responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 11  صفحة : 393

أَيّامِ الرَّبِيعِ، خَشْنَاءُ الوَرَقِ، لَها نَوْرٌ أَحْمَرُ مثلُ الشّرَارِ، صِغارٌ وَرَقُها، تَراها مُسْتَعْلِياتٍ من فَوْقُ، و ثَمَرَتُهَا مُقَفَّعَةٌ مِنْ تَحْتُ، قالَهُ اللَّيْثُ، و قالَ الأَزْهَرِيُّ: هي من أَحْرَارِ البُقُولِ، رأَيْتُها بالبَادِيَةِ [1] ، و قد ذَكَرَها زُهَيْرٌ في شِعْرِه، فقال:

جُونِيَّةٌ كحَصاةِ القَسْمِ مَرْتَعُها # بالسِّيِّ ما يُنْبِتُ القَفْعَاءُ و الحَسَكُ‌

أَو هي‌ شَجَرَةٌ يَنْبُتُ فِيها حَلَقٌ كحَلَقِ الخَوَاتِيمِ، إِلاّ أَنَّها لا تَلْتَقِي، تَكُونُ كَذََلِكَ ما دامَتْ رَطْبَةً، فإِذا يَبِسَتْ سَقَطَتْ‌ أَي سَقَطَ ذََلِكَ عَنْهَا، قالَ كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ يَصِفُ الدُّرُوعَ:

بِيضٌ سَوَابِغُ قَدْ شُكَّتْ لَهَا حَلَقٌ # كَأَنَّه حَلَقُ القَفْعَاءِ مَجْدُولُ‌

و قالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَخْبَرَنِي أَعْرَابِيٌّ مِنْ رَبِيعَةَ قالَ: القَفْعَاءُ :

[2] شُجَيْرَةٌ خَضْرَاءُ ما دامَتْ رَطْبَةً، و هِيَ قُضْبانٌ قِصارٌ، تَخْرُجُ من أَصْلٍ واحِدٍ لازِقَةٌ [3] لِلأَرْضِ، و لَهَا وُرَيْقٌ صَغِيرٌ، فإِذا هَمَّتْ بالجُفُوفِ ارْتَفَعَتْ عَن الأَرْضِ، و تَقَبَّضَتْ و تَجَمَّعَتْ، و لا تُؤْكَلُ، و أَنْشَدَ قَوْلَ زُهَيْرٍ السّابِقَ، و قالَ بعضُ الرُّوَاةِ:

القَفْعَاءُ : من أَحْرَارِ البُقُولِ، تَنْبُتُ مُسْلَنْطِحَةً، ورَقُها مِثْلُ وَرَقِ اليَنْبُوتِ.

و الأُذُنُ‌ القَفْعَاءُ : الّتِي كَأَنَّهَا أَصابَتْهَا نارٌ فانَزَوَتْ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، و في العُبَابِ: فَتَزَوَّتْ من أَعْلاها إِلى أَسْفَلِها، و الفِعْلُ‌ قَفِعَتْ ، كفَرِحَ‌ قَفَعاً .

و الرِّجْلُ‌ القَفْعَاءُ : الّتِي ارْتَدَّتْ أَصابعُهَا إِلى القَدَمِ‌ ، كما في الصِّحاحِ، زادَ في اللِّسَانِ: فتَزَوَّتْ عِلَّةً أَو خِلْقَةً، و الأَقْفَعُ صاحِبُهَا ، و هِيَ قَفْعَاءُ بَيِّنَةُ القَفَعِ ، و قومٌ قُفْعُ الأَصَابِعِ.

و الأَقْفَعُ : المُنَكِّسُ الرَّأْسِ أَبَدًا نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ كالمُقَفِّعِ كمُحَدِّثٍ‌ هََكَذَا في النُّسَخِ، و الصَّوابُ كمُعَظَّمٍ‌ [4] .

و المِقْفَعَةُ ، كمِكْنَسَةٍ: خَشَبَةٌ يُضْرَبُ بِها الأَصَابِعُ. و قَفَعَهُ بِها، كمَنَعَ: ضَرَبَهُ‌ : و رُوِيَ أَنَّه مَرَّ غُلامٌ بالقَاسِمِ بنِ مُخَيْمِرَةَ، فعَبَثَ بهِ الغُلامُ، فَتَنَاوَلَه القاسِمُ‌و قَفَعَه [5] قَفْعَةً شَدِيدَةً، فإِمّا أَنْ يَكُونَ القَاسِمُ قَفَعَهُ بخَشَبَةٍ، أَو بِيَدِه فكانَتْ كالمِقْفَعَةِ. و قالَ ابنُ الأَثِيرِ: هو مِنْ قَفَعَهُ عَمّا أَرادَ: إِذا صَرَفَه‌ عَنْهُ و مَنَعَه‌ فانْقَفَعَ انْقِفاعاً .

و قال ابن عَبادٍ: القَفَعُ مُحَرَّكَةً: الضِّيقُ و النَّصَبُ‌ ، يُقَالُ: النّاسُ فِي قَفَعٍ .

و قالَ اللَّيْثُ: القَفَاعِيُ‌ من الرِّجَالِ‌ بالضَّمِّ: الأَحْمَرُ الّذِي‌ يَنْقَشِرُ [6] أَنْفُه لِشِدَّةِ حُمْرَتِه. و قالَ الأَزْهَرِيُّ: لَمْ أَسْمَعْ لغَيْرِ اللَّيْثِ أَحْمَرُ قُفَاعِيٌّ القَافُ قبلَ الفاءِ، قال المُصَنِّفُ: و هي‌ لُغَيَّةٌ في فُقَاعِيٍّ مُقَدَّمَةَ الفاءِ. قالَ الأَزْهَرِيُّ: المَعْرُوفُ من تَأْكِيدِ صِفَةِ الأَلْوَانِ: أَصْفَرُ فاقِعٌ و فُقَاعِيٌّ، و قد ذُكِرَ في مَوْضِعِهِ‌ [7] .

و قالَ ثَعْلَبٌ: يُقَالُ: هُوَ قَفّاعٌ لِمالِهِ، كشَدّاد : إِذا كانَ‌ لا يُنْفِقُه. و لا يُبَالِي ما وَقَعَ في قَفْعَتِهِ ، أَي: في وِعَائِه.

و القُفَاعُ كغرَابِ، و رُمّانٍ، و الأُولَى القِيَاسُ‌ ، أَي تَخْفِيفُهَا، كسائِرِ الأَدْوَاءِ إِلاّ أَنَّه هََكَذَا وُجِدَ في نُسَخِ الجَمْهَرَةِ المُصَحَّحَةِ المَقْرُوءَة علَى العُلَمَاءِ-بِخَطِّ أَبِي سَهْلٍ الهَرَوِيِّ و الأَرْزَنِي-بتَشْدِيدِ الفاءِ، قاله الصّاغَانِيُّ:

داءٌ في قَوَائِمِ الشّاةِ يُعَوِّجُهَا ، و فِي الجَمْهَرَةِ [8] : داءٌ يُصِيبُ النّاسَ، كوَجَعِ المَفَاصِلِ و نَحْوِه، تَتَشَنَّجُ مِنْهُ الأَصَابِعُ.

و القُفّاعُ كرُمّانٍ: نَباتٌ مُتَقَفِّعٌ ، كأَنَّهُ قُرُونٌ صَلاَبَةً إِذا يَبِسَ، قالَ الأَزْهَرِيُّ: يُقَالُ ليابِسهِ: كَفُّ الكَلْبِ. و القُفّاعَةُ بهاءٍ: شَيْ‌ءُ يُتَّخَذُ من جَرِيدِ النَّخْلِ، ثُمّ يُغْدَفُ بِهِ عَلَى الطَّيْرِ، فيُصادُ قالَ ابنُ دُرَيْد: هي كَلِمَةٌ عِرَاقِيَّةٌ، و لا أَحْسِبُهَا عَرَبِيَّةً [9] . قلتُ: و اسْتَعْمَلَها أَهْلُ مِصْر أَيْضاً.

و رَجُلٌ مُقَفَّعُ اليَدَيْنِ، كمُعَظَّمٍ أَي: مُتَشَنِّجُهِما نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، كالأَقْفَعِ .


[1] في التهذيب: «رأيتها في بلاد تميم» و الأصل كاللسان عنه.

[2] اللسان: شجرة.

[3] في اللسان: لازمة.

[4] ضبطت في التكملة بالقلم بفتح الفاء المشدودة.

[5] الذي في اللسان: فتناوله القاسم بمقععةٍ قفعة شديدةً و الأصل كالنهاية.

[6] على هامش القاموس عن نسخة أخرى: «يَتَقَشَّرُ» و مثلها في التهذيب و اللسان و التكملة.

[7] عبارة الأزهري في التهذيب: و المعروف في باب الألوان أصفر فاقع فقاعي، الفاء قبل القاف، و هو الصحيح.

[8] الجمهرة 3/126.

[9] الجمهرة 3/126.

اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي    الجزء : 11  صفحة : 393
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست