اسم الکتاب : تاج العروس من جواهر القاموس المؤلف : المرتضى الزبيدي الجزء : 11 صفحة : 374
و قَشَعَ القَوْمَ، كَمَنَع: فَرَّقَهُم، فأَقْشَعُوا : تَفَرَّقُوا، قال العَبّاسُ بنُ-عَبْدِ المُطَّلِبِ-رَضِيَ اللََّه عنه:
نَصَرْنَا رَسُولَ اللََّه في الحَرْبِ تِسْعَةً # و قد فَرَّ مَنْ قَدْ فَرَّ عَنْه فأَقْشَعُوا
نقَلَه الجَوْهَرِيُّ، و هو نادِرٌ مثل: كَبَبْتُه فأَكَبَّ، قالَهُ الجَوْهَرِيُّ. قلتُ: و زاد الزَّوْزَنِيُّ: عَرَضْتُه فأَعْرَضَ، و تَقَدَّمَ للمُصَنِّفِ ذََلِك، و قال ابنُ جِنِّي: جاءَ هََذا مَعْكوساً مُخَالِفاً للمُعْتَادِ، و ذََلِك أَنَّك تَجِدُ فيها فَعَلَ مُتَعَدِّياً و أَفْعَلَ غيرَ مُتَعَدٍّ، و مِثْلُه شَنَقَ البَعِيرَ و أَشْنَقَ هو، و أَجْفَلَ الظَّلِيمُ و جَفَلَتْهُ الرِّيحُ، و كُلُّ ذََلِكَ مَذْكُورٌ في مَوْضِعِهِ. قلتُ: و قد مَرَّ البَحْثُ فيهِ في «ك ب ب» فراجِعْه.
و قَشَعَتِ الرِّيحُ السَّحابَ ، أَي كَشَفَتْه ، كما في الصِّحاحِ، كأَقْشَعَتْهُ ، كما في العبابِ، فأَقْشَعَ السَّحَابُ نَفْسُه، و انْقَشَع ، و تَقَشَّعَ ، أَي انْكَشَفَ، و شَاهِدُ الأَخِيرِ قولُ رُؤْبَةَ:
و مَثَلُ الدُّنْيَا لِمَنْ تَرَوَّعَا # ضَبابَةٌ لا بُدَّ أَنْ تَقَشَّعا
و فِي المَثَل:
سحابَةُ صَيْفٍ عن قَلِيلٍ تَقَشَّعُ
يُضْرَبُ في انْقِضاءِ الشَّيْءِ بسُرْعَةٍ، و 16- في حَدِيثِ الاسْتِسْقَاءِ : « فَتَقَشَّعَ السَّحَابُ» . أَي: تَصَدَّع و أَقْلَع.
و قَشَعَ الناقَةَ: حَلَبَهَا ، نَقَلَه ابنُ القَطّاعِ.
و يُقَال: هو أَذَلُّ من القَشْعَة ، بالفَتْحِ، و هي:
الكَشُوثاءُ ، نَقَلَه ابن عَبّادٍ، و به سُمِّيَت العَجُوزُ المُنْقَطِعُ عنها لَحْمُها من الكِبَرِ قَشْعَةً ، و قد سَبَقَ ذََلِكَ للمُصَنِّفِ، و ذَكَرْنا شَاهِدَه، فهوَ تَكْرَارٌ.
و القِشْعَةُ ، بالكَسْرِ و الفَتْح: القِطْعَةُ من السَّحابِ تَبْقَى في أُفُقِ السَّماءِ بَعْدَ انْقِشَاعِ الغَيْمِ ، أَي انْجِلائه و انْكِشَافِه.
و القَشْعَةُ أَيضاً، بالوَجْهَيْن: القِطْعَةُ من الجِلْدِ اليابِسِ، جَمْعُ المَكْسُورِ قِشَعٌ ، كعِنَبٍ، و جَمْعُ المَفْتُوحِ قِشَاعٌ ، كجِبَالٍ. و الَّذِي يَظْهَرُ من كَلاَمِ الجَوْهَرِيِّ-الَّذِي نَقَلَهُ عن الأَصْمَعِيِّ-أَنَّ القِشَعَ ، كعِنَبٍ: جَمْعُ قَشْعٍ ، بالفَتْحِ، كما تَقَدَّم، و هو على غَيْرٍ قِيَاسٍ. و قالَ: هََكَذا يُسْتَعْمَلُ، و مُقْتَضَى كَلامِه أَنَّ غَيْرَه-و لو كان مطابِقاً للقِيَاسِ لََكِنَّه غَيْرُ مُسْتَعْمَلٍ-و في التَّهْذِيب و غَيْرِه: أَنَّ القَشْعَةَ و القَشْعَ بفَتْحِهما جَمْعُهما قُشُعٌ ، فتَأَمَّلْ ذََلِك.
و شَاةٌ قَشِعَةٌ ، كفَرِحَةٍ: : غَثَّةٌ. نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.
فَخَيَّمَتْ في ذَنَبَانٍ مُنْقَفِعْ # و في رُفُوضِ كَلإٍ غَيْرِ قَشِعْ
و القَشِعُ : الرَّجُلُ لا يَثْبُتُ على أَمْرٍ.و يُقَال: أَتَى و ما عَلَيْه قِشَاعٌ ، كَقِزَاعٍ زِنَةً و مَعْنًى ، أَي شَيْءٌ من الثِّيَابِ، نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ.
و عن النَّضْرِ: القُشَاعُ ، كغُرَابٍ: صَوْتُ الضَّبْعِ الأُنْثَى ، هََكَذَا هو في العُبَابِ و اللِّسَانِ. قالَ شَيْخُنَا: و كأَنَّه جَرَى على رأْي أَنَّ الضَّبْعَ عامٌّ، و إِلاّ فقد سَبَقَ أَنَّه خاصٌّ بالأُنْثَى، فلا يُحْتَاجُ للوَصْفِ به، انتهَى، و قال أَبو مِهْرَاسٍ:
كَأَنَّ نِدَاءَهُنَّ قُشَاعُ ضَبْعٍ # تَفَقَّدُ من فَرَاعِلَةٍ أَكِيلاَ