرِعَ الإِنَاءُ و تَرِعَ ، و أنْكَرَ اللَّيْثُ الأَخِيرَ، و جَوَّزَهُ الجَوْهَرِيّ و الزّمَخْشَرِيّ.